معرض فلسطين الدولي للكتاب: إبداع جديد في نسخته التاسعة
- بلال غيث
يبدو معرض فلسطين الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة، في نسخته التاسعة مختلفا عن سلفه، فهو يضم ما بين 250 إلى 300 دار نشر من مختلف أرجاء العالم، كما يحتضن هذا العام الكثير من الكتب العلمية التي تخدم طلبة الجامعات، إضافة إلى جناح يختص بأوروبا.
ويقام المعرض في دورته التاسعة تحت شعار: 'دولة فلسطين... القرار والإصرار'، وسيكون الشعار الثقافي 'نقرأ... نعرف... نبني ونحيا'.
ولعل ما يميز المعرض للعام الجاري في أيامه العشرة، الذي يعقد في الفترة 11- 20 من الشهر الجاري، في مركز إسعاد الطفولة بمدينة البيرة برعاية إعلامية من وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا'، تنظيم الندوات والتظاهرات الثقافية المصاحبة للمعرض خلال مختلف أيامه، حيث يتوقع أن تحضر عشرات آلاف الكتب الجديدة من دور نشر تعرض لأول مرة في فلسطين.
وفي هذا السياق، يقول وزير الثقافة أنور أبو عيشة لــ'وفا'، إن العناوين المقدمة في هذا العام يصعب حصرها وهي تضم مختلف المجالات.
ويضيف: 'شددت في حديثي مع دور النشر على ضرورة وجود الكتب العلمية للطلبة، حيث أن الطلبة في فلسطين يشكون من صعوبة الحصول على مراجع علمية من أجل إجراء أبحاثهم العلمية، لذا سيقوم المعرض بسد هذا النقص عبر عشرات آلاف الكتب التي ستصل إلى فلسطين في الأيام القادمة'.
ويشير أبو عيشة إلى أن ما يميز معرض العام الجاري هو أن المشاركات الأجنبية ستكون أكبر خلال العام الجاري، كما أن النشاطات الموازية والفعاليات دائمة الحضور في المعرض عبر الندوات والفرق الفنية الثقافية، والمحاضرات، داعيا جميع المواطنين لزيارة المعرض.
المغرب ضيف الشرف في المعرض
ويلفت أبو عيشة النظر إلى أن ما يميز المعرض أيضا هو حضور المكتبة المغربية بأكملها إلى فلسطين، فالمملكة المغربية هي ضيف الشرف في معرض فلسطين الدولي للكتاب بنسخته التاسعة، و'سيكون لدينا كل الكتب الموجودة في المكتبة المغربية في السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل'.
وقالت وكالة الأنباء المغربية على موقعها الالكتروني، إن اختيار المغرب ضيفا للشرف 'يكرس ويرسخ الأواصر الأخوية والروابط التاريخية التي تجمع بين المغرب وفلسطين، وسيتوجه إلى رام الله وفد ثقافي مغربي برئاسة محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة، الذي سيلقي كلمة في حفل الافتتاح'، أما على مستوى العرض الوثائقي، فسيتم عرض رصيد مغربي من الكتب يتألف من 1100 عنوان بمجموع نسخ تتجاوز 4000 نسخة، على أن يهدى قسم مهم منها إلى وزارة الثقافة الفلسطينية. ويعود هذا الرصيد إلى 12 عارضا مباشرا، وستتمحور الفعاليات الثقافية المغربية المواكبة للتظاهرة، حول ندوات منها ندوة 'فلسطين في أعين المغاربة والمغرب بعيون فلسطينية'، وندوة 'مسارات في الرواية المغربية والفلسطينية'، وندوة 'مغاربة القدس' بالإضافة إلى قراءات شعرية، وتوقيعات كتب، وكذا فقرات موسيقية وعروض سينمائية'.
أبرز فعاليات المعرض
وعن أبرز فعاليات معرض الكتاب من ندوات وأمسيات، قال القائم بأعمال مدير دائرة الآداب في وزارة الثقافة الشاعر عبد السلام العطاري، إن الافتتاح سيكون يوم العاشر من الشهر الجاري في الخامسة مساء برعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وسيكون هناك عدة فقرات وتكون الكلمة لراعي الاحتفال الرئيس عباس، وستكون كلمة لوزير الثقافة المغربي ضيف الشرف وكلمة لوزير الثقافة الفلسطينية وكلمة للمستضيفين أصحاب الأرض وهم بلدية البيرة، يلي ذلك تكريم الكاتبة والروائية سحر خليفة بصفتها شخصية دورة معرض الكتاب التاسع.
