ماذا جرى في حافلة الموت.. رائد زعيتر... الشهداء لا يعودون هذا الأسبوع !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
من محمد أبو الريش - على عكس "الوعد" الذي انطوى عليه عنوان القصة الشهيرة للكاتب الجزائري الطاهر وطار "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، تابعت عائلة القاضي في محكمة الصلح بالعاصمة الاردنية عمان، الشهيد رائد زعيتر – تابعت من "هناك" أخبار موكب تشييع جثمانه ( صوتا و صورة ) وهو ملفوفا بالعلمين الأردني و الفلسطيني ومحمولا على الأكتاف إلى مثواه الأخير، "هنا" في نابلس..
القاضي "زعيتر" وحيد والديه وحامل "الدكتوراة" في القانون، والحاصل على ترقية في مجال عمله بداية الشهر الجاري، كان غادر "عمّان" بوعد للعائلة أن يعود سريعا بعد تحصيل إيرادات بدل إيجار عقارات تملكها العائلة في نابلس؛ لكي يتمكن – كما أوضح قريبه نافع زعيتر لـ "القدس "دوت كوم - من متابعة علاج طفله الذي تركه وراءه وهو في حالة غيبوبة بمستشفى "هناك"؛ غير أن "مزاج" أحد حراس "إسرائيل" العاملين على معبر الكرامة/ جسر الملك حسين الذي يفضي إلى "هنا"، عاجله بأربع رصاصات؛ فقط – كما قال شاهد عيان - لأن الرجل انتصر لكرامته الجريحة بعد أن لكمه و حارس آخر وأوقعاه على الأرض أمام بقية رفاقه المسافرين في نفس الحافلة .
قال المواطن أحمد زيد، الذي شاهد بأم عينيه الشهيد "زعيتر" وهو يسقط بأربع رصاصات أطلقت عليه "من المسافة صفر" - قال أنه وصل برفقة الشهيد وبقية المسافرين في الحافلة عند نقطة التفتيش الاسرائيلية الاولى، وهي أشبه باستراحة فيها مرحاض وصنبور ماء للشرب، لافتا إلى أن عقارب الساعة لم تتعد الثامنة وعشر دقائق صباحا حين سمع أصوات الصراخ؛ ليلتفت حينها ويرى بأم عينيه حارسي أمن اسرائيليين وهما يعتديان على الشهيد بالضرب قبل أن يوقعاه أرضا..ثم، بعد أن عاود الشهيد الوقوف صارخا لكرامته، أطلق احد الحراس رصاصة إلى قدميه ( "أعتقد أنها لم تصبه – قال زيد )، بعد ذلك اطلق الحارس ذاته نحو 4 أعيرة نارية نحو جسده؛ فأرداه فوق دمه .
وتابع المواطن "زيد" : إثر إطلاق النار على الشهيد زعيتر، دب الرعب في وجوه المسافرين، حتى أن امرأتين فقدتا الوعي، لافتا إلى أن جنود الاحتلال قاموا بعد ذلك باعادة تمشيط الحافلة من الخارج، ثم انزلونا منها مرة اخرى وأبعدونا عنها مسافة 20 مترا في اتجاه الأردن.. حتى حضرت حافلة اردنية و طلبوا من المسافرين إخراج حقائبهم استعدادا للتفتيش، وبعد ان أخضعوا عددا قليلا للتفتيش و سألوا إن كان أحدنا له معرفة مسبقة بالشهيد، طالبوا الجميع بالصعود إلى داخل الحافلة الاخرى .
في إطار شهادته على "جريمة باردة" راح ضحيتها أب كان كل ما يشغله حياة طفله الغائب عن الوعي في أحد المستشفيات في "عمان"، أشار المواطن أحمد زيد إلى أنه و بقية المسافرين في "رحلة الموت" انتظروا طويلا قبل ان يسمح للحافلة بالسير والتوجه نحو قاعة الانتظار الإسرائيلية، فيما أخضع عدد منهم، بعد وصولهم القاعة، للتحقيق بخصوص الجريمة .
كما هي العادة، زعمت سلطات الاحتلال التي قدمت اعتذارا رسميا للاردن و وافقت على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة أن القاضي "زعيتر" قتل "إثر محاولته انتزاع سلاح احد حراس الامن الاسرائيلين"، كما اعلنت اللجنة الإسرائيلية المكلفة بالتحقيق لاحقا - كما اوردت صحيفة "هآرتس" العبرية - ان كاميرات المراقبة في المعبر كانت متعطلة لحظة الجريمة؛ فيما يبحث جهاز "الشاباك" الذي حول إليه التحقيق، الآن، في أسباب تعطّل الكاميرات في المكان !!