مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

قلعة 'غالي' بسريلانكا.. عراقة الماضي ورونق الحداثة

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
بلال غيث
تجمع قلعة غالي الواقعة في أقصى جنوب جزيرة سريلانكا، بين عراقة الماضي ورونق الحداثة، فرغم أن منازلها وأسوارها تبدو قديمة جدا وتعود لمئات السنين، إلا أن منازلها التي رممت داخل تلك القلعة التي شيدها البلغاريون واستخدمها الهولنديون ومن بعدهم الإنجليز تظهر في أبهى صورها فهي مكسوة بالطلاء الأبيض وأسقف القرميد الأحمر والبني من الخارج.

وتمنع السلطات في غالي البناء بعيدا عن الطراز المعماري القديم الذي اتخذ أنموذجا للبناء في تلك المدينة التي سميت على أسم قلعتها، وهي رابع أكبر مدينة في سريلانكا.

في فندق الأضواء المصمم وفق الطراز المعماري الأوروبي، تختصر حكاية مدينة غالي، المدينة التي عمرتها أبرز حضارات الأرض وبينها الإسلامية، أول ما يشاهده الزائر لذلك الفندق السلم الذي يضم على طرفيه دروعا حديدية، أسلحة استخدمها الغزاة الذين استهدفوا مدينة غالي، وتمكنت من هزيمتهم في النهاية.

الفرسان المقنعون بالبزات العسكرية، والرماح والسيوف، وشارات النصر كلها صنعت من الحديد وخلقت لوحة جمالية تجمع بين الأصالة والحداثة في تلك المدينة، وهي الرسالة التي يحاول إيصالها أصحاب الفندق لزائريهم.

وقال إرشاد فوليد وهو أحد المرشدين السياحيين في المدينة، للوفد الاعلامي الفلسطيني الذي يزور سيرلانكا، إن غالي الواقعة في جنوب سريلانكا باتت إحدى الوجهات السياحية الأكثر إقبالا في البلاد، لما تتمتع به من مميزات عديدة، وهي تعد مثل الكاري السيلاني الجيد، فهي تتميز بتنوع ألوانها ونكهتها المميزة، وجوها الصحي.

ويضيف، 'الهولنديون هم من شيدوا نظام دفاع متكاملا لمواجهة التهديدات البحرية منذ عام 1663 في المدينة عرف فيما بعد بقلعة غالي، حيث تم تأمين الساحل من جهاته الثلاث بسور طوله 3 كيلومترات وارتفاعه بين ستة وسبعة أمتار.

وتضم المدينة القديمة مجموعة من المعالم المعمارية الفريدة، حيث هندسة الحارات والشوارع التي ضمت في مركزها كنيسة على الطراز الباروكي تعد بمثابة تحفة فنية. وتعتبر مدينة غالي انعكاسا لاندماج الفن المعماري الأوروبي وثقافة بلدان جنوب آسيا، وفي عام 1988، أدرجت مدينة غالي القديمة وقلعتها على قائمة التراث العالمي.

وما زالت غالي، تحمل بصمات غزاتها السابقين، ويمكن استكشاف العديد من الشواطئ البديعة على طول ساحل المدينة، وهي شواطئ تغطيها خضرة أشجار جوز الهند.

ويعد المشي بموازاة أسوار قلعة المدينة خلال ساعات الغروب، تجربة ممتعة لا يعكرها سوى حركة الباعة المتجولين ممن يعرضون على الزوار شراء بعض الهدايا التذكارية وغيرها.

ومن المناسبات الرياضية البحرية المهمة التي تقام في غالي رحلات القوارب الشراعية حول العالم، وتتوقف هذه القوارب خلال رحلتها في ميناء المدينة، ويجرى السباق عادة في الفترة ما بين شهر يناير إلى مارس، وتبحر هذه القوارب غربا باتجاه جيبوتي ومنها نحو قناة السويس وتستمر في رحلتها.

وتعد مدينة غالي عاصمة الإقليم الجنوبي وعاصمة مقاطعة غالي، يبلغ عدد سكانها قرابة 99 ألف نسمة وذلك حسب إحصائيات سنة 2011 الصادرة من الجهات الرسمية، وتبلغ مساحتها 16.52 كم مربع.

وبحسب العديد من المراجع التوثيقية، ورد اسم المدينة في كتاب رحلة ابن بطوطة بتسمية 'قالي'، وكان ابن بطوطة قد زار المدينة سنة 1344، وغالي تعني باللغة بالسنهالية وهي اللغة الرسمية بالبلاد 'الميناء المحاذي لنهر جين، والمكان الذي ترعى فيه قطعان الأبقار'.

والتاريخ الحديث للمدينة كما يقول سكانها تطبعه كارثة زلزال المحيط الهادي لسنة 2004 'تسونامي' والذي كانت غالي أكثر المدن السريلانكية تضررا منه، لوقوعها على بعد 1600 كلم من مركز الزلزال البحري. خلفت الكارثة آنذاك آلاف القتلى في المدينة.

عند إغلاق القلعة مساء، يحضر جنديان سريلانكيان، لإنزال العلم الرسمي للبلد، والذي سيرفع صباحا وهو مكون من اللون الأخضر والبرتقالي اللذين يرمزان إلى ديانة الأقليات المسلمة والهندوسية، أما الأسد المسلح فهو شعار ملوك مدينة كاندي القدامى، ويعزف أحدهما النشيد الوطني للبلاد الذي يتحدث عن أرض الرخاء المليئة نعمة وحبا، والغنية بالحبوب والغلال، فيما تتوقف الحركة بالكامل في المكان احتراما لذلك النشيد، قبل أن ينصرف الجنديان وتغلق القلعة.

ـــــ

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024