"ليلة حمزة أبو الهيجا"...صفحة إضافية في حياة مخيم لا يعرف المهادنة !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
من علي سمودي - إلى أمد طويل، سيبقى فجر السبت 22 "آذار" لدى سكان مخيم جنين "علامة أخرى فارقة" في روايته عن نفسه؛ ذلك الطريقة التي اختارها حمزة جمال أبو الهيجا لموته، كما الشهداء الذين سقطوا على أرض المخيم، ستمكث أمدا في أرض الذاكرة...
في "ليلة حمزة أبو الهيجا"، كما سيحكى طويلا من قبل الرجال و النساء في مخيم جنين، تسللت إلى أزقة المخيم، عند الثانية فجرا، عدد من "الوحدات الخاصة" في جيش إسرائيل متخفية بزي فلسطيني واحتلت عددا من المنازل في حي "الغبس"، ثم أحكمت الحصار على المنازل الواقعة وسط الحي، ثم حاصرت اكثر من 20 سيارة عسكرية المخيم؛ فيما احتجزت عائلات في الحي داخل غرف و حمامات بالمنازل، قبل أن يشرعوا في مهاجمة منزل عائلة عزمي محمد حسنية بالرصاص؛ مباشرة بعد مطالبتها بمكبرات الصوت بمغادرة المنزل .
في سياق القصة حول استشهاد الشبان "أبو الهيجا" المطلوب لقوات الاحتلال حيا أو ميتا لأنه قائدا في "كتائب القسام" التابعة لحركة "حماس"، و يزن محمد جبارين (20 عاما ) و محمد عمر ابو زينة (26 عاما ) – في السياق، قال المواطن محمود البيطاوي لـالقدس دوت كوم ان قوات الاحتلال اقتحمت منزل العائلة واحتجزته برفقة شقيقه داخل غرفة صغيرة لمدة تزيد على الساعة و نصف الساعة، قبل احتجازهما لاحقا داخل الحمام، فيما قالت عائلة المواطن عزمي محمد حسينية التي طولبت عبر مكبرات الصوت بمغادرة المنزل حيث كان يتواجد الشهيد أبو الهيجا، ان جنود الاحتلال شرعوا في اطلاق النار بصورة عشوائية بينما كانت العائلة تغادر المنزل، ما ادى الى اصابة نجلها محمد ( 24 عاما ) بعيار ناري في أحد كتفيه، و في إصابة ابنتها دلال حسنية ( 36 عاما ) بشظايا في الوجه..ثم، بعد ذلك، منع سيارات الإسعاف من نقلهما إلى المستشفى و اعتقال نجل العائلة الآخر مجد حسنية ( 19 عاما ) بعد التنكيل به، إلى جانب اعتقال شبان آخرين من المخيم بزعم انهم "مطلوبين"، بينهم الشاب نعيم جمال زبيدي ( 19 عاما ) .
وفي القصة كما ترويها عائلة المواطن حسنية، قالت أن حمزة ابو الهيجاء الذي رفض تسليم نفسه وأصر على المواجهة، كان اكتشف قبل ذلك وجود زوجة نجلها "أم علاء" و طفلها يحتميان خلف جدار احد الغرف داخل المنزل، لكنه قبل ان يختار الموت على طريقته، كان هدفه الاول انقاذ حياتهما، حيث أشارت العائلة – استنادا إلى رواية زوجة نجلها - إلى أنها شعرت بالرعب حين سمعت اطلاق النار ، فاحتضنت طفلها واختبأت تحت السرير داخل الغرفة، قبل أن يشاهدهما حمزة الذي فوجيء بوجودهما.. مضيفة في الخصوص " ان حمزة وضع الطفل علاء البالغ من العمر عامين تحت سترته ورافقها عبر الدرج حتى اقتربت من الطابق السفلي حيث كانت العائلة محتجزة، ثم سلمها الطفل وصعد إلى الطابق الثاني"، حيث هناك ، خاض حمزة المواجهة .
