في كلمة له امام حزب ميرتس .... قريع يدعو إسرائيل للكف عن السجالات السطحية وإدراك حقيقة أن العالم يتغير
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس المجلس الاستشاري لحركة 'فتح'، أحمد قريع: إسرائيل إلى الكف عن السجالات السطحية، وإدراك حقيقة أن العالم يتغير من حولنا، وانه لا فائدة من اختلاق مزيد من الموانع والعقبات على طريق السلام، بما في ذلك شرط الاعتراف بيهودية الدولة، والتذرع بكل ما من شأنه تأجيل دفع استحقاقات العملية السلمية التي لا مفر منها في نهاية المطاف.
وقال قريع في كلمته أمام المؤتمر السياسي السنوي لحزب ميرتس الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن التلاعب بالوقت والمماطلة والتسويف، خطوات لن تؤدي إلا إلى المزيد من التعقيدات، وتدفع بعيدا بفرص التوصل إلى سلام عادل وشامل، على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967.
وأضاف أن المجال لا زال مفتوحا أمام استمرار العملية السلمية والمفاوضات مع إسرائيل، إذا ما عملت على تنفيذ الاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، وأهمها تسليم مناطق 'ب و ج' في الضفة إلى السيادة الفلسطينية.
وأوضح قريع الموقف الفلسطيني من مجموعة القضايا المطروحة، مؤكدا أن القدس ارض محتلة، وأنها عاصمة للدولة الفلسطينية، مع إبقائها مفتوحة تحت السيادة الفلسطينية وفق تدابير يتفق عليها، وأن الحدود الفاصلة بين الدولتين هي حدود 1967، وأي تعديلات يتفق عليها الجانبين ينبغي أن تكون طفيفة، ومتبادلة ومتوازنة بالكم والقيمة والنوعية.
وحول موضوع اللاجئين، شدد على تمسك الجانب الفلسطيني بحل قضيتهم وفق قرار الأمم المتحدة رقم (194)، ومبادرة السلام العربية، التي نصت على حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين.
وأكد أن المستوطنات ليس لها أية شرعية قانونية، وكل ما بني على باطل فهو باطل، ولا يكتسب أي شرعية قانونية أو أي قيمة حقوقية مع مرور الزمن، وشدد على ضرورة توفير الأمن للطرفين، وينبغي عليهما التعاون بما يحقق الأمن المتكافئ، ويوفر الأمن والاستقرار والازدهار على قدم المساواة.
واقترح قريع مجموعة من الخطوات التي يتعين على الحكومة الإسرائيلية البدء بتطبيقها من أجل بناء إطار من الثقة وتسهيل عملية التفاوض بين الطرفين: وأهمها تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، وخاصة تحويل منطقة (ب) إلى منطقة (آ)، وتحويل منطقة (ج) إلى منطقة (أ) استنادا إلى نص الاتفاق الانتقالي الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل بكفالة الولايات المتحدة، وتجميد الاستيطان، وإطلاق سراح عدد من الأسرى، وتعزيز وتطوير أشكال التعاون الاقتصادي بين الطرفين.
وعبر قريع عن شكره لحزب ميرتس الذي يعترف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقنا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن تمسك حزب ميرتس برؤيته المتفهمة لأسس حل النزاع المرير مع الشعب الفلسطيني، والمنفتحة على إقامة جسور الحوار والتواصل مع القيادة الفلسطينية، يمنحنا الشجاعة على مواصلة التعلق بالسلام العادل والشامل، ومقاومة نزاعات اليأس والتطرف التي تتغذى على مشاعر خيبات الأمل المتلاحقة، من مشاهد الاستيطان والاجتياح والحواجز والسجن وهدم المنازل وضم القدس بقوة الاحتلال.
وكان حزب ميرتس وجه الدعوة، إضافة إلى قريع، للجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي التي مثلها في اللقاء رئيس اللجنة، عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' محمد المدني، ووزير الأسرى الأسبق أشرف العجرمي والياس زنانيري.
من جانبها، أشارت زعيمة حزب ميرتس زهافا جلئون في كلمتها، إلى مواقف الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تتهرب من استحقاقات السلام مع الفلسطينيين وتقود إسرائيل نحو حالة من العزلة الدولية تفرضها سياسة استمرار الاحتلال ولا علاقة لها بما يسميه نتنياهو معاداة للسامية.
وقالت: 'نحن في عام 2014 وليس في عام 1938 ونعيش في زمن متغير وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تدرك أن استمرار الاحتلال ليس في مصلحة إسرائيل على الإطلاق، وأن الحل الوحيد الكفيل بالحفاظ على دولة إسرائيل يهودية وديمقراطية هو حل الدولتين'.
وانتقدت جلئون المطلب الإسرائيلي من الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وقالت 'هذا المطلب سخيف ولا قيمة له ولا يقصد منه سوى اختلاق الذرائع والحجج كي لا تسير إسرائيل باتجاه الحل السياسي المنشود وكي يظهر الفلسطينيون بمظهر الرافض للحل السياسي مع إسرائيل'.