فيديو- يوميات معركة مخيم جنين- اليوم التاسع (الثلاثاء) 9/4/2002: كمين الـ 13 المبارك- النائب جمال حويل
تجمع المقاومون واحتشدوا في بيوت محددة في المخيم لا تتجاوز خمسة منازل, حيث أن القتال بدأ يشتد ضراوةً، والقصف يزداد، والجرافات تتقدم هادمة البيوت حيث كان هناك مجموعة من المقاومين في بيت الشيخ إسماعيل، في الحارة الشرقية من المخيم, وكان من هؤلاء المقاومين: علاء الصباغ, عبد الرحيم فريحات, علاء فريحات، نضال نغنغية, أكرم أبو سباع، أمجد أبو سباع، عبد الله حويل, شادي وشاحي, فتحي أبو عيطة, حسام أبو سرية, بشار حواشين, "أبو موسى" أحمد حلاجي، مجاهد قريني، ماهر نوباني، رائد طوالبة, مصطفى قنيري, عصام أبو سباع, مصطفى الوزة، أحمد الزيني، رائد الضرير، الشلطوفي، وغيرهم.
أما في بيت أبو عمر الطوب, فكنتُ مع إياد السلفيتي, وائل أبو سباع, عمر أبو الشريف, علام وعلي القنيري، سعيد الطوباسي, محمد طوالبة, عبد الله الوحش, ثائر أبو الباسم, محمد خريوش, محمود أبو خليفة, أحمد أبو الرب، عبد الهادي العمري, صخر عيسى, زكريا زبيدي.
أما في حارة الويمي، فكان: الحاج علي الصفوري، ثابت المرداوي، أبو جندل (الذي كان هو ومرافقه عمر عطياني في بيت قريب)، أحمد طزازعة، الضبع, عبد الحليم عز الدين, محمود السعدي، وأشرف السعدي-البِخ، والزعبور، والبعوضة. وقرب بيت خليل المصباح، كان: نضال النوباني, محمد مشارقة, أمجد فايد, محمد فايد, رجا قريني, شادي صويص, خليل مصباح, وئام حريري، إياد بشارات, عصام أبو سباع, أشرف السعدي, وبعض من أفراد قوات من الأمن الوطني.
كانت كل مجموعة من المقاومين تعتقد بأنه لم يبق إلا هم في المخيم, حيث انقطعت الاتصالات بشكل شبه-تام بين المقاومين, وفرغت بطاريات البلفونات، وأصبح التنقل صعباً بسبب الهدم والدمار الكبير الذي لحق بالمخيم.
أما العالم، فبدأ يتلفت لعظم المأساة ويدعو إسرائيل إلى الانسحاب. ومن الأخبار التي كانت ترد إلينا عبر ما توفر من وسائل إعلام أن: "إسرائيل لم تخطط لحرب طويلة إلى هذه المدة," و"الجنود الإسرائيليون يقولون إن موفاز قادنا إلى مذبحة،" و"المخيم مهجور من السكان ولا يوجد فيه إلا المقاومين، ولذلك يجب تدميره من السماء," و"شارون يقول رغم الخسائر ستستمر المعركة...."
وفي ساعات المغرب، كنا على موعد مع واحدة من أهم لحظات معركة جنين، إن لم تكن أهمها على الإطلاق: "الكمين القاتل-الكمين المبارك." فقد سُمع إطلاق نار كثيف في الحارة الشرقية في المخيم، إذ في طريق صاعد يقابلك بيت الحريري في الجنوب مباشرة، وتنزل شمالاً إلى ساحة صغيرة يتموضع شرقها بيت خليل المصباح وغربها بيت أبو خرج, وتحته بقليل دكان أبو شادي.
لم يعرف البعيدون عن المكان ما الذي كان يحدث، وتوقع المقاومون بأنه يوم عادي كبقية الأيام، وبأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف إطلاق النار حتى يصل للمقاومين.
وقد كانت أسطرة هذا الكمين مبالغ فيها في بعض الأحيان، مع أنه كان كميناً طبيعياً-مهماً في ظل جاهزية المقاومين وعنجهية قوات الاحتلال الإسرائيلي وربما استخفافها بثقل مهمتها. وكان هناك الكثير من التخمينات عند الناس فيما بعد حول إطلاق النار الكثيف الذي تبين بأنه "الكمين المبارك-القاتل" وعدد القتلى من الجنود الصهاينة: فمنهم من قال بأنه تفجير وتفخيخ بيوت؛ ومنهم من قال بأن استشهادياً فجَّر نسفه في الصهاينة؛ ومنهم من عزا ذلك إلى التنظيم المحكم والدقيق من قبل المقاومين... وأما إسرائيل، فقد ادعت بأنه خطأ من مروحية إسرائيلية، يعني "نيران صديقة." وقد دعم رواية "الطائرة" أو ربما أضعفها، أخبار وإشاعات بدأت تتسرب للإعلام والجمهور الإسرائيلي بأن المقاومين قد أسقطوا مروحية يتواجد فيها وزير الحرب الإسرائيلي بنيامين بن إليعيزر، ورئيس هيئة الأركان شاؤول موفاز.
