دروبي غابرة وحبي قديم - محمود ابو الهيجاء
اني لما رأيت موتي، تخيرت لغتي
أنتقيتها من بين أضلعي وأسكنتها مقام الحس على رؤوس اصابعي
صيرتها في العشق ليلى
فصيرتني قيسا اناجي في الليالي الغريمات خيالاتها اللعوب
وارجوها في الرغبات مناما يأخذ عني
تجمرت فوق لساني
تفتحت بطعم الحوض شهيا بعري الكتاب
والله غالب على امره
والملأ الأعلى يغني
واني لما تعلقت لغتي، احسنت ظني
حليفا للظل، بعيدا في الحجاب
لأخرج للعالم الارضي محض خاطر عابر لايلفت انتباه احد
لاأريد عشبا في خطاي
ولا أشتهي اي ورد في مزهرية الكلام
دروبي غابرة وحبي قديم
سأترك النجوم لكتاب الفلك
سأترك البحارلشعراء الصور والمنصات
لا اريد صنعة الوقت
ولا اطالب بمتعة الغلاف
ولا بمحبة القمر
واني لما رأيت قلقي، تعلمت صوتي
خفيضا قرب المسرة، جريحا كلما ناديت وطني
اي حلم لايجهر بجريرته، نوم غريم
فقرائي خلفي وامامي
نظرائي غيب
واضرحتي مقام
لا فقيه لي ولا ولاية عندي
مدني هندسة برائحة النفاثات في العقد
في جوفها مقاه من حيلة الحب
واخرى لشعراء "النت" يتغالبون بجائحة النميمة
تلمست حجر الاحجيات
تقربت من حيطان الملصقات
غازلت التلال والنوايا، واسرفت في الوجد
لكنها السلعة اللعينة
ايها النص، يا عبدي وياسيدي، خذ هذا التراب الى ابعد من هذا الحد
عد به الى ماكان، اثلاما بلا طقوس، نواحا لجمرة الروح، بساطا لصلاة اثامها
لا تدخل بيوت الاغنيات من ابوابها
تسلق جدرانها بحماقة العاشق، انزل اليها بلهفة المريد
دع صدورها لحرماتها، وادلف الى زوياها المحمومة
أنزع ثيابها
عريها
امنحها حق الخطأ
ودعها تقترف ما تشتهي من ثقوب
ايها النص
خذ هذا التراب ، عد به الى فطرته الاولى
ولا تقرب شيئا من تعاويذ الحداثة
خذه الى خلاصة الوشم
اتبع حدس الايقاع
ولاتجادل فقهاء الجريدة
كن غريما حتى لجرحك
اصعد منصة الخوف
اطلق صيحة الرعب
لا تكتم ملحك
كنت غنيمة للغرباء والاقربين
وكنت فريسة لوهم المعاني المقدسة
والضحايا في كل شارع وفي كل حين
ايها النص يا عبدي ويا سيدي
لا تكن ضلعيا بي اكثر من هذا الحد