والدة الأسير رائد السعدي : تخشى ان يطرق الموت بابها قبل ابنها الغائب
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مصعب زيود- بين أحد المنازل في بلدة السيلة الحارثية غرب مدينة جنين، ترقد والدة الأسير "رائد محمد شريف السعدي" في فراشها منذ سنوات، ويشتد عليها المرض يوماً بعد يوم، وتثقل الهموم وحرقة الشوق والانتظار لابنها حملها، حتى لم يعد قلبها الضعيف الحنون يقوى على شيء سوى البكاء، والخوف من أن يطرق الموت بابها قبل أن يطرقه "رائد" الغائب والمغيب من قبل الاحتلال منذ 25 عاماً.
"الحاجه"سهام صادق صالح السعدي البالغة 74عاماً من عمرها، لا تتميز معاناتها كونها أم أسير كبقية أمهات الأسرى وإنما يتعدى تميزها في المعاناة والمأساة هذا الوصف، لتصل إلى كونها مريضة وأسيرة كابنها تماماً، وتعاني نفس المرض الذي يعانيه.
ويتحدث "عمار السعدي"شقيق الأسير" ,عن ألوان المعاناة التي تتذوقها والدته مع مرضها"الشلل النصفي" المضاعف يوماً بعد يوم، وخوفها من كابوس الموت الذي يلاحقها، واضاف "ان والدته لم تعد تتحمل المزيد من المرض، ودائما تؤشر لهم بأنها تشعر كل لحظة بالموت، فالمرض يشتد عليها يوماً بعد يوم، ولذلك لا زالت تتناول المسكنات والأدويه أملاً أن تعيش يوماً أو ساعة واحدة ترى فيها رائد".
ويقبع الأسير رائد السعدي في سجن جلبوع الاحتلالي، ومحكوم عليه بالمؤبدين، ويعاني الأسير من ألام شديدة في القلب منذ سنوات، نتيجة لمسيرة طويلة من التعذيب الذي تعرض له من قبل السجانين أثناء التحقيق معه ونقله من سجن إلى أخر بصورة متواصلة.
أهات تقطع القلوب، ودموع تذيب الصخر رملاً..هكذا كان حال "أم عماد" والدة الأسير السعدي وهي تئن للمجهول الذي يحف مصير ابنها داخل السجن، وعدم قدرتها منذ سنوات على التواصل معه أو تلقي رسائل منه، أو حتى سماع صوته عبر الهاتف.
تقول الأم التي أضحت حتى لا تقوى على الوقوف على قدميها، "أه..أه، 25 سنة لم أقبل رائد، وما يحرق قلبي عليه أنني لا أعرف عنه أخبار ولا يصلني منه رسائل، حتى صوته قليل ما أسمعه أو أن أزوره منذ أربع سنوات نتيجة تردي وضعي الصحي".
وتستحضر الأم أخر زيارة لابنها والتي كانت في اواخر العام 2009، قائلة "حُرمت من رؤيته اكثرمن سنة بعد أن اعتقلوه عام 1989، بعدها جاء إذن لي بزيارته وذهبت إليه حينها وتعبت كثيراً في الطريق، حتى لم أكن أصدق أني سأراه، لكنني وصلت إليه، وكانت أجمل وأصعب لحظة في حياتي".
"عيد الأم" سطر بالأمس قصة معاناة أخرى مع والدة الأسير رائد السعدي، وفي هذا اليوم الذي يكرم فيه الأبناء في العالم أمهاتهم ويقدمون لهن أجمل الهدايا وأعبر الورود، ترقد أم عماد كل واحد وعشرين من مارس على فراشها تراقب شاشة التلفزيون بحرقة أجواء يوم الأم وصور الأبناء وهم يزورون أمهاتهم ويحتضنوهن ويقدمون لهن أجمل التهاني والهدايا، أما هي فتتخيل أجمل ذكريات هذا اليوم مع ابنها رائد.
