قيادات سياسية فلسطينية وكتّاب رأي: المصالحة المخرج الوحيد لتصويب العلاقة بين حماس ومصر
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تطور العلاقة السلبي بين جمهورية مصر العربية وحركة حماس التي تسيطر على فطاع غزة، منذ عام 2007، ابدى مخاوف عامة لدى الجميع الوطني، ومخاوف أخرى تبناها من العامة الفلسطينين، خاصة سكان قطاع غزة، وهذه المخاوف تمثلت بإنعكاس قرار المحكمة المصرية بإعتبار انشطة حماس في مصر محظورة مع مصادرة جميع ممتلكاتها، ووقف جميع نشاطاتها، ونشاطات الجهات التي تقوم حماس بدعمها، والكثير من هذه المخاوف قدرها ساسة ومثقفون فلسطينيون بأنها هزة قوية في العلاقات المصرية الفلسطينية، ويجب تصويبها وتصحيحها .
نقبّ "أمد للإعلام" عن بعض المخاوف المشروعة لدى السياسيين والمثقفين الفلسطينيين واستطلع حلولهم للخروج من الأزمة الراهنة في العلاقات بين حماس ومصر بعد قرار محكمتها الأخير بحظر نشاطات الحركة :
يقول صالح زيدان، عضوالمكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن قرار المحكمة المصرية بحق حركة حماس يؤكد على أهمية انهاء العلاقة المتردية بين حماس ومصر، وايجاد حلول مناسبة لتفادي أي انعكاسات سلبية يتحملها عامة سكان قطاع غزة، وعلى حماس خطوات وطنية يجب أن تقوم بها، لأن حماس جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية ومنها عدم التدخل بالشأن المصري الداخلي، واحترام العلاقات القومية التاريخية بين مصر وفلسطين والتي كانت دوماً مسار دعم للقضية الفلسطينية .
وأكد زيدان بإتصال مع (أمد) أن لا حل للعلاقة المتردية اليوم بين مصر الشقيقة وحركة حماس إلا بالمصالحة الوطنية، وتطبيق بنودها وتصويب الوضع السياسي الفلسطيني العام وتوحيد الصف الوطني.
اما وليد الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي فيؤكد أن قرار حظر نشاط حماس ومصادرة ممتلكاتها في مصر، يعكس حقيقة العلاقة غير المسبوقة والسلبية بين مصر وفصيل فلسطيني، لذا يجب على الكل الوطني أن يساهم بتصويب العلاقات الوطنية مع مصر، والضغط على حركة حماس من أجل حل هذه الأزمة ومطالبتها بعدم رهن لصالح جهة ما، ودخولها بالمربع الوطني العام الذي يخدم القضية الفلسطينية، لأن المصلحة الوطنية العليا دوماً كانت مع مصر كدولة وشعب وعدم التدخل بالشئون الداخلية للدول، وأي خلاف بيننا وبين مصر ليس من صالحنا ابداً، ولذا يجب الابتعاد عن أي مؤثر سلبي وعامل توتر قد يسيء للعلاقة الوطنية مع مصر .
وقال الزق بإتصاله مع (أمد) لذا على حماس مراجعة مواقفها الوطنية الداخلية وعلاقاتها الاقليمية، ولابد من ايجاد حلول لسوء العلاقة بين حماس ومصر، وأهم هذه الحلول تطبيق المصالحة وتقويم الوضع السياسي الفلسطيني وتوحيد الصف الوطني .
القيادي الفتحاوي حازم ابو شنب، يرى أن المساس بالعلاقات مع مصر مساس بجوهر القضية الفلسطينية والاساءة لمصر اساءة لفلسطين، وعلى حركة حماس أن تتراجع عن كثير من سياساتها وأن تعيد قطاع غزة الى الكل الفلسطيني، وتطبيق المصالحة التي تم الاتفاق على بنودها في الدوحة والقاهرة، والدخول بحكومة توافق وطني وممارسة الانتخابات بديمقراطية ونزاهة وإغلاق بوابة السيطرة والهيمنة على قطاع غزة .
