الطفل فضل.. حينما يستهدف الاحتلال كل اسباب الحياة !
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد ابو الريش - لم تقتصر محاولات الاحتلال الهادفة محو الوجود الفلسطيني على قتل الانسان، بل وصلت لقتل فلسطينيين لم يولدوا بعد، من خلال استهداف مناطق حساسة في جسم الانسان كفيلة بقطع نسله.
فالطفل فضل ابو عدوان (11 عاما) الذي يعيش قرب الشريط الحدودي شرق مدينة رفح، لم يفقد حياته بسبب رصاصة تعمد جنود الاحتلال اطلاقها على خصيتيه من بندقية قناص اثناء مساعدته لاخيه في رعي الاغنام، لكنه فقد الامل في الانجاب بسبب الرصاصة التي مزقت جزءا من عضوه التناسلي.
فضل الذي أصيب في تشرين ثاني الماضي ويتلقى العلاج بمستشفى غزة الاوروبي لا يزال يتذكر، مرتعشا، 3 ساعات قضاها بين الحياة والموت على رمال منطقة صوفا، شرق رفح بعد أصيب بعيارين ناريين احدهما اخترق خصيتيه والاخر استقر في فخده.
وبالاضافة الى المعاناة الجسدية، فإن فضل يعاني فصول ازمة نفسية قد ترافقه طيلة حياته، بعد ان اجريت له عملية لازالة الخصيتين اللتين اصابتهما الرصاصة.
ويروي الطفل فضل ما حدث موضحا انه كان يساعد أخيه برعي الاغنام حينما تقدمت نحوه آليتان عسكريتان اسرائيليتان.
ويضيف: حينها ركضت حوالي 100 متر بأقصى سرعة لأنني شعرت بخوف شديد، خاصة أني شاهدت ثلاثة شبان كانوا يحملون اسلحة، فخشيت أن يحدث اشتباك بينهم وبين الجيش، وبينما كنت اركض مبتعدا أدرت وجهي نحو الشريط الحدودي ثم شعرت بشيء اخترق خصيتي، وفخذي الأيسر.
ويقول الطفل: وقعت على الارض ووجهي للسماء ويدي على عيني بانتظار الموت، وكلما فتحت عيني وشاهدت السماء كنت اعلم انني لا ازال على قيد الحياة (..) بقيت على هذه الحالة قرابة 3 ساعات انزف، وكانت الدماء تملأ منطقة الحوض مع شعوري بالم شديد.
بقي فضل ملقى على الارض ينزف زهاء 3 ساعات دون ان يقدم له احد المساعدة، الى ان سمح الاحتلال لذويه بالوصول اليه ونقله للمستشفى.
وقال تقرير طبي ان فضل "يعاني حالة نفسية سيئة بسبب استئصال الخصيتين، فهذا الأمر سيؤثر بالتأكيد على فرصه في الزواج وإنجاب أطفال في المستقبل".
من جهته، اعتبر مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش "ان إطلاق النار على طفل وتركه ينزف لساعات دون أن يلقى العناية الطبية اللازمة، مثال مروع على انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال، ويجب تقديم الجناة إلى العدالة".