كانت الساعة بين الخامسة والسابعة مساءً (ولم نكن مدركين للزمن كما مرَّ سابقاً) عندما تحركت مجموعة من قوات الاحتلال الإسرائيلية راجلةً من حارة الدمج باتجاه بيت أبو بسام الحريري القريب من حارة الحواشين (والذي كانت تتمركز فيه قوة أخرى)، ومن ثم تقدمت باتجاه الساحة الصغيرة الموصوفة آنفاً, وبدأت التقدم بهدوء متسللة في غسق المغيب, وقد تواجد في المكان مجموعة من مقاومي الأمن الوطني والأشبال, والمقاومين غير المعروفين.
وما أن تقدم ضابط المجموعة الإسرائيلية حتى لاحظه أحد المقاومين دون أن يعلم بأن هناك قوات معادية كبيرة خلفه, فأبلغ ضابط المراقبة المقاومين بتقدم الضابط الإسرائيلي، فتم فوراً الاستعداد والصبر حتى يمر باقي الجنود ويصبحوا في مكان مقابل للمقاومين وتحت مرمى نيرانهم.
وما أن وصل الضابط في المقدمة وجنوده من خلفه منطقة الساحة الصغيرة حتى أمطرهم المقاومون بوابل من الرصاص الكثيف من طاقات المنازل والشبابيك العلوية (التي تحمي المقاومين من نيران العدو) للبيوت التي كانوا متمركزين فيها في الجهة الغربية فقط للساحة الصغيرة، فقتل الضابط وحاول بعض جنوده إنقاذه، فيما تخبط البعض الآخر وذهل من شدة الارتباك, فأصيب العشرات منهم, ومنهم من فرَّ باتجاه المقاومين دون أن يعرف أن قدماه تقودانه إلى حتفه.
وكانت القواعد العامة للمقاومين حاضرة في هذا الكمين كذلك: الهدوء التام, وعدم الكلام البيني في ساعة الصفر إلا بلغة الإشارة. لذلك، لم يشعر بهم جنود الاحتلال الإسرائيليين. وقد كان على رأس المقاومين: نضال النوباني, وأمجد الفايد, ومحمد الفايد، والأشبال, وأفراد من قوات الأمن الوطني.
كان الجنود يصرخون "إيما، آبا...روني", وقسم منهم دخل إلى الغرف التي يتواجد فها المقاومون فأجهزوا عليهم.
وكان هناك جندي صهيوني مصاب ويطلق النار، فلحق به إلى فرندة الأسير خليل المصباح المقاوم أمجد الفايد، والذي كان يتمتع بذكاء حاد وشجاعة نادرة وخبرة بالسلاح قل نظيرها, وأجهز عليه، وكان الفايد يطلق النار عليه ويقول: "هاي هدية للشهيد زياد العامر، وهاي للشهيد محمود طوالبة، وهاي للشهيد محمود الحلوة، وهاي للشهيد أشرف... إلى أن أصابه قناص بطلقة في رأسه، من بيت أبو بسام الحريري، ألحقها بقذيفة إنيرجي اخترقت بطنه, فسقط الفايد شهيداً.
ومن ثم انسحب المقاومون لمدة خمسة عشر دقيقة وساد الهدوء التام ولم يسمعوا أي صوت.
ثم عاد المقاومون مرة أخرى إلى المكان وصادروا كل قطع السلاح أم-16، ومجموعها إثنتي عشرة قطعة، وقطعة ميغ، ومسدسات, وجعب، وميرسات عسكرية، ومعدات أخرى.
وقد قام الشهيد نضال النوباني بأخذ ميداليات التعريف بالجنود الإسرائيليين من رقابهم, وتم خطف جثة جنديين ووضعهم في دكانة أبو شادي قبل الانسحاب.
هنا، كنتُ والمقاومين في بيت أبو عمر الطوب لا ندري ماذا يحدث في البيوت المجاورة. إلى أن جاءني اتصال هاتفي من الدكتور صائب عريقات ينقل فيه أن "الإسرائيليين يتحدثون عن هدنة. ماذا يحصل عندكم؟" عندها أخبرناه بأننا سنرد عليهم عبر (قناة) الجزيرة! هنا، أدركنا أنهم يريدون وقف إطلاق النار حتى يتم سحب جثث القتلى وتدارك الجرحى عن أمكن.
