فراس البلاصي.. ضحية مجتمع "رحيم"..!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مهند العدم- حولت ألسِنةُ الناس التي ظلت تلاحقه، حياة الشاب فراس البلاصي (20 عاما) من مخيم الفوار الى كابوس لم يقوى على احتماله ما دفعه للانتحار ليلة امس الاول ( الثلاثاء-الاربعاء).
كان على الشاب فراس من مخيم الفوار ان يدفع فاتورة تسلط مجتمع يَبرعُ بدور القاضي والجلاد وادعاء الرحمة، فوجد الموت بيده اكثر رحمة من سياط لاحقته طيلة سنين عمره العشرين، كونه ولد خارج اطار الزوجية "لقيط".
وتعود القصة الى ما قبل عقدين حيث كان احد المواطنين يريد الزاوج على زوجته بسبب عدم قدرتها على الانجاب، لكن شقيقها تدخل وعرض عليه فكرة تبني طفل، الامر الذي رحب به الزوجان، وسارعا الى ملجأ يرعى اطفال انجبوا خارج اطار الزوجية "لقطاء"، واختارا طفلا كان قد وصل الى الملجأ، ولم يبلغ الاشهر الاولى من عمره حينها، كما اوضح احد جيران العائلة لـ القدس دوت كوم.
ذاك الطفل هو فراس الذي تبنته احدى عائلة وربته كابن لها، دون ان تعرف ابويه " البيولوجيين" اللذان ظلا مجهولين، ورعته كما ينبغي الى ان التحق بالمدرسة وبلغ صفوفها العليا وقد تفوق على زملائه فيها، لكن رحلة مضايقته وملاحقته من اقرانه حول "ماضيه واصله وفصله" كانت قد بدأت ولازمته طوال سنين، ما شكل له كابوسا وعبئاً يومياً لم يستطيع احتماله، بالرغم من محاولات امه الستينية بالتبني "حليمة" الدائمة للتخفف عليه، خاصة وان والده بالتبني قد توفي.
وقال احد الجيران المقربين من العائلة لـ القدس دوت كوم، بأن فراس ونتيجة سوء المعاملة والضغوط التي تعرض لها فقد تدريجيا الثقة بنفسه واصيب بانهيار عصبي وبنوبات صرع دفعته اكثر من مرة لمحاولة التخلص من هذا العذاب الثقيل جراء "معايرة المجتمع له" وانه نفذ ثلاث محاولات انتحار لشنق نفسه باءت بالفشل في السابق.
وتشير الى انه وبعد ان التحق فراس بقسم "الجرافيكس" في جامعة بولتكنيك، استمرت المضايقات تلاحقه ما شكل هاجسا له حول استمرار بقائه، فبدأ بالتفكير بالتخلص من حياته ومن "ما القال والقيل حول نسبه وحسبه المجهولين"، كما يقول احد جيرانه الذي فضل عدم ذكر اسمه، موضحا ان الشاب فراس اقدم هذه المرة على حرق هويته الشخصية وعمل على تعطيل حسابه على الفيسبوك، رغبة منه بالتخلص من هويته المجهولة واقدم على حرق منزله الاسبوع الماضي، الامر الذي تطور ليلة امس الاول (الاربعاء)، حين دخلت والدته بالتبني غرفته الساعة الثامنة مساء للاطمئنان عليه، فوجدته مشنوقا بمنديلها المعلق بالمروحة، لينهى بذلك حياته ويقطع سياط الكلام الذي ظل يلاحقه طوال حياته.
وكتب الشاب فراس قبل ان ينتحر على حسابه في "فيسبوك" كما تناقلت ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، "كلمات تقشعر له الابدان ااااااااخ من ظلم الزمن.. ليييش يا دنيا اموووت وأنذل قدام العلن.. لا أخ اتسند علييه .. ولا اخت تحضني بحنان... ولا حد اشكيلو همومي غييير نفسي والحزن ... زهقت يا دنيا وحييييييد .... وبالموت ما حد رح يحمل الكفن ..."!!