وقال ابو شنب بإتصاله مع "أمد"، أن قرار المحكمة المصرية ضد حماس يؤكد على عدم قوامة الوضع السائد في قطاع غزة، وعدم صوابية من يحكمونه لذا لا بد من تصويب هذا الخطأ التاريخي واعادة قطاع غزة الى الشرعية الفلسطينية، والتي يتزعمها الرئيس محمود عباس لكي يتحمل مسئولياته ويقوم بحل هذه الأزمة مع مصر، فأن القرار القضائي المصري يعكس مدى الأزمة بين حماس ومصر، ولن تستطيع اليوم حماس حل هذه الأزمة إلا بتطبيق المصالحة وتصويب الواقع في قطاع غزة .
من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل قرار القضاء المصري بحظر نشاط حركة حماس، أهون الامرين بالنسبة للحركة ، فكان المتوقع اعتبار حماس حركة "ارهابية" وقرار المحكمة اليوم لا يعني شيء ولله الحمد أنه لم يتم تصنيفها حركة إرهابية، ومادياً لن تضرر حماس كثيراً لأن ممتلكاتها ليست بالكثيرة، ولن يتغيير شيء بالنسبة لحركة حماس لأنها منذ فترة تعامل من قبل مصر كحركة محظورة، ولكن القرار القضائي يؤجج العلاقة بين مصر وحماس، ولهذا التأجيج انعكاسات سلبية على سكان قطاع غزة، فعلى صعيد المثال أكثر من عشرين يوماً ومعبر رفح مغلق بوجه سكان قطاع غزة، ويتحمل سلبية هذا الواقع عامة الناس في القطاع وليس حركة حماس وحدها ".
وأكد عوكل بإتصاله مع (أمد)، على أن المصالحة الداخلية الفلسطينية هي الحل الأوحد لدى حماس اليوم لتصحيح العلاقة مع مصر، وانهاء حالة التوتروابعاد أي انعكاسات سلبية يتحملها سكان قطاع غزة، مضافة الى الحصار الاسرائيلي المقيت على القطاع .
القيادي في حركة فتح والكاتب الدكتور اسامة الفرا، يؤكد على أن حماس جزء أصيل من الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية، لذا يجب على الكل الوطني أن يتحرك من أجل وقف انهيار العلاقة بين الشقيقة مصر وحماس، وأن ذالك يجب أن يكون بتشكيل وفد وطني على مستوى عالٍ، وارساله الى مصر ومحاولة رأب الصدع القائم بين حماس ومصر .
وقال الفرا بإتصال مع (أمد)، أن العلاقة بين حماس ومصر غير صحية تنعكس سلباً على الكل الفلسطيني، وخاصة سكان قطاع غزة، ولقد لعب الاعلام دوراً سلبياً ادت الى توتير العلاقة بين مصر وحماس، ولابد من تهيئة الاجواء ، وتخفيف حدة التوتر بين مصر وحماس، وتشكيل وفد وطني من الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الى مصر بات أمراً ملحاً لحل هذه الأزمة .
وأضاف الفرا، أن حماس مطالبة اليوم بالتسريع في خلق الاجواء الايجابية مع مصر وتطبيق بنود المصالحة، لأن المصالحة باتت علاجاً لكثير من القضايا الصعبة ومنها سوء العلاقة بين حماس ومصر، وعلى الكل الوطني تحمله مسئولياته والعمل على تهيئة الاجواء الايجابية والمشاركة الجادة والفاعلة من أجل انهاء حالة الانقسام الوطني وتصويب العلاقة مع مصر بما يخدم القضية الفلسطينية ، لأن مصر كانت ولا زالت وستبقى الجبهة العربية القوية والداعمة لعدالة القضية الفلسطينية .