استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

هواية تحاكي التاريخ

رشا حرزالله

على طاولته الخشبية، نثر محمد حمد الله 32 عاما من مدينة رام الله آلاف العملات والطوابع القديمة التي دأب على جمعها منذ كان في سن الخامسة عشرة.

لا تجد ضمن هذه العملات المعدنية إلا ورقة وحيدة خضراء مستطيلة الشكل، كتب في منتصفها 'ورق النقد، نقد قانوني، لدفع أي مبلغ كان، أسفلها عبارة 'جنية فلسطيني' باللغتين العربية والعبرية، إلى جانب صورة لقبة الصخرة المشرفة، وتوثيق سنة صدور الورقة في أيلول (سبتمبر) 1929.

الجنية الفلسطيني إحدى أقدم العملات الورقية النادرة التي يحتفظ بها محمد، منذ بدايته مع جمع الطوابع والعملات النادرة، وهي هواية برزت صدفة أثناء تواجده في الأردن، حين كان يقلب صفحات إحدى مجلات الأطفال الإماراتية، ليلفت انتباهه خبر يتحدث عن صدور عملات جديدة في أرتيريا مرفقة بصور.

انصب اهتمام حمد الله على البحث عن طوابع وعملات فلسطينية تروي التاريخ، وتأتي على ذكر القضية، فعثر على بعض منهاً قديمة ونادرة. منها ما استخدم لجلب المستحقات المالية والضرائب، وطوابع بريدية كانت الهدف من إصدارها تقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين في دول عربية، مثل لبنان والكويت والعراق.

يقول محمد: 'أفرح كثيراً بمراجعة ما قمت بجمعه. وحتى دون مراجعة، أنا أتذكر كل قطعة في مجموعتي وتاريخ صدورها، أول طابع في فلسطين صدر 1918،  مطبوع عليه عبارة (خالص الأجرة قرش صاغ، مدفوع، EEF). أحيانا اضطر لشراء عدد منها بمبالغ مرتفعة، خاصة النادرة وذات الإصدار القليل. أندر عملة فلسطينية معدنية لدي هي من فئة 20 مليم، وصدر منها سنة 1941 مائة ألف قطعة فقط'.

بألوانها وأحجامها المختلفة رتب محمد طوابعه، كما صفحات الكتاب، كل حسب سنة الإصدار والمكان، موضوعة داخل مغلفات من الورق المقوى و'الجلاتين'.

هواية جمع الطوابع نشأت في بريطانيا عام 1840م، حين صدر أول طابع يحمل صورة الملكة فكتوريا، ووجدت رواجاً بين الراغبين بالتعرف على تاريخ دولهم ودول أخرى، خاصة وأن كل طابع يحتوي إما على صورة لملك أو إمبراطور أو رئيس، أو صور لمواقع وأماكن تاريخية ومعمارية عالمية، أو مواضيع رياضية وثقافية وفنية، تحاكي قصة معينة، يتبادلها المجتمع.

غالبا ما يعتمد حمد الله في جمع الطوابع على العلاقات الشخصية، والأصدقاء، خاصة أولئك العارفين لهوايته، وكم تكون سعادته غامرة حين يتلقى اتصالاً من أحدهم ليخبره أنه حاز على شيء قديم ونادر ليضاف إلى المجموعة.

أخذت هواية محمد حمد الله منحى أكثر جدية بعد عام 1995 كما يقول، حيث أصبح التنقل والسفر من فلسطين وإليها أكثر يسراً، وكان حين يلتقي أحد الوافدين يسأله إن كان يحتفظ بعملة أو طابع من البلد القادم منها، ويوصي المغادرين كذلك بحمل بعضها إليه حين العودة، وحين يحصل على أي منها، يبدأ بالبحث عن تاريخها وتحليل مضمونها.

انتقل حمد الله إلى تونس لاستكمال دراسته الجامعية بعد أن اجتاز امتحان الثانوية العامة، وهناك تعرف على ثقافات وأديان مختلفة، واستطاع إثراء مجموعته من الطوابع والعملات، ومخزونه المعرفي عن تونس ومراحلها التاريخية.

سافر محمد إلى أوكرانيا للحصول على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية، فقابل العديد من الهواة أمثاله، بعضهم ناهزت أعمارهم 70 عاما، حيث بدؤوا بعد سن التقاعد في جمع الطوابع والعملات.

في أوكرانيا يوجد سوق شعبي (بازار) يفتح أبوابه يومي السبت والأحد لبيع المقتنيات القديمة. كان ذلك السوق فرصة لحصول محمد على العديد من العملات والمعادن المتعلقة بفلسطين.

يقول: 'من البازار، قمت بشراء عملة مالية فلسطينية قديمة فئة 2 مليم، يعود تاريخ إصدارها لسنة 1927م. بُدء بتداول العملات في فلسطين بعد خروج الدولة العثمانية عام 1917، ودخول القوات البريطانية من مصر'.

كانت فلسطين تستخدم قديما طوابع قوات الحملة المصرية، ويرمز الها بثلاث حروف هي 'EEF'، وبعدما وقعت فلسطين تحت حكم الانتداب البريطاني؛ أمر المندوب السامي 'هلبرت صموئيل' بالاستمرار في استخدام الطابع مع إضافة كلمة فلسطين عليه، وأن يكون بثلاث لغات هي العربية والعبرية والانجليزية، مع إضافة الرمز (أ.أ) باللغة العبرية،  اختصارا لكلمة 'أرض إسرائيل'. وواجه هذا القرار حينها احتجاجا كبيرا من العرب، كل هذه المعلومات حصل عليها محمد من خلال تحليله للطوابع والعملات.

يمتلك حمد الله حاليا ما يقارب 11 ألف طابع و500 عملة فلسطينية معدنية، بالإضافة إلى نياشين وبطاقات هاتفية قديمة، وعندما تصل مجموعته لمرحلة متقدمة سيقوم بعرضها للجمهور.

يعتز بأن لديه الكثير من الأصدقاء الذين يؤمنون بهذا العمل، ويحاول عبر شرحه لهم حول تاريخ العملات الفلسطينية وما تحتويه؛ جذب اهتمامهم للفكرة وتطويرها، كما أسس لافتتاح الجمعية الفلسطينية للهواة بعد ترخيصها رسمياً، بانتظار تفعيلها وإطلاق برامجها الخاصة بهواة جمع الطوابع والعملات.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025