الطالبة ريم .. طريق "الدمج" تبدأ بخطوة واحدة!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عبدالرحمن يونس - لا تزال الابحاث التربوية عاجزة عن الوصول الى نتيجة حاسمة في مسألة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع اقرانهم في المدارس العادية؛ الا ان الطالبة ريم فرارجة لم تنتظر ذلك، فقررت اختيار "الدمج"، على انها كانت على لائحة المتفوقين، ما يفتح المجال امام امكانية تعميم التجربة.
فالطالبة ريم (16 عاما) التي تعاني من اعاقة بصرية كانت على لائحة المتفوقين في مدرسة مسقط الثانوية في الدوحة غرب بيت لحم - وهي أول مدرسة حكومية تحتضن طالبة من ذوي الاعاقة البصرية على مقاعد الدراسة العادية - حيث تفوقت الطالبة في النحو والصرف وحلت مسائل معقدة في الرياضيات والفيزياء وابدعت في التعبير باللغتين العربية والانجليزية.
وقالت ريم لـ القدس دوت كوم "حين التحقت بالمدرسة كنت أواجه الكثير من الصعوبات والتحديات، لكنني شعرت هنا بكثير من الراحة والسهولة في التعامل كما ان الكثير من الطالبات يساعدنني في اتمام واجباتي وامتحاناتي اليومية وفي التنقل بين الغرف الصفية وخلال الاستراحة".
ولا تشعر ريم بين اقرانها "العاديين" بتمييز لكونها من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل انها قالت "لم أجد إلا التعاون والمحبة ومثلي مثل كل الناس ولا اختلف عنهم شيئا"، وذلك طيلة سنتين هما مدة التحاق ريم بالمدرسة.
من جهتها، اعتبرت مديرة مدرسة بنات مسقط الثانوية وفاء غنيم، تجربة الطالبة ريم جديدة، كونها استطاعت خلق واقعها الخاص في الجلوس على مقاعد الدراسة إلى جانب زميلاتها دون الشعور بأي نقص بل انها تفوقت على اعاقتها في كثير من الاحيان وباتت مثالا يحتذى .
وأوضحت غنيم لـالقدس دوت كوم أن الطالبة ريم كانت على تواصل مستمر مع المدرسة والطالبات على مدار عام كامل قبل الالتحاق بشكل رسمي بالمدرسة، حيث كان يتم تخصيص يوم واحد اسبوعيا كتجربة لمعرفة مدى "تقبل" ريم وانسجامها مع الطالبات.
وأشارت غنيم إلى أنه خلال فترة بسيطة تخطت ريم جميع الصعوبات الاجتماعية والتواصلية حتى أنها أوجدت نوعا من التفاعل الدائم مع بعض الطالبات ما دفعها لرفض الالتحاق بأي مدرسة أخرى.
وتشارك مدرسة مسقط في جميع الانشطة التي تخدم ذوي الاعاقة، وقد شيّدت عام 2010 بدعم من الهيئة العمانية الخيرية بتجهيزات حديثة مصممة لاستقبال ذوي الاعاقة من مختلف الفئات.
وتوفر المدرسة للطالبة ريم، من يقرأ أسئلة الامتحانات ويكتب لها الاجابة في حين تقوم احدى المعلمات بنفس العمل في الامتحانات النهائية.
وتشارك ريم في مختلف الانشطة والبرامج التربوية والترفيهية التي تقيمها المدرسة وخاصة برنامج الاذاعة المدرسية.
بدورها، بينت المرشدة التربوية وفاء نجاجرة لـ القدس دوت كوم أن تجربة ريم يمكن تطبيقها في جميع المدارس الحكومية في فلسطين، خصوصا بعد أن انتقلت ريم من "فتاة انطوائية" إلى متفوقة في دراستها وتعبر عن نفسها بشكل جيد ولديها علاقاتها الخاصة مع الطالبات.