مؤتمرون يسلطون الضوء على واقع المرأة ذات الإعاقة
سلط مؤتمر نُظم في مدينة جنين بعنوان 'المرأة ذات الإعاقة في فلسطين واقع وتحديات'، الضوء على واقع الخدمات المقدمة للمرأة المعاقة وتحريك الرأي العام لتحسينها، إضافة إلى التأثير في السياسات العامة وعلى صانعي القرار لتمكين المرأة المعاقة.
وشدد المشاركون في المؤتمر الذي نظمته جمعية الجليل للرعاية والتأهيل المجتمعي، اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة، على ضرورة تطبيق قانون المعاق رقم 4 في التوظيف وتحسين خدمة التأمين الصحي والمواءمة البيئية للمباني.
وركزوا على تمكين المرأة المعاقة للمشاركة في وضع السياسات وتنفيذها، ومطالبة كافة الأطر النسوية في الأحزاب السياسية على تضمين برامجها قضايا النساء ذوات الإعاقة.
كما أوصى المشاركون بضرورة دعم تلقي الفتاة من ذوي الإعاقة التعليم الخاص، وتطوير برامج التأهيل المهني بحيث تتناسب مع سوق العمل.
وطالبوا أيضا بتدريب المعلمين وتوفير وسائل تعليمية وأنشطة مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة.
وشددوا على تفعيل دور الرقابة على حماية ذوي الإعاقة حتى نتمكن من تطوير واقعهم قانونيا.
من جهته، قال رئيس الجمعية عبد الرزاق أبو الهيجاء، إن هذا المؤتمر جاء بناء على المسلكيات السلبية المغلفة بالنظرة الدونية والتهميش للنساء ذوات الإعاقة، مشيرا إلى ضرورة تحسين الخدمات المقدمة لهن لأن ذلك يخل في توازن المجتمع، وصولا إلى العدالة الاجتماعية ومساواتهن بغيرهن من النساء.
بدوره، قال رئيس جامعة القدس المفتوحة يونس عمرو، إن هذا المؤتمر خصص للمرأة المعاقة 'التي تستحق كل التقدير'، مشيرا إلى أن الجامعة في فعالياتها 'لا تجاري إعلاما، بل تعمل على أرض الواقع لخدمة المجتمع الفلسطيني، وتولي اهتماماتها بذوي الإعاقة من خلال المنح الدراسية وتوظيف ذوي الإعاقة من طلبتها وفق الشروط المطلوبة'.
وأشار إلى أن الجامعة هي أول من أنشا مختبرات للحاسوب للمكفوفين، كان أولها في جنين، مطالبا بوضع توصيات جادة تضع المؤسسات الحكومية أمام مسؤولياتها تجاه هذه الفئة.
أما محافظ جنين طلال دويكات، فأشار إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على شريحة جدا مهمة وهي ذوي الاحتياجات الخاصة، متمنيا أن يخرج المؤتمر بتوصيات تساهم في العام القادم بتطوير أداء وتحسينه وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما شدد دويكات في حديثه على 'مسؤوليات مؤسسات السلطة والمجتمع والأسرة نفسها في تمكين الأخوات من ذوات الاحتياجات الخاصة والتخلص من نظرة الشفقة القاتلة'.
وفي كلمة رئيس الوزراء ألقاها نيابة عنه وزير الشؤون الاجتماعية كمال الشرافي، أشاد فيها بتضحيات جنين القسام، وعبر عن فخره واعتزازه بجامعة القدس المفتوحة ومخرجاتها الوطنية.
وأشار إلى أن المؤتمر 'يستحق التقدير، لأنه يتحدث عن المرأة المعاقة التي هي معيار لتقدم الشعوب، إذ إن تقدم الشعوب أصبح يقاس بمدى إعطاء الفئة المهشمة والمعوقين حقوقهم'.
وقال الشرافي إن 'النظرة غير السوية للمرأة تجردها من حقوقها'، معبرا 'عن فخره بالإرادة الواضحة التي يمتلكها شعبنا بإعطاء المرأة حقوقها'.
وأشار الشرافي إلى أن الحكومة الفلسطينية 'تعمل بشكل جاد على رسم السياسيات وسن التشريعات بترجمة ما هو قائم إلى واقع'.
وشدد 'على ضرورة التزام المؤسسات الحكومية بتطبيق القانون وتوظيف ما نسبته 5% من الأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى المواءمة البيئية للمباني، والبحث عن واقع وتلمسه بكيفية تطبيق ما ندعو إليه على أرض الواقع'.
وتخلل المؤتمر جلستان، الأولى تحدثت عن واقع الخدمات التربوية للفتاة من ذوي الاحتياجات في المدارس الحكومية الأساسية الخاصة قدمتها بتول غانم، وواقع الخدمات المقدمة للمرأة المعاقة حركيا في القدس قدمها أحمد عليان، إضافة إلى فعاليات خدمات الشؤون الاجتماعية في جنين قدمتها كل من إباء عبد الحق وآمنة درا غمة.
أما الجلسة الثانية فتحدثت عن المشاركة السياسية واتخاذ القرار للنساء ذوات الإعاقة قدمتها رحاب السعدي، وواقع المرأة ذات الإعاقة في فلسطين قدمها بهاء السرطاوي وسهير صباح، إضافة إلى المرأة المعاقة والعدالة الاجتماعية قدمها محمد الأعرج، وواقع المرأة ذات الإعاقة في المجتمع والتشريعات المطبقة قدمها كل من جمال قاش وسوزان جرار.