وأضاف: هناك العديد من الفعاليات الثقافية المتخصصة بالشأن الثقافي أبرزها بعنوان 'فلسطين في عيون المغاربة' كون المغرب هي ضيف شرف، وسيتحدث فيها الكاتب المغربي محمد برادة، وهو كاتب مشهور على مستوى العالم العربي ومن فلسطين يتحدث الروائي يحيى يخلف، بالإضافة لندوات مختصة في موضوع القدس، وعن أدب المعتقلات ستكون أمسية في يوم الأسير الذي يصادف 17 الجاري.
وأشار إلى أن برنامج المعرض يتضمن أيضا العديد من الأمسيات الشعرية للشعراء الضيوف من الدول العربية والأجنبية المتوقع حضورهم، وكذلك لشعراء فلسطينيين من الوطن والشتات، ويمزج المعرض بين كبار الشعراء وشعراء شباب وهو تمازج غير مسبوق بين الشعراء الفحول والشباب.
وبين العطاري، أن هناك ندوة مختصة حول الشفافية والنزاهة في الثقافة الإسلامية والعربية يتحدث فيها رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة، أيضا يوجد اهتمام خاص بيوم القدس الذي يتناول الحديث عن الاستيطان في القدس وكذلك رموز الأدب والأعلام المغربية ويتحدث عن واقع السياسات العربية تجاه القدس، والمبادرات الشبابية الثقافية التي تساهم في تعزيز الصمود المقدسي.
وفيما يتعلق بالمشاركات الفنية قال العطاري، إن هناك مشاركات فنية من الفنانة المعروفة سميرة القادري، التي سيكون لها حفلات فنية في بيت لحم ورام الله، وأيضا بالافتتاح، وكذلك الفرقة الفنية الهندية المختصة بالفلكلور الهندي 'كافاك'، ومشاركة للمركز الثقافي الروسي من خلال تقديم فقرة فنية لأطفال المركز الروسي، بالإضافة إلى مشاركة الفنان الفلسطيني باسم زايد وفرقة أصايل الوطنية، وهناك فضاء الأطفال وهو الحيز الهام الذي أفرد له المعرض هذا العام العديد من الفعاليات المختصة بالأطفال، مثل ندوات الأطفال أو مسرح الطفل أو الحكايات الشعبية والحديث عن المدن والبلدات الفلسطينية في سياق درامي في معرض الكتاب.
وختم حديثه قائلا:' لازلنا نواجه التحديات حتى هذه اللحظة، ونتمنى أن تزول هذه المعيقات حتى يخرج المعرض بالشكل الأمثل'.
معرض الكتاب التاسع هو الأكبر
من جانبه، قال رئيس اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب التاسع ومستشار وزير الثقافة لشؤون معارض الكتاب محمد الأسمر، إن المعرض خلال العام الجاري سيكون هو الأكبر مقارنة بالأعوام السابقة، وسيشهد آلاف الكتب ومئات دور النشر.
وأضاف إن 'كل من تقدم لوزارة الثقافة من الأشقاء العرب من الخارج للحضور إلى فلسطين، قمنا برفع اسمه للحصول على تصريح للدخول، ونحن ننتظر الرد في المرحلة الحالية من قبل الاحتلال بالسماح لهم بالدخول'.
وبين الأسمر أن تحضيرات عقد المعرض تسير على قدم وساق، وأن الطواقم المختصة في التحضير للمعرض تعمل على مدار الساعة من أجل أن يقام في مكانه وزمانه المحدد، ومن أجل خروجه بالصورة الأمثل التي تشرف فلسطين وتعكس تقدمها الثقافي.
وأكد أن المعرض يختلف عن المعارض السابقة في أنه يقدم هذا العام مجموعة أكبر من الفعاليات والنشاطات المصاحبة للمعرض على مدار أيامه العشرة، وهو يضم نخبة من دور النشر العربية والدولية، وضيوفا من الأدباء العرب ومن الأدباء الفلسطينيين في الشتات.
ووجه الأسمر رسالة للمواطنين، أكد فيها أهمية الحضور والإطلاع على الكتب المعروضة من مختلف دور النشر، مشيرا إلى أن الفائدة ستكون عميمة للمواطنين، وهناك برنامج واسع من الفعاليات والندوات الفنية خاصة بفضاء الأطفال، حيث سيكون هناك عروض مسرحية وعروض فنية على مدار أيام المعرض.