فيديو- "ساجي" طالب الاعلام الذي سقط خبرا عاجلا.. ومدويا !
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مهند العدم - من بين الذكريات الباعثة على المرارة التي لن تنساها والدة الشهيد ساجي درويش "القبلة الاخيرة ليدها" قبل ان يذهب الى الجبل ويعود محمولا على الاكتاف لتكتوي الام بدموع الحسرة على الفراق.
ساجي قبل ان يستشهد كتب على حسابه على "الفيسبوك" في رثاء امهات الشهداء "قولو لإمي بالله لا تبكيني.. قولو لا دمعات عيونها بتكوني"، ما كتبته ساجي على حسابه على الفيسبوك لم يوقف دموع والدته فلعلها لم تقرأ ما كتبهُ او لعلها لم تدرك ان هذه وصيته قبل استشهاده لحبسة دموعها!.
في المنزل الذي يداهم عتباته شارع استيطاني في قرية بتين قضاء را م الله، لم يكن عام 2013 بافضل حالا على عائلة صايل درويش من هذا العام الذي ودعت فيه العائلة شهيدها، كما تقول احدى قريبات الشهيد، فقد سبق ان اعتدى مجموعة من المستوطنين على والد ساجي بالضرب وبقي على قيد الحياة باعجوبة.
ساجي (20عاما) قبل ان يخرج في مسائه الاخير "ادى صلاة العصر وّقبل يدي والدته ووضع قبعته وذهب الى الجبل ولم يعد" ، كما تقول والدته المفجوعة بفراق ابنها في حديث مع القدس دوت كوم.
الشهيد ساجي الذي يدرس الاعلام في جامعة بيرزيت خرج عصر يوم امس الاثنين لرعاية اغنام في مزرعة تملكها العائلة بالقرب من الشارع الاستيطاني الموصل الى مدينة نابلس، كما يقول اصدقاؤه، الا ان احدا لا يعرف في هذا المساء ما جرى سوى ان ساجي عاد الى والدته محمولا على الاكتاف بعد ان اصابته رصاصة جندي في مقتل. فالرواية الاسرائيلية زعمت ان الشاب كان يلقي الحجارة على سيارات المستوطنين التي كانت تمر على الشارع الاستيطاني وقام الجنود باطلاق النار عليه .
الشهيد كان يتحدث لزملائه واهل قريته عن ضرورة دفع دين الارض والوطن والشهداء. كما تقول نساء القرية في احاديث موجوعة لـ القدس دوت كوم.
اليوم في مشهد أليم عاد ساجي الى كلية الاعلام في جامعة بيرزيت محمولا على الاكتاف ليكون "خبرها العاجل الحزين"، قبل ان يتمكن من نقل معاناة الفلسطينين الى العالم كما كان يحلم بذلك بعد انهاء دراسة الصحافة والاعلام، كما يقول زملاؤه.
وتقول والدته التي لم تقو على الوقوف للحاق بجنازة ابنها الشهيد من قسوة المشهد، "لم نرغب بالعيش في امريكا بعيدا عن الوطن جئنا لندفع ضريبة الوطن".
وفي مشهد عجيب حاول شبان تهدئة خيل كان يملكها "ساجي" لعلها ادركت ان فارسها خرج في رحلة الى السماء ولن يعود اليها حين وصل الى منزله للوداع الاخير، لعلها لم تستطع الهدوء وفاء لفارسها الذي كان آخر ما كتب على موقع الفيبسبوك انتقادا للهدوء بعد ضجة سقوط الشهداء "ساعات قليلة وتنام وكأن شيئا لن يحدث .. هدوء هدوء هدوء..اصمت قليلا واستمع لاهات ام الشهيد وهي تقف على باب غرفته..."