نرمين.. مصممة غزية أبدعت في الموازنة بين "الموضة" وضوابط المجتمع
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
من محمد الأسطل - بعد جهود متعددة لمحاولة الموازنة بين الحداثة في تصميمات ملابس النساء وبين ما يعرف بضوابط المجتمع الغزي، نجحت المصممة الفلسطينية نرمين دمياطي مؤخراً في الخروج بتصميمات جريئة استخدمت فيها الألوان الصارخة والجماليات اللافتة، لكنها رغم ذلك ظلت في إطار نوعية الملابس التي ترتديها النساء في غزة، خصوصاً العباءات والجلباب.
وشقت نرمين طريقها في عالم الأزياء بعدما تعلمت هذا الفن عبر عدة دورات مكثفة، لتنجح في الخروج من إطار التقليد في التصميم والتنفيذ، إلا عالم الإبداع والحرية المنضبطة في اختيار مكونات التصميم لتلبي رغبات الشابات والنساء اللواتي يتطلعن إلى ارتداء ملابس تتميز بتناغمها مع الموضة، من دون الاخلال بالذوق العام.
وفي مشغلها الصغير بمدينة غزة، تقضي نرمين جل وقتها بين رسم تصميمات جديدة أو تطوير ما صممته في السابق، من دون الانشغال عن المتابعة الدقيقة لتنفيذ التصميمات المطلوبة للزبائن، مع فنيي الحياكة لديها، حتى أنها توجههم لأبسط الأمور المتعلقة بلون الخيط أو طريقة حياكته.
واعتبرت دمياطي أن تصاميمها حققت نقلة نوعية في العباءات النسائية التي كانت تقتصر على اللون الأسود مع بعض الملحقات الملونة، لكن لم يعد غريباً أن تجد عباءة بألوان خضراء أو زرقاء أو نحوهما، لافتة إلى أن تصميماتها تتركز في كيفية صناعة ملابس نسائية تحاكي الموضة بشكل عصري وتكون مقبولة مجتمعياً وشرعياً.
وقالت في حديثها مع القدس دوت كوم: "معظم ما يعرض في الأسواق عبارة عن نسخة واحدة، مع بعض الاختلافات المحدودة، فلا يوجد إبداع أو تصميم مختلف".
وأضافت: "من هنا جاءت الفكرة، تحقيق قفزة كبيرة في التصميم والحياكة، لإخراج ملابس نسائية خصوصاً العباءات بطريقة مختلفة، وهو ما نجحت فيه، فنال إعجاب الجميع رغم أن الاقبال في البداية كان ضعيفا".
وتحتفظ دمياطي بتصميماتها لنفسها من دون أن تعرضها على جهات أخرى، خشية سرقتها - كما تتوقع – من قبل الشركات أو المصانع المختصة في حياكة الملابس النسائية، معتبرة أن مشغلها الصغير سيتحول خلال فترة وجيزة إلى مشروع كبير يعتمد على التصميمات الحديثة والحياكة المميزة وفق تقديرها.
بيد أن أكثر ما تواجهه من صعوبات، يتمثل في عدم مقدرتها على اختيار الأقمشة وملحقاتها حسب التصميمات التي تنتجها، نظراً لمحدودية المتوفر منها في أسواق قطاع غزة.
وأكدت أنها تتمنى لو كان معبر رفح يعمل بشكل طبيعي، حتى تتمكن من السفر وشراء احتياجاتها من الأسواق المصرية أو التركية، مشيرة إلى أن مشروعها يتجاوز فكرة مشغل حياكة كمشروع صغير، وإنما يعتمد على تطوير أعمال التصميم لتأسيس شركة متخصصة في ذلك خلال الفترة المقبلة.