صحفية اسرائيلية :"كلنا ندفع ثمن حماقة يعلون"
كتبت الصحفية سيما كدمون في "يديعوت احرونوت" انه عندما يطلق وزير الأمن تصريحات مستهترة تورط إسرائيل مع الامريكيين، فان الاسرائيليين جميعا يدفعون ثمن حماقته، ولكن نتنياهو يصمت بدل ان يكبح يعلون.
وقالت كدمون ان يعلون لم يخلع الحذاء العالي الذي انتعله عندما كان قائدا عاما للجيش، وتخوف من الثعابين، رفاقه في القيادة العامة. لكنه يرى الآن ان الثعابين تتواجد على حلبة أخرى مختلفة تماما، حلبة مدنية وراء المحيط، لدى صديقتنا التاريخية، الولايات المتحدة. وكما يبدو هذا هو مفهوم الوزير الأكثر أهمية في الحكومة، والذي يورطنا المرة تلو الأخرى بتصريحات ضد موظفين كبار في الادارة الأمريكية، ولا يتردد حتى من المس بالرئيس اوباما.
وتضيف كدمون: "عندما يقول وزير الأمن ان علينا أن نتعامل بشكل نسبي مع المساعدات الامريكية لإسرائيل، فانه لا مفر أمامنا إلا الاعتقاد بأنه يعرف ما لا نعرف، أو أنه بكل بساطة، غبي. وبكلمات أخرى، فقط اذا كان الوزير يعرف ما لا يعرفه احد في العالم، وهو ان إسرائيل هي أكبر قوة عظمى في العالم ولا تحتاج الى أي دولة أخرى، لا من ناحية عسكرية، ولا سياسية، وانها خلافا للاعتقاد السائد، لا تشكل عبئا على كاهل الولايات المتحدة وانما العكس، وان الولايات المتحدة هي المتعلقة بإسرائيل، وليس العكس، عندها فقط يوجد ما يبرر السلوك غير المسؤول ليعلون. ولكن بما أن الوضع ليس كذلك، وانه رغم عجرفة الوزير يعلون، فإننا لا نزال دولة يقوم كل جهازها الأمني، من عجلات الجيب وحتى الطائرات الخفية على الولايات المتحدة، ناهيك عن احتياجنا الى حق الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، فانه لا مفر امامنا من الاعتراف بأن لدينا وزير أمن غير ذكي.
وتضيف ان يعلون يستحق هذه الأوصاف، بسبب الضرر الذي يسببه لنا عندما يقول، سواء في محادثات مغلقة او علانية، ان الولايات المتحدة تظهر ضعفا في كل مواجهة في المنطقة، وان المساعدات التي تقدمها لإسرائيل تصب في مصلحة امريكا، وانه لسنا نحن الذين نحتاجهم بل هم الذين يحتاجون الينا. وكما يبدو فان يعلون نسي ان ما فاخر به من صناعات عسكرية يتم بأموال امريكية، وان المعرفة والتكنولوجيا تأتي، أيضا، من هناك.
وتسأل
كدمون: ما الذي نحتاجه الى اكثر من ذلك كي نفهم حجم الضرر الذي يسببه
يعلون؟ ولا ترى الكاتبة انه يفعل ذلك بدافع استراتيجية او استفزاز او
لاسترضاء اليمين، وتقول انه يجب القول لصالحه ان لسانه ينطق بما في قلبه،
ولكن هذه هي المشكلة: ان يعلون يقول ما يفكر به، وعندما يفكر وزير الامن
الذي يعرف مدى تعلق الجهاز الامني الإسرائيلي بالولايات المتحدة، حتى مستوى
البراغي، بهذا الشكل، فهذا يدل على انه لا يفهم حقا جوهر العلا .