الاحتلال يرش الملح مجدداً على جرح عائلة "القيسي"
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد مسالمة – لم تغيب تخوفات عائلة القيسي من قيام الاحتلال بهدم منزلهم الذي تم الاحتفال باعادة بناءه منذ شهر واحد، حيث تجسدت تلك التخوفات بقدوم الادارة المدنية وجيش الاحتلال منذ صباح اليوم وداهمت المنزل واخدت تلتقط الصور من كل ناحية وتستجوب ساكنيه.
عائلة القيسي، من بلدة بتير غربي بيت لحم، هدم الاحتلال منزلها عام 2002، واعيد بناءه وتسليمه منذ شهر من خلال مشروع تنفذه مؤسسة هولي لاند ترست بالتعاون مع مؤسسة هاموس تراست البريطانية، لاعادة بناء البيوت التي يهدمها الاحتلال.
وأكد نجل عائلة القيسي، الشاب مثنى ان افراد من الادارة المدنية وبمرافقة الجيش حضروا صباح اليوم الى منزلهم والتقطوا العديد من الصور للمنزل وحوله وللمنطقة، مشيراً الى ان بحوزتهم العديد من صور الاحتفال بافتتاح المنزل وصور اثناء بناءه والعمل به، وكذلك صور لمحافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل اثناء حفلة الافتتاح.
وأضاف ان افراد الادارة المدنية استجوب افراد العائلة حول اعادة بناء البيت والاحتفال بافتتاحه، بعد ان تواجد في المنزل مدة ساعتين، حيث سلمهم ورقة مكتوبة تطالبهم باعادة مراجعة محكمة بيت ايل برام الله من أجل استصدار رخصة بناء، بحجة انهم اعادوا بناء المنزل دون اعلام حكومة الاحتلال.
وأوضح ان منزلهم تم هدمه من قبل سلطات الاحتلال بتاريخ 31/12/2002، حيث لم يسلمهم اخطار بالهدم في حينها، بل قدمت جرافات الاحتلال بعنجهيتها وعنفوانها وقامت بهدم المنزل على ما فيه.
عبر مثنى عن مخاوفه من اعادة هدم منزلهم، حيث ناشد كافة المؤسسات الحقوقية والانسانية بالوقوف الى جانب العائلة ومساعدتها في حماية منزلهم، الذي يهدده الاحتلال.
من جانبه قال مدير مشروع اعادة بناء البيوت التي يهدمها الاحتلال في مؤسسة هولي لاند ترست مروان شحادة ان الادارة المدنية والجيش على العائلة وطالبتهم من خلال اخطار مكتوب بمراجعة "بيت ايل" خلال شهرين لاصدار رخصة لاعادة بناء البيت، على الرغم من ان الاحتلال لم يعطي فلسطينيين منذ احتلال عام 67 رخص البناء الا لاعداد قليلة ومقابل مبالغ مالية كبيرة.
وأوضح شحادة في حديث خاص لشبكة PNN ان المنزل يقع في وسط تجمع سكني فلسطيني ببلدة بتير غربي بيت لحم، حيث قال ان مبادرة اعادة بناء البيت جاء بالتعاون مع مؤسسة ايمو تراست، حيث قام بزيارة العائلة في بتير من خلال صديق قام باطلاعي على اوضاعهم الانسانية الصعبة، وتمت المباشرة ببناء البيت وتسليمه خلال الشهر الماضي.
وأشار الى ان الاحتلال اعطى منازل اخرى قامت ببناءها المؤسسة، ولكن لم يتم اتخاذ اجراءات عملية بحقها ولكن يتم تأجيل المحاكم التي يعقدها لهم الاحتلال، وينوب بالدفاع عن العائلات محاميين فلسطينيين تابعين للسلطة الفلسطينية.
وأضاف: " لا يحق للاحتلال منع الفلسطينيين البناء في ارضه التي ورثها عن اجداده، وفي المقابل المستوطن الاسرائيلي الذي جاء بالامس يقوم بالبناء بكل اريحية دون اي سؤال او اي جهة تطالبه القيام باصدار رخصة بناء، واعادة البناء تعبر لرفض وجود الاحتلال على اراضينا".
فهنا يبدأ الاحتلال في نسج حكاية الألم لعائلة القيسي، مشاهد متوالية تمثل الرعب والخوف والتهديد والمماطلة ليصل الى ما يريد، فهو يرمي لتهجيرهم من على ارضهم، ولكن في مقابل قمع الاحتلال حكاية صمود وتحدي وحق في البقاء.