إسرائيل تخسر في جنوب إفريقيا
جميل ضبابات
يصيح شاب لم يتجاوز العشرين من عمرة بلغة 'الزولو' القبيلة الإفريقية، فلتسقط إسرائيل، ويتحلق وراءه عشرات من أبناء البلد التي تشكل رأس حربة في الدعوة لمقاطعة إسرائيل.
لكن ليس هذا إلا رأس جبل الجليد في أقصى جنوب القارة الإفريقية التي تخوض فيها جماعات مختلفة حربا صامتة ضد الحركة الصهيونية .
ففي بلد عانى من الفصل العنصري طويلا، يمكن لإسرائيل أن تخسر معركة مهمة أمام حركات شعبية جارفة تدعو لعزل إسرائيل دوليا ومحاكمتها.
ويقود الحركة شبان جامعيون وعمال وعاطلون عن العمل ورجال دين.
وفي بلد شاسع لا يعد فيه الفلسطنيون أكثر من ٣٠٠ وفي المقابل فيه عشرات آلاف اليهود الداعمين لإسرائيل تبدو المعركة أمام إسرائيل صعبة جدا.
وأكثر من ذلك بالنسبة للكاتب اليهودي ميكو لبيد صاحب كتب 'ابن الجنرال..و'إسرائيل ترتعب'. الذي يقول أن 'نتياهو يخاف من هؤلاء الأولاد'.
وجاء لبيد من الولايات المتحدة للمشاركة في أسبوع 'الابرتهايد' الإسرائيلي الذي ينظم للسنة العاشرة وتشارك فيه عشرات التجمعات في جنوب إفريقيا.
في مناطق متفرقة من العاصمة الاقتصادية جوهانسبيرغ يمكن أن يلبي مدعوون نداءات تبثها وسائل الإعلام الاجتماعية للاستماع لخطابات تدعو إلى محاكمة إسرائيل.
وقال عبد الحفيظ نوفل سفير فلسطين لدى جنوب إفريقيا، 'على بعد عشرات آلاف الأميال يسمع صدى قوي لمناهضة الاحتلال.هناك ١٧٥ نشاطا ستنفذ لدعم الفلسطينيين'.
وتستند جنوب إفريقيا الرسمية في مواقفها السياسية إلى الزعيم الراحل نيلسون مانديلا.
ولكن البلد الذي عانى من الفصل العنصري لعقود طويلة يستند أيضا إلى حركات عمالية وشعبية ودينية في مواقف أكثر تشددا تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
وقال البروفسور فريد اسحق وهو قائد الحملة الداعية لمقاطعة إسرائيل، إن هناك التزاما قويا تجاه فلسطين نابع من الشعور العام بالظلم الذي عاشته البلاد.
لكن بالنسبة للكثيرين من الناشطين الجنوب إفريقيين فان القيمة الإستراتيجية للعمل ضد الاحتلال تعتمد على المجتمع الدولي
وقال اسحق، 'هكذا كان العمل للتخلص من نظام الابرتهايد في جنوب إفريقيا'.
وأضاف، 'مثلما لم تتخيل الأقلية البيضاء أن العالم يراها خلال مرحلة الفصل العنصري، الإسرائيليون يقنعون العالم بعدم وجود الفلسطينيين. إسرائيل كيان عدواني وعنصري أكثر من نظام جنوب إفريقيا الأبيض.
ويقر إسرائيليون رسميون بتأثير حملة المقاطعة عليهم، لكن المناهضين للاحتلال في جنوب إفريقيا ومعظم قياداتهم من الشباب الذين لا تتجاوز العقد الثاني من العمر يريدون هزيمة كاملة للاحتلال.
أمام شرح من الكاتب اليهودي ميكو الذي يعرض أمام طلاب جامعيين، السمات العنصرية للاحتلال، يقول المشاركون إن المناهضة للاحتلال ستستمر حتى سقوطه.
وقال شرعة جينا، وهو رئيس كونغرس طلاب جنوب إفريقيا، 'نحن هنا لسنا في نزهة. نحن في معركة ستجعل إسرائيل تتألم'.
وأضاف 'لن تكون الصهيونية مقبولة ولن تتوقف المعركة عند أسبوع. سنستمر حتى سقوط دولة الاحتلال العنصرية'.
وتمتد العلاقات الفلسطينية مع حركات التحرر الجنوب إفريقية إلى خمسينات القرن الماضي بعد أن التقى الرئيس الراحل ياسر عرفات بقادة طلابيين من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي حينها
ويظهر أن أعضاء من الحزب الآن يشاركون في مظاهرات مناهضة للاحتلال على نطاق واسع.
وقال جينا إن الطلاب لن يتوقفوا يوما عن محاربة العنصرية والتصدي لها.
وفي بلد يعاني الكثير من البطالة والهجرة وغيرها من المشاكل، يمكن لبعض قطاعات الاقتصاد التي يسيطر عليها يهود داعمين لدولة الاحتلال أن يسيطروا على بعض القطاعات الاقتصادية، وأن يتركوا تأثيرا على نمط العلاقة مع إسرائيل لكن الحركات المناهضة للاحتلال تظهر وقد كسبت معظم جولات المعركة.
قال لبيد 'إسرائيل ستحشر يوما في الزاوية. العالم يقاطع الاحتلال. نتنياهو خائف من كل هذا. وغير صحيح أن المقاطعة تتراجع'.
وأضاف مشيرا إلى مجموعة من الشبان الذين يهتفون لسقوط الاحتلال' هؤلاء يخيفونه. هذا مذهل. هناك مقاطعة في كل مكان. حتى في الولايات المتحدة'.