'الشجرة' تحتضن روح أبو عرب
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
فايز عباس
وصلوا من اللد والرملة، من سخنين وكفركنا والناصرة ومن يافا وحيفا وشفاعمرو وعكا، ليعيدوا ابو عرب الى قريته وشجرة التوت التي غنى لها، أعادوا روح أبو عرب إلى احضان بلدته الشجرة التي هجر منها عام النكبة ولم يعد إليها سوى مرتين ليقف تحت شجرة التوت التي انتظرته طويلا وبقيت شامخة لكن ابو عرب لم يعد اليها وإنما روحه فقط تقف على أغصانها.
وقفوا تحت شجرة كبيرة شاهدة على هجرة أهلها، ومن فوقفهم رفرف علم فلسطين ووصلت الشرطة الاسرائيلية في محاولة فاشلة لمنعهم من القيام بالفعالية لتأبين الشاعر ابو عرب في مسقط رأسه، بعد قيام المستوطنين في الشجرة بتقديم شكوى للشرطة، وطالبوا بمنع الفعالية، لكنهم صمموا على موقفهم حتى وان تم اعتقالهم جميعا. وواصلوا انشاد اغاني ابو عرب، لشجرة التوت، وحاول احد افراد الشرطة اعتقال احد المنظمين، جهاد ابو ريا، الذي قال للناشطين 'إنه حتى وان اعتقل فعلى الاخرين ان يواصلوا الفعالية من اجل روح ابو عرب. 'جئنا لتأبين ابو عرب ولن يستطيع احد منعنا وان اعتقلوني او اعتقلوا الاخرين فإننا سنستمر في الاعراب عن محبتنا واحترامنا لأبو عرب' قال ابو ريا.
وتم رفع صور ابو عرب في القرية، صور عبرت عن مدى حب المهجرين من القرية لابن بلدتهم التي هدمت لكنهم ما زالوا يعتبرون انفسهم ابناء هذه البلدة، وهم يزرعون بذرة محبتها في نفوس اولادهم. واتصل نجل ابو عرب (ابو معا) من الرياض ليعزي المشاركين في التأبين قبل يعزوه هم 'ابو عرب احب فلسطين، احب الشجرة وحيفا وعكا وغزة وطبريا.. والدي غادر الشجرة لكنها لم تغادره وبقيت في وجدانه الى يومه الاخير' قال ابو معا.
سماح سلايمة اغبارية، وهي من الجيل الثالث للنكبة ومن قرية الشجرة وقفت تتحدث الى المشاركين وتتذكر جدتها المرحومة ريا، التي دفنت في قرية طرعان القريبة ولم تدفن في الشجرة 'في العالم كله ينشدون هدي يا بحر، وابو عرب مات لكن شعره واغانيه ستبقى الى الابد، اخذوا الارض، اخذوا الشجرة، لكن لم يأخذوا فلسطين ولا من واحد، من قتل ناجي العلي لم يقتل حنظلة الذي سيقوم يوما ما ويرفع علم فلسطين' قالت سماح التي اضافت 'إن الحق لن يموت ما زال هناك من يطالب به..اريد ان ادفن جدتي في ارضها' قالت.
وقال عضو الكنيست، محمد بركة، 'إن هذا التأبين هو إعادة ابو عرب إلى بلدته بروحه ووجدانه ويكفي ان نغني اغانيه هنا في مسقط رأسه'.
وكانت المحامية، نائلة عطية، قد وضعت شاهدا في أرض الشجرة كتب عليه 'هنا في قريته الشجرة ومن هنا هجر الشاعر الوطني ابراهيم محمد صالح ابو عرب في نكبة 1948 وهنا دفنت روحه وجسده في مخيم حمص للاجئين.
ــــــــــ