معلقات درويش...لمسة تراثية بإبداع يدوي
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد عواد
'أنا لغتي، وأنا معلقة، معلقتان، عشر، هذه لغتي' الذي نظمه الشاعر محمود درويش، استوحى الفنان والمتخصص في الخط والتعريب فائق عويس، تخطيط معلقاته الاثنتي عشرة الفنية التي مزجها بفن التطريز اليدوي التي خطت اثنى عشر بيتا من قصائد درويش المختلفة.
عاما كاملا استغرقها عويس ليرى معرضه الفني 'معلقات محمود درويش' النور، مقدما لمتحف محمود درويش المعلقات الفنية الـ12، التي أضفى عليها لمسة تراثية عبر التطريز اليدوي، تخليدا لذكرى الشاعر الراحل، وتعبيرا عن إعجابه الشديد به.
وقال عويس: 'في صيف 2008 ذهبت إلى مكتب محمود درويش في مركز خليل السكاكيني لإهدائه ملصقا من جدارية إدوارد سعيد التي رسمتها في جامعة سان فرانسيسكو، التي استخدمت فيها كلمات من قصيدة درويش في رثاء إدوار سعيد، (أنا من هناك، أنا من هنا)، إلا أن دوريش كان قبل يومين من وصولي قد سافر في رحلة علاج حيث وافته المنية دون أن يرى الملصق'.
وأضاف: 'تكريما للشاعر الكبير، قررت أن أجمع بين كلماته وفن الخط العربي والأشكال الهندسية وتصميمها على شكل معلقات، وفي البداية قمت بعرض هذه اللوحات مطبوعة على القماش خلال حفل افتتاح حديقة البروة في 2012، وبعد وفاة والدتي، أضفت بعدا آخر للمجموعة وهو التطريز اليدوي الفلسطيني تخليدا لذكراها'.
وأشار إلى أن المعرض يحمل 12 معلقة، مستوحاة من قصيدة (قافية من أجل المعلقات)، واخترت 10 أبيات صممتها على شكل 'معلقات'، حيث أن المعلقات تعتبر أشهر ما قيل في الشعر العربي القديم، وتحوي المجموعة على كلمات معروفة من أشعار درويش، صممتها باستخدام الخط الكوفي الهندسي لأنه خط ثابت وقوي ويناسب كلمات قوية ككلمات درويش، ويحتاج الناظر إلى المعلقات أن يعرف القليل عن شعر درويش ليتمكن من قراءة الأبيات المكتوبة.
وأوضح عويس أنه تم تنفيذ التطريز اليدوي من قبل مجموعة من اللاجئات الفلسطينيات في مركز البرامج النسائية في مخيم البقعة في الأردن، كما أن الألوان المستوحاة في المعلقات من الثوب الفلسطيني التراثي، لافتا إلى أن المعرض يحوي أيضا لوحات مطبوعة على القماش، تضم كلمات ترمز إلى الهوية والذكريات والعودة.
وقال 'سيستمر عرض المعلقات حتى يوم الخميس حيث الاحتفال باليوم الوطني للثقافة الفلسطينية وذكرى ميلاد سيد الكلمة محمود درويش، وبعدها سأقوم بعرض اللوحات الأخرى والمعلقات بشكل رقمي في مناطق مختلفة، في الولايات المتحدة الأميركية، وغيرها'.
واستخدم عويس في لوحاته الأبيات ('أنا لغتي، وأنا معلقة، معلقتان، عشر، هذه لغتي'، أثر الفراشة لا يرى، أثر الفراشة لا يزول'، 'لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل'، 'وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل'، 'أنا من هناك ولي ذكريات'، أنا من هناك أنا من هنا ولست هناك ولست هنا'، 'على هذه الأرض ما يستحق الحياة'، 'أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي'، 'نسيمك عنبر وأرضك سكر وأني أحبك أكثر'، 'عيونك شوكة في القلب توجعني وأعبدها'، 'سأصير يوما طائرا وأرسل من عدمي وجودي'، 'لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي أبدا').
يشار إلى أن فائق عويس فنان وباحث ومتخصص في التعريب ويشغل حاليا منصب مدير قسم الخدمات اللغوية والتعريب في شركة Google، ويعمل على دعم وتطوير الإصدارات العربية والمحلية لخدمات Google.
يعمل على تصميم لوحات فنية حيث تتركز أعماله الفنية على استخدام الخط العربي كعنصر أساسي في لوحاته، وأقام العديد من المعارض الفنية في الولايات المتحدة، وأصدر مجلد فريد في الولايات المتحدة بعنوان 'موسوعة الفنانين الأميركيين العرب' حيث حاز الكتاب على جائزة شرف من المتحف العربي الأميركي، وصمم مدخل وقبة المتحف العربي الأميركي في ميتشغان وجدارية لتكريم المفكر العربي 'إدوارد سعيد' في جامعة سان فرانسيسكو.
ــــ