'اماندلا اماندلا.. اويتو اويتو'
جميل ضبابات
في قلب واحد من أهم معاقل العزل العنصري السابق في مدينة سويتو الجنوب افريقية، لا يتوقف المقاتل السابق نيشان بولتون عن النضال .
ومع أن محاربة نظام البيض السابق انتهت منذ انتهى نظام الفصل العنصري، إلا أنه يمكن للعشرات من الجنوب إفريقيين أن يرفعوا صوتهم قريبا من مهد انطلاق ثورة التحرر في سويتو، لكن هذه المرة ليس ضد حكومات بلادهم، إنما ضد إسرائيل.
ونيشان السجين السابق يقاتل اليوم من خلال مؤسسة احمد كاترادا وهو رفيق الزعيم الراحل نيلسون مانديلا والذي سجن إلى جانبه لمدة ٢٦ سنة في روبن ايلاند .
وفي موازاة الاشتباك السياسي الذي يخوضه الفلسطينيون مع إسرائيل، يسمع ضجيج اشتباك آخر هنا، على مسافة قريبة من منزل أيقونة الكفاح الذي خاضه السود ضد نظام الفصل العنصري.
وغداة مواجهة سياسية قد تفضي إلى حل أو لا تفضي أبدا، على بعد آلاف الأميال من قاع القارة السوداء، يخوض نيشان حربا أخرى .
إنها حرب تحرير الأسرى الفلسطينيين
وفي واحدة من مراكز مقاطعة إسرائيل ينضوي المئات من الجنوب أفريقيين في جمعيات ومؤسسات تعمل على محاكمة إسرائيل شعبيا من خلال سلسلة من الاجتماعات العامة على امتداد المساحة الشاسعة للبلاد التي عانت طويلا من الفصل العنصري
بالنسبة لنيشان فان القتال من أجل الأسرى الفلسطينيين هو مبدأ، ومن هنا من شوارع هذه المدينة الفقيرة بدأ الجنوب إفريقيين ثورة عارمة سميت عام ١٩٧٦ ثورة سويتو، ومن نفس المكان يطلقون النداءات لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال
واقفا أمام عشرات المتضامنين مع الأسرى قال نيشان الرجل الطويل المنحدر من أصول هندية، ' ما تفعله إسرائيل الآن أسوأ مما فعله نظام الفصل العنصري سابقا
ويصيح شاب متحمس: اماندلا.اماندلا رافعا كفه المقبوض، وترد عليه الجموع: اويتو.اويتو
وهذه إشاره اعتاد على استخدامها نلسون مانديلا مخاطبا الشعب وتعني : القوة للشعب
وقال نيشان، 'هـذه إشارة النصر كان يتسخدمها مانديلا للتعبير عن النضال والكفاح ..نحن نستخدمها في كل الفعاليات السياسية'
ومن وجهة نظر المناضلين الجنوب أفريقيين بان الشعب يمكن أن يقرر مصيره، لذلك تبدو الاشتباكات في هذا البلد عاطفية جدا عندما يكون التضامن موجها مع الشعب الفلسطيني
وتنتشر مجموعات كثيرة ذات اتجاهات سياسية ودينية مختلفة في جنوب أفريقيا تعمل سنويا على التذكير بأوجه الشبه بين نظام الفصل العنصري وما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية
وقال نيشان'زرت فلسطين. ما يجرى هناك مرعب.لم يكن لدينا جدار فصل عنصري كما هناك. لم يكن عندنا هذا النوع من الحواجز العسكرية. لم يكن لدينا طرق منفصلة. لم يحاكم السجناء السياسيون عسكريا كما تفعل إسرائيل'
وتبدو بعض المناطق في جنوب أفريقا شاهدا حيا على ما كان يجري هنا من اضطهاد السود من قبل البيض
لكن تبدو قوة الشعب وكفاحه هي السلطة العليا التي حررت البلاد من الفصل العنصري
وكان الجنوب أفريقيون تبنوا إعلان روبن ايلاند لحرية الأسرى الفلسطينيين
وروبن ايلاند هي الجزيرة التي سجن فيها مانديلا ورفيقه احمد كاتاردا لسنوات طويلة وحارب من أجلهم نيشان
وقال نيشان 'أصبح هذا الإعلان وثيقة عالمية من أجل التضامن مع الأسرى الفلسطينيين.نحن نسعى الآن للحصول على المزيد من الدعم لتبني هذا الإعلان'
ومن المفترض أن يعلن في ابريل القادم عن بدء قطاعات واسعة من المؤسسات تبنيها لهذا الإعلان الذي يعول الجنوب أفريقيون عليه كثيرا.
وقال نيشان'سيكون الإعلان عن هذا في فلسطين ذاتها.ما تفعله إسرائيل أسوأ من نظام الفصل العنصري الذي ساد هنا'
لكن ثمة مواقف في جنوب أفريقيا متشددة تجاه الإجراءات التي من المفترض أن تقوم بها الحكومة أكثر من الإعلان والدعم السياسي للفلسطينيين
وقال سلفستر ماهيبا وهو يرأس واحدة من المنظمات المحلية لحقوق الإنسان في سويتو،الكل يعرف ما يجري.يجب أن نذكر الحكومة بأن ما يجري في فلسطين كان يجري هنا.
وصاح أمام عشرات كانوا يستمعون لقسام وهو نجل القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الأسير في سجون الاحتلال منذ ١٢ عاما، يا رفاق يا رفاق:لا يجب أن نفصل بين ما كان يجري هنا عن ما يجري الآن في فلسطين. هناك عنصرية تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.اذهبوا إلى البرلمان واخبروه ما يجري.
عندما أتذكر نضال ياسر عرفات أقول يجب أن ننتقد الصمت أحيانا.
لكن على أرض الواقع يظهر ضجيج الاحتجاجات في أقصى الجنوب الأفريقي أعلى من صوت المجتمع الدولي الذي يتعرض لانتقادات من المحتجين على السياسة الإسرائيلية في بلد يسيطر على بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية فيه اليهود.
وقال أحمد ناظم وهو من مجموعة التضامن مع الفلسطينيين التي تنتشر في كل أنحاء البلاد' نحن نعمل منذ عشر السنوات. وننسق أيضا مع حكومة جنوب إفريقيا في هذا الاتجاه
وتضم المجموعات التي يعمل معها أحمد، جنوب إفريقيين من منابت مختلفة.
وقال أحمد، 'هناك يهود يناضلون من أجل حرية الشعب الفلسطيني. اليوم الرسام اليهودي شابيرا أنجز كاركاتيرا أدان فيه الاحتلال'.
وأضاف، 'لدينا هدف محدد هو تحرير الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال وتقديم إسرائيل للمحاكم الدولية'.
ويصيح شاب تجلل بالعلم الجنوب الأفريقي اماندلا.اماندلا
ويرد عليه العشرات:اويتو اويتو.