عرض مسرحي يعكس الواقع الصعب الذي يعيشه الشباب في قطاع غزة
محمد أبو فياض
عكس العرض المسرحي 'المزاد'، الذي جمع بين مسرح الشارع من حيث الاعتماد على التقنيات العالية، ومسرح المضطهدين، والذي عرض في خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم الخميس، الواقع الصعب الذي يعيشه الشباب في القطاع.
ويعتبر العرض، تطبيقا عمليا جسد تمكين مجموعة من الشباب الهواة من أدوات المسرح المختلفة في أول تطبيق عملي لما تعلموه خلال الدورة التدريبية 'أسس التمثيل المسرحي'، التي نظمها المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر على مدار (4) أسابيع، بمعدل (84) ساعة تدريبية، تحت إشراف المخرج نعيم نصر، ومساعدة كل من مفيد سويدان ورأفت السالمي.
وجاء العرض، الذي احتضنه مسرح المركز الثقافي، متزامنا مع الاحتفال بيوم المسرح العالمي، ويوم الثقافة الوطني، ونجح خلاله الفريق في التأثير بالحضور عبر مشاهد منوعة ولوحات مسرحية أفصحت عن حس مسرحي لافت وبواكير مواهب تتخلق وقدرات مميزة في هذا المجال.
وأنتج العرض أفكار المشاركين بالدورة، وغاص في تفاصيل حياة الشباب وما يتعرضون له من صعوبات، وما يمرون به من منعطفات وهواجس ومعيقات تحول دون استمرار حياتهم الطبيعية من عمل وزواج وتواصلهم ومشاركتهم الاجتماعية، من خلال مفارقات مضحكة من واقع الحياة الغزية مستخدمين تقنيات مسرحية متعددة تنوعت بحسب الموقف بين 'الفلاش والومضة وكوميديا الموقف'.
وينتمي العرض، للمسرح التجريبي، وهو المسرح الذي يجمع بين مسرح الشارع من حيث عدم الاعتماد على التقنيات العالية، ومسرح المضطهدين، رغم أن هذا اللون المسرحي لا يشكل قيمة رئيسية في المسرح على المستوى المحلى بالقطاع وظهوره، إن وجد، على استحياء ودون غوص حقيقي في تلك العوالم، إلا أن هؤلاء الشباب لامسوا حدوده بشكل لافت.
وأوضح مفيد سويدان مساعد المخرج أحد مدربي الدورة: أن الدورة التدريبية ركزت على أساسيات ومبادئ التمثيل المسرحي، بتدريب وتأهيل المنتسبين على عدد من الجوانب، مثل كيفية النطق والتنفس الصحيح، والحركة الصحيحة للممثل على خشبة المسرح، وأهمية تفعيل لغة الجسد والتواصل المرئي، والإيماءات، إلى جانب الاهتمام باستخدام مفردات الجسد، وكل ما يحتويه من عناصر في العرض المسرحي، والتحرر من الجمود والقلق والخجل، إضافة إلى توضيح بعض المفاهيم البسيطة في هذا المجال، وغيرها من أساسيات التمثيل المسرحي.
وأضاف سويدان: ركزنا كذلك في الدورة على تطوير قدرات المشاركين في مجالات الصوت والتعبير باستخدام لغة الجسد، إضافة إلى كيفية بناء النص والارتجال وتنظيم المشاهد وبناء القصة.
وأشار إلى أن الدورة خلقت تفاعلا كبيرا من خلال حضور طاقات رائعة ورغبة حاضرة لخلق جيل واعٍ بالنماذج المسرحية، حيث لمسنا القدرة والموهبة خاصة في التفاعل مع محاور الدورة.
بدوره، أشاد الممثل الشاب بلال الزيني بالدورة، مؤكدا أنها وضعتهم على بداية الطريق وأثرت من معلوماتهم في مجالات عدة، متمنيا أن يستمر وزملاءه في التعبير عن قضايا مجتمعهم من خلال فن المسرح.
وثمن دور المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في احتضان ورعاية الموهوبين الشباب، وتوفير كافة أشكال الدعم لتنمية مواهبهم وتطويرها، مشيدا بدورهم البناء في تفعيل الحركة الثقافية والفنية والمسرحية بالقطاع.
من ناحيته، أوضح مدير المركز الثقافي حسام شحادة، أن المركز يسعى، من خلال تنظيم مثل هذه الورش الفنية المتخصصة في فن المسرح، لتحفيز الطاقات الكامنة لدى الشباب، واحتضان وتشجيع المواهب المسرحية وتنميتها ودعمها، بما يسهم في تعزيز رسالة المسرح الثقافية والفكرية المهمة في التنوير والتثقيف وفى تطوير المجتمع والارتقاء بالذائقة الفنية والوصول إلى عقل ووجدان المتلقي في إطار الهدف الأساسي المتمثل في تفعيل الحركة المسرحية في القطاع.