صور- مخيم اليرموك بين الألم والأمل
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
غزة – رأفت طومان - أكد عدد من المثقبين والأكاديميين أن ما يتعرض له مخيم اليرموك من حصار ودمار يعطي مؤشر واضح لاستمرار النكبات التي يتعرض لها أبناء شعبنا لتشتيت الجهد الفلسطيني وحرف بوصلته النضالية عن مسارها الصحيح في محاولة لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل غير عادل .
وقد أوضح الدكتور مازن أبو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس خلال اللقاء الذي نظمته كلية التربية قسم تعليم المرحلة الأساسية في جامعة الأقصى بخان يونس بعنوان مخيم اليرموك بين الالم والامل ان مخيم اليرموك يختلف تماماً عن تجمعات اللاجئين الفلسطينيين الأخرى في سوريا فسكانه لا يقتصرون على اللاجئين الفلسطينيين فقط بل يضم عدد كبير من السوريين ، ويعمل العديد من اللاجئين في المخيم كأطباء ومهندسين وموظفين مدنيين مضيفاً انه يوجد بالمخيم أربعة مستشفيات ومدارس ثانوية حكومية وأكبر عدد من مدارس الأونروا، وترعى الأونروا 28 مدرسة و ثلاث مراكز صحية و مركزين لبرامج المرأة ".
وعن تاريخ المخيم قال : بداية انشاء مخيم اليرموك كانت سنة 1954، على مساحة تقدر بـ 2.11 كم مربع فقط لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين في سوريا، منوها انه من حيث تصنيف وكالة الأونروا لا يعتبر مخيم رسمي اى ان الاونروا لا تعترف به مخيم رغم تقديمها للخدمات داخله ، وهو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينين ".
وتابع :" كان المخيم نفسه ملجأ لكثير من أهالي ريف دمشق وأهالي أحياء العاصمة ، وبقي المخيم آنذاك هادئا نسبياً وبعيداً عن التوترات، لكن وفي منتصف شهر كانون الأول من العام 2012 بدأت المعركة تنتقل داخل المخيم مما ادى الى استشهاد العديد من اللاجئين الفلسطينيين الآمنين العزل ".بلغ عدد الشهداء 1500 شهيد وهناك العديد من الشهداء غير موثقة اسماءهم كذلك استشهد حوالى 200 فلسطينى لنقص الدواء والعلاج الطبى والجوع ايضا ، بالاضافة لمئات المخطوفين والمعتقلين غير معروف عددهم لان الاحداث لم تهدأ بعد ، وطالب ابو زيد جميع القوى المتصارعة في سوريا الى تحييد اللاجئين الفلسطينيين لانهم ضيوف بسوريا ولا دخل لهم بما يحدث ، وسحب كل الجماعات المسلحة من اجل ان يعود مخيم اليرموك الى امنه وخاصة ان اشتداد الحصار عليه ادى الى كارثة انسانية لا يتصورها العقل البشري .
وتساءل عن سبب اختطاف الاطفال الذين لا تتجاووز اعمارهم سنوات معدودة الامر الذي ادى الى انسحاب سكان المخيم والهجرة من سوريا الى دول الجوار للحفاظ على بقائهم وحياتهم و خاصة ان ابنائهم يموتون جوعا جراء قلة المواد الغذائية و استمرار القصف على احيائهم و منازلهم و تدميرها بشكل كامل .
وشدد د . ابو زيد على ان اللاجئ الفلسطيني الذي يتعرض للعديد من المؤامرات والابتزاز بكافة اشكاله لن تثنيه عن مطالبته بحقوقه المشروعة والحفاظ على حقه في العودة والتعويض .
واكد على ان حجم المؤامرات المستمرة التي تتوالى على تاريخ شعبنا الفلسطيني كبيرة ومتعددة تهدف في مضمونها الى انهاء قضية اللاجئين والقضاء على حق العودة بشكل مجحم بعيدا عن الحقوق التي كفلتها جميع الاعراف و المواثيق الدولية وخاصة الصادرة من هيئة الامم المتحدة و التي كان ابرزها قرار 194.
كما ووجه د . ابو زيد خلال كلمته رسالة شكر وتقدير الى جامعة الاقصى التي تعتبر صرحا عليما مميزا تضم العديد من الاكاديميين المتميزيين واصحاب الشهادات العلمية المتقدمة .
وقد تحدث الدكتور اسعد عطوان عن اهداف اللقاء موضحا انه ياتي تضامنا مع اهلنا الصامدين في نخيم اليرموك و لاطلاع الطلاب على حجم المعاناة والماساة التي يتعرض لها ابناء شعبنا الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده . مطالبا المجتمع الدولي للوقوف امام مسؤولياته السياسية والانسانية التي يتعرض لها سكان مخيم اليرموك من قتل و دمار و تهجير قسري .
وفي كلمة للدكتور محمود خلف الله مساعد عميد كلية التربية قال :" ان تاريخ شعبنا الفلسطيني مليئ بالاحداث الهامة فهو تعرض ولا زال الى ابشع الجرائم في محاولة للقضاء عليه وعلى حقوقه من اجل ارضاء طرف على حساب الاخر مثمنا الدور الهم التي تلعبه اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس لابراز معاناة شعبنا ونكبته وتوريثها للاجيال القادمة للحفاظ على حق العودة ".
وقد شدد الدكتور محمد العمور على ضرورة العمل ان تعمل كافة الجهات المسؤولة الى حماية مخيم اليرموك ورفع الظلم عن سكانه مؤكد ان شعب فلسطين لم يسجل عليه فيس تاريخه انه تخلى عن تواثه او حقوقه العادلة وضحى وسيظل يضحي حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
وقد تخلل اللقاء قصيدة شعر القتها الطفلة براء الطويل تضمن معاناة اطفال اليرموك ، اضافة الى بعض الفقرات الهادفة التي اوضحت حجم الماساة التي يتعرض لها جميع سكان مخيم اليرموك.
https://www.facebook.com/media/set/?set=a.805917506103711.1073743283.307190499309750&type=3&uploaded=10