بخصوص تفاصيل استشهاد الشاب حمزة أبو الهيجا، أوضح مواطنون شهود عيان في أحاديث منفصلة مع القدس دوت كوم ان قوات الاحتلال أنه تبادل اطلاق النار مع الوحدات الخاصة والجيش لمدة تزيد على الساعتين ، وخلال ذلك ، زجت قوات الاحتلال بالمزيد من التعزيزات إلى المخيم الذي شهد اشتباكات عنيفة مع "مجموعات حزام النار" التي تضم مقاتلين من "كتائب شهداء الاقصى" و "سرايا القدس" في محاولة لفك الحصار عنه، مشيرين إلى أن قوات الاحتلال التي عجزت جرافاتها عن الوصول للمنزل حيث كان يتحصن أطلقت على المنزل صاروخين من نوع "لاو" ، ما ادى الى الحاق خسائر كبيرة في المنازل القريبة، لكن حمزة الذي واصل تبادل النار مع جنود الاحتلال وتمكن من قتل أحد كلابها البوليسية التي أطلقتها باتجاه المنزل حيث كان يتحصن شوهد، بينما كان القصف يشتد والحصار يضيق – شوهد وهو يقفز من المنزل و يطلق النار مرددا " الله اكبر "؛ "ما أدى إلى إصابة جنديين"، كما ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية .
خلال العملية العسكرية التي نفذتها قوات الاحتلال بعد انتصاف الليل بساعتين في مخيم جنين و تواصلت 5 ساعات قتلت، أيضا، الشاب يزن محمد جبارين وهو متوجه الى مكان عمله في المدينة، بخلاف مزاعم الاحتلال عن انه كان مساعدا للشهيد أبو الهيجا ومتواجدا معه، كما قتلت الطالب الجامعي محمد عمر ابو زينة إثر مهاجمتها وهي منسحبة إلى خارج المخيم مسيرة تضامن حاشدة كانت متوجهة إلى منزل أبو الهيجا، بينما أصابت وهي تطلق الرصاص باتجاه شبان كانوا متواجدين قرب مستشفى جنين شابين بشكل مباشر، ليرتفع عدد المصابين الى 15 شابا وصفت جراحهم بين الخطيرة والمتوسطة، بينهم محمود كامل أبو حشيش (21عاما ) ورأفت سعيد علي عويس ( 23 عاما ) و مؤمن عبدالله عصام نشرتي ( 19عاما ) و حسين ابو طبيخ ( 22عاما ) و قسم محمود جبارين ( 25عاما ).
أسرة الشهيد حمزة أبو الهيجا في سطور
الشهيد حمزة ابو الهيجاء هو نجل الاسير جمال أبو الهيجا الذي يعتبر من مؤسسي وقادة حركة "حماس "، وتعرض للاعتقال مرات عديدة، خلال انتفاضة الاقصى طاردته اسرائيل ،وخلال اجتياح اسرائيلي في عام 2002 ، بترت يده اليمني ، استمر في مقاومة الاحتلال حتى اعتقل في عام 2003 ، في عملية خاصه ، وحوكم بالسجن المؤبد 9 مرات اضافة ل80 عام بدعوى عضويته في قيادة "القسام ".
لم يسلم احد من افراد العائلة من الاعتقاال ، الزوجة ام العبد امضت عام رهن لاعتقال الاداري ، وكريمته المحامية بنان قضت عدة اشهر في التحقيق ، وتعرض كافة ابنائه للاعتقال بما فيها حمزه الابن الاصغر للعائلة، والذي ادرج اسمه على قائمة المطلوبين منذ عام بعدما اتهمته اسرائيل باعادة احياء خلال القسام ، بينما قالت "حماس " انها فقدت القائد الميداني لكتائب القسام في جنين.
منذ ملاحقته نجا من عدة محاولات اغتيال ، كان اخرها قبل شهرين عندما اقتحمت الوحدات الحاصة منزله في مخيم جنين، فتمكن من الهرب واستشهد في العملية نافع السعدي .
واستشهد حمزة ، على ثرى مخيم جنين ، بينما يعتقل الاحتلال والده واشقائه الاكبر عبد السلام وعماد .
عن القدس المقدسية