في امسية شعرية بمتحف محمود درويش: الشاعر ابراهيم جابر يعيد قصائد منفاه إلى بيتها في فلسطين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
zaأعاد الشاعر الفلسطيني ابراهيم جابر ابراهيم قصائده من المنفى الى بيتها الحقيقي في فلسطين، في أمسية نظمها متحف محمود درويش، الذي حضر الى فلسطين بعد غياب قسري 40عاما، منذ حرب حزيران في العام 1967.
وسط فرح كبير بعودة الشاعر، حضر الامسية عدد من كتاب وشعراء الصفة وغزة والاراضي المحتلة عام 1948.
ولمع نجم الشاعر منذ اعوام عقب صدور ديوانه الأول " الوحيد لا شريك له" اضافة إلى قصائده التي نشرت في دوريات عربية وعالمية، وجذبت انتباهات نقدية عن حقبة جديدة في الشعر الفلسطيني، افتتحها جابر بملحمية نصية جديدة، قال عنها القاص زياد خداش: إنها لعبة ابراهيم الأثيرة التي تجعله يصوغ تجربة تبهر القراء والنقاد، وتطرح اسما شعريا يحلق عاليا في فلسطين رغم منفاه البعيد وعمله في الصحافة بالاردن والامارات.
وألقى الشاعر قصائد قال أنه أختارها هو على عكس هوى الجمهور، معتذرا من الحاضرين عن اختياراته بالقول انه لطالما حلم أن يقول هذه القصائد التي ولدت في المنفى في بيتها الحقيقي " فلسطين".
وفي حوار أداره الشاعر ايهاب بسيسو عقب القاء جابر لقصائده،طرح الشعراء خالد جمعة وعامر بدران وفارس سباعنة وآخرين أسئلة حاولت استشراف تجربة جابر الشعرية.
ومن قصائده:
دلليني
واعبثي بأزرار قميصي كما كنت تفعلين دائما: افتحيها، وأغلقيها، ثم افتحيها قليلا مثل عين نصف مغمضـة!
دلليني كطائر سيموت بعد ساعة
ضعي رأسي على ركبتك المضيئـة أيتها الحياة ودلليني. ثم غني لي كي لا أسمع ما أقول لنفسي!
ضعي يدك على عظامي لتهدأ، ولا ترتجف كلما نظرتِ في وجهي!
لست خائفا منكِ
لست خائفا على شيء أو أحد
لست خائفا على أحد من شيء
أو على شيء من أحـد.
دلليني ؛ فأنتِ تستحقينني أيتها الحياة!
وسآخذك معي كلما ذهبت الى خطأ صغير.
دلليني فقط ؛ كي لا أسمع ما أقول لنفسي!
***
منشغل بوجهك
هذا الذي بددتـه على سواي!
عينك التي مثل استغاثة حارة، وتخطط لشيء لا أفهمه.
فمك الذي تغطيه بيدك كأنه فضيحة صغيرة!
الكلام الذي يسيل على شفتك السفلى ساخنا.. مثل الممثلات الأجنبيات!
وجهك، الذي يفسد مثل فاكهة غضة في الغياب.
***
لا ظِل أحفر تحته.
لا غيمة تواري كنوزي .
أضع أطماعي الصغيرة على ظهر شاحنة زرقاء.
وأرسلها الى أي بيت ظل مضاء في الحرب:
لامرأة ضيعت شامتها الصغيرة في الضجيج
أو جندي عثر عليها وعلقها على كتفه
مثل خزانة من الخشب القديم
ستقف الحياة على قدميها من جديد!
***
في الخامسة من ذلك الطريق القصير لم تكوني أجمل امرأة خرجت من بيتها.
ربما كنتِ أطول خمسة سنتيمترات . أو أن خصركِ مدوزن كموسيقا
فاحشة!
لكن مطرا خفيفا كان ينقر كتفي: هي!
كانت السماء بيضاء غامقة
وأنـا وحيد مثل طائر أبيض في السماء.
الكلام عن الفقه والمسرح وولعي بـ " الذهاب الى أريحا " كان حيلة لكسب الوقت، حتى أدرب أصابعي قليلا على فك خيطين نحيلين عن قفيرِ نحل هائج!
الآن والموسيقا لا تشفق على اتزاني
أنظر في السماء طامعا: أريد كفين كبيرتين
وعينا خبيرة
حتى لا يسرق الأولاد عسل رجل يتحضر للخمسين!