تأثير الفضائيات الدينية على النساء في فلسطين إصدار جديد للإعلامية قنيص
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أطلقت الكاتبة والإعلامية جمان قنيص، مساء اليوم الثلاثاء، كتاب 'الفضائيات الدينية: الصورة المثالية للمرأة وأثرها على المرأة الفلسطينية'، في أمسية ثقافية في متحف محمود درويش.
وعرضت قنيص مادة فيلمية، أخذت فيها بعض المقاطع من أحاديث مشايخ الفضائيات الدينية الذين استباحوا وسائل إعلامية تصل إلى البيوت دون دراسة ووعي بشكل أساء جدا إلى ديننا الحنيف.
وقالت قنيص: 'اعتراني قلق كبير على حالنا كمسلمين بعد أن شاهدت هذه المواد الفيلمية التي تؤسس إلى ظلامية لا تمت للإسلام بصلة، وتدعو إلى عنف كبير تجاه النساء، وما أحزنني أكثر في هذا الأمر أن بعض النساء اقتنعن فعليا وبدأن في تغيير سلوكهن الاجتماعي والديني باتجاه انغلاق أكبر على الذات وتأسيس لمرحلة جديدة من مراحل تحقير المرأة'.
وأضافت أن ضعف التأهيل الديني والأكاديمي والعلمي هي أبرز السمات على مقدمي هذا النوع من البرامج الذين يخاطبون الجمهور نساء ورجالا دون وعي، معتمدين على أمجاد إسلامية قديمة لا تمت للعصر الحالي وجوهر الدين الإسلامي بأي صلة.
وأوضحت أنها أجرت مقابلات مع 40 امرأة فلسطينية من مختلف مدن وقرى المحافظات، وكانت النتائج مفاجئة جدا، حيث أن العديد من النساء يوافقن الرأي في محتويات المواد الإعلامية في القنوات الدينية، التي تطالب النساء المبالغة في الاهتمام بالحجاب، وتفضيل الرجل على المرأة، ودعوة النساء للبقاء في بيوتهن وعدم الخروج وليس من حقهن التعلم والعمل.
وأشارت إلى أن القنوات الدينية التي وصلت إلى 70 قناة، تدعوا النساء إلى مواجهة المصاب والمشاكل والحياة بالرضى وعدم محاولة الهرب منها أو حلها بل تقبلها كما هي، والعديد من الفتيات يسمعن لهذه القنوات والمحاضرات التي تبث فيها، ويقتنعن بأهمية العزلة عن المجتمع، وعدم متابعة الإعلام والأخبار والبرامج الثقافية.
وقالت إن العديد من النساء المتعلمات والجامعيات يستجبن لأحاديث القنوات الدينية ويعملن بها، وكذلك السيدات الكبيرات يؤثرن على الفتيات الصغيرات حولهن بفرض رأيهن على أمور حياتهن، مضيفة أن بعض النساء يعتبرن أن المرأة تستحق الضرب وعدم الخروج من البيت.
ولفتت إلى أن أهم الصعوبات التي واجهتها في المقابلات، الوصول إلى بعض منازل النساء، في القدس والمناطق المهمشة في الخليل، إضافة إلى الضغوطات النفسية التي تعرضت لها عند الحديث مع العديد من النسوة.
من جانبه، قدم الإعلامي والكاتب إيهاب بسيسو؛ قراءة معمقة في الكتاب وأهم المحاور التي تناولها على الجانب الأكاديمي وتحليل مضمون الخطاب الإعلامي المتداول في الفضائيات الدينية.
وقال إن الكاتبة قنيص قدمت الكتاب بشكل شيق لا يصيب القارئ بالملل، إضافة إلى كسر نمط هذا النوع من الدراسات التي غالبا ما تكون جافة ولا تتوفر فيها عناصر جذب القارئ للاستمرار في متابعة القراءة.
وأضاف بسيسو أن الكاتبة بذلت جهدا كبيرا في البحث واستطلاع رأي تناول الآثار الاجتماعية والفكرية على النساء في فلسطين ممن يتابعن القنوات الدينية، ما أضفى رصانة كبيرة على البحث ووضعه في مصاف متقدم يجعلنا نطالب باعتبار الكتاب مرجعا أساسيا ومهما ليس فقط في المكتبات الجامعية والفلسطينية فحسب، ولكن في جامعات ومكتبات العالم العربي، لما يقدمه الكتاب من إضاءات عميقة على الواقع الإعلامي العربي وأثره على شريحة أساسية ومهمة في المجتمع.
ــــ