رحلة جبلية صعبة في بورين
عطاء الكيلاني
طرق وشوارع ترابية تشق جبال قرية بورين جنوب نابلس، لإثبات أن هذه الجبال مكان للعيش وكسب الرزق للمواطنين، وليس فيها مكان للمستوطنين والمستوطنات.
بعد مرور 20 يوما على شق الطرق التي بدأت في السادس عشر من شهر شباط الماضي، كثّف المستوطنون هجماتهم ضد المواطنين، عدا عما تقوم به قوات الاحتلال اعتقالات ونصب حواجز عسكرية على مداخل القرية، علما أن شق الطرق الترابية كان بالتعاون مع مجلس قروي بورين وهيئة البترول و وزارة الأشغال التي قدمت الآليات الثقيلة.
رحلة جبلية صعبة يعيشها أهالي بورين بالوصول إلى أراضيهم المحاطة بمستوطنة 'يتسهار' من الجنوب، ومستوطنة 'براخا' من الشمال، إذ تعتبر خطوة شق الطرق في جبال بورين وبالتحديد في الجهة الشرقية، تحديا للاستيطان والمستوطنين.
وقال عضو مجلس قروي بورين خضر عزت، إن الهدف من شق الطرق الترابية هو الوصول إلى أراضي القرية، وقطع الطريق على الاستيطان، وتشجيع الشباب على البناء في المناطق القريبة من المستوطنات، علما أن هناك عائلات حاصلة على رخص بناء في هذه المناطق.
وأضاف عزت 'من ضمن المشاكل التي تواجهنا في مشروع شق الطرق، الملاحقة المستمرة من الاحتلال، وإعلان بورين منطقة عسكرية مغلقة في أغلب الأوقات'.
وبين عضو المجلس القروي أن الاحتلال استولى على مفاتيح الآليات التي تعمل على شق الطرق، ولكن تمت استعادتها في وقت لاحق؛ منوها إلى أنه ستتم مناقشة ربط المنازل سيتم بناؤها في تلك المناطق بشبكتي الماء والكهرباء.
وقال مسؤول لجنة الحراسات في بورين بلال عيد، إن الفكرة جاءت تلبية لنداء الرئيس محمود عباس المتمثل بالحفاظ على أرواح المواطنين.
وأضاف: هناك أربع مجموعات تحرس الطرق والشوارع الترابية وكل مجموعة تضم ستة أفراد؛ مشيرا إلى التناوب بين المجموعات لمنع الاعتداءات الاستيطانية والأعمال التخريبية.
ويعتبر منزل أبو السبع القريب من مستوطنة 'براخا' نموذجاً للمعاناة من الاستيطان، إذ تعرض للتخريب أكثر من مرة، عدا عن تحويله لكنيس للمستوطنين من جهة أخرى.
وأشار عيد إلى أن الطرق الترابية التي تم شقها طولها 26 كيلومترا كان، آخرها عند منزل أبو السبع الذي يطلق عليه المستوطنون 'بيت برشيم'.
وشنت وسائل إعلام إسرائيلية حملة ضد عيد، ووصفته بأنه إرهابي يشق طرقا في جبال بورين رغما عن المستوطنين وأمام أعينهم، كما تم وضع لوحات على مداخل مستوطنة 'ارئيل' كتب عليها 'اقتلوا الدخيل'.