وتبقى لقاء الأم المريضة والسجينة في منزلها في سيلة الحارثية، وحياة ابنها المريض السجين في زنازين الاحتلال مرهونة بلحظة حرية يتطلع كلاهما إليها بشوق عميق، يشتد كلما اشتد المرض وشعرت هذه الأم بقرب نهاية الأجل.
zaمصعب زيود- بين أحد المنازل في بلدة السيلة الحارثية غرب مدينة جنين، ترقد والدة الأسير "رائد محمد شريف السعدي" في فراشها منذ سنوات، ويشتد عليها المرض يوماً بعد يوم، وتثقل الهموم وحرقة الشوق والانتظار لابنها حملها، حتى لم يعد قلبها الضعيف الحنون يقوى على شيء سوى البكاء، والخوف من أن يطرق الموت بابها قبل أن يطرقه "رائد" الغائب والمغيب من قبل الاحتلال منذ 25 عاماً.
"الحاجه"سهام صادق صالح السعدي البالغة 74عاماً من عمرها، لا تتميز معاناتها كونها أم أسير كبقية أمهات الأسرى وإنما يتعدى تميزها في المعاناة والمأساة هذا الوصف، لتصل إلى كونها مريضة وأسيرة كابنها تماماً، وتعاني نفس المرض الذي يعانيه.
ويتحدث "عمار السعدي"شقيق الأسير" ,عن ألوان المعاناة التي تتذوقها والدته مع مرضها"الشلل النصفي" المضاعف يوماً بعد يوم، وخوفها من كابوس الموت الذي يلاحقها، واضاف "ان والدته لم تعد تتحمل المزيد من المرض، ودائما تؤشر لهم بأنها تشعر كل لحظة بالموت، فالمرض يشتد عليها يوماً بعد يوم، ولذلك لا زالت تتناول المسكنات والأدويه أملاً أن تعيش يوماً أو ساعة واحدة ترى فيها رائد".
ويقبع الأسير رائد السعدي في سجن جلبوع الاحتلالي، ومحكوم عليه بالمؤبدين، ويعاني الأسير من ألام شديدة في القلب منذ سنوات، نتيجة لمسيرة طويلة من التعذيب الذي تعرض له من قبل السجانين أثناء التحقيق معه ونقله من سجن إلى أخر بصورة متواصلة.
أهات تقطع القلوب، ودموع تذيب الصخر رملاً..هكذا كان حال "أم عماد" والدة الأسير السعدي وهي تئن للمجهول الذي يحف مصير ابنها داخل السجن، وعدم قدرتها منذ سنوات على التواصل معه أو تلقي رسائل منه، أو حتى سماع صوته عبر الهاتف.
تقول الأم التي أضحت حتى لا تقوى على الوقوف على قدميها، "أه..أه، 25 سنة لم أقبل رائد، وما يحرق قلبي عليه أنني لا أعرف عنه أخبار ولا يصلني منه رسائل، حتى صوته قليل ما أسمعه أو أن أزوره منذ أربع سنوات نتيجة تردي وضعي الصحي".
وتستحضر الأم أخر زيارة لابنها والتي كانت في اواخر العام 2009، قائلة "حُرمت من رؤيته اكثرمن سنة بعد أن اعتقلوه عام 1989، بعدها جاء إذن لي بزيارته وذهبت إليه حينها وتعبت كثيراً في الطريق، حتى لم أكن أصدق أني سأراه، لكنني وصلت إليه، وكانت أجمل وأصعب لحظة في حياتي".
"عيد الأم" سطر بالأمس قصة معاناة أخرى مع والدة الأسير رائد السعدي، وفي هذا اليوم الذي يكرم فيه الأبناء في العالم أمهاتهم ويقدمون لهن أجمل الهدايا وأعبر الورود، ترقد أم عماد كل واحد وعشرين من مارس على فراشها تراقب شاشة التلفزيون بحرقة أجواء يوم الأم وصور الأبناء وهم يزورون أمهاتهم ويحتضنوهن ويقدمون لهن أجمل التهاني والهدايا، أما هي فتتخيل أجمل ذكريات هذا اليوم مع ابنها رائد.
وتبقى لقاء الأم المريضة والسجينة في منزلها في سيلة الحارثية، وحياة ابنها المريض السجين في زنازين الاحتلال مرهونة بلحظة حرية يتطلع كلاهما إليها بشوق عميق، يشتد كلما اشتد المرض وشعرت هذه الأم بقرب نهاية الأجل.