وكما كان ردنا للدكتور عريقات، جاء ردنا عبر قناة الجزيرة، حيث تم اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة جاء فيه: "إن من يريد التفاوض على إطلاق النار أو وقفه، فعليه التفاوض فقط مع الرئيس ياسر عرفات في المقاطعة."
وبعد ذلك، نُقل إلينا بواسطة اللواء محمد ضمرة واللواء فيصل أبو شرخ أن الرئيس الراحل ياسر عرفات دمعت عيناه عندما سمع منا هذا الكلام, وقال لكل من حوله: "هؤلاء هم الأبطال يرجعون القرار إلي وأنا محاصر."
وقد كان لهذا دلالة على وحدانية القيادة وشرعيتها، وعلى انتماء المحاصرين من مخيم جنين إلى أولئك المحاصرين في المقاطعة وعلى رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات. كما كانت هناك رمزيات ذات دلالة عالية، بل وأسطورية، بالمعنى الحقيقي لا للمبالغة، أن مخيم جنين يثأر للرئيس المحاصر، حيث كان لهذا للكمين المبارك الدور الأكبر في رفع معنويات الفلسطينيين حتى السماء. فإضافة إلى النتائج المبهرة في عدد القتلى والجرحى والخسائر في الكمين، وفي مفارقة حربية رائعة، تبين أن الجندي المتطرف غادي يتسحاق عزرا من مستوطنة "بات يام" المقامة على الساحل الجنوبي لمدينة يافا الـمُحتلة (والذي اشتهر بوصفه لجنين كـ "جحر الأفاعي"، ويعتقد بأنه الجندي الأول الذي ظهرت صورته في اقتحام مقر المقاطعة في رام الله لمحاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات-انظر الملحق رقم (3)، قد قتل في اليوم الرابع من المعركة بتاريخ 4/4/2002. يا لأقدار رام الله، ويا لأقدار جنين، ويا لروعة المقاومة التي تقوم بجعل المعتدي يدفع الثمن غالياً قبل أن تجف دماء شهداء المقاطعة!
وأثناء انسحاب المقاومين من مكان الكمين، قام أحد القناصة الصهاينة بإطلاق النار على القائد نضال النوباني فسقط شهيداً لاحقاً بأخيه الشهيد شادي النوباني الذي استشهد رفقة الشهيدين محمود الطوالبة وعبد الرحيم فرج.
وما هي إلا لحظات حتى قام قناص صهيوني آخر بإصابة محمد الفايد في رأسه فسقط شهيداً، ولحق أخاه الشهيد أمجد الفايد.
وقد كانت نتيجة هذه العملية أو "الكمين القاتل"، كما سماه الإسرائيليون أو "الكمين المبارك" كما نسميه نحن، مقتل ثلاثة عشر جندياً وإصابة عشرين آخرين.
وفي المقابل، كان من الملاحظ أن قطع السلاح كلها مدموغة بلون أحمر على الكعب وكان أينما توجه المقاومون تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلية بإطلاق النار واستهداف المناطق التي يتواجدون فيها بالصواريخ، وهذا على ما يبدو هو أدى إلى استشهاد نضال النوباني من خلال ملاحقة بندقيته التي كانت "معلَّمة" أو "مدموغة" بصورة تمكِّن من تتبعها عن بعد.
ومن المواقف المضحكة التي حصلت في هذا الكمين المبارك أن اثنين من الأخوة المقاومين حُشروا في بيت مجاور يعود لأسرة الأسير خليل المصباح, وحاصرهم جنود الاحتلال الإسرائيليين, وبدأوا يطرقون عليهم أبواب البيت.
عندها طلبوا من عجوز في البيت أن تقول للجنود إنهم أبنائي, فقالت للجنود أنا لا أعرفهم! فبدأ أحدهم يتمارض، فيما بدأ الآخر بلف قدم جندي مصاب بالشاش.
عندها، اعتقلهما الجنود الصهاينة، وتم استخدامهما كدروع بشرية لكي يتقدم الصهاينة وينتشلوا الجثث. أما الجثتان في دكان أبو شادي، فقد بحثت عنهما قوات الاحتلال في كل مكان دون جدوى، إلى أن أحضرت الكلاب المدربة وتم إيجادهم وإخراجهم من الدكان.
هذا الكمين المبارك الذي هز أركان حكومة الاحتلال الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي العنصري والمضلل، وفاجأ العرب المتفرجين، والمجتمع الدولي الصامت... رفع المعنويات لدى الشعب الفلسطيني في كل مكان, وجعل المحللين الإسرائيليين يقولون بأن مخيم جنين تحول من الدفاع إلى الهجوم, وأجبر القيادة السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية على التحول إلى قيادات عسكرية وميدانية خوفاً من الفضيحة وردة فعل الشارع الإسرائيلي والتي قد يدفع ثمنها شارون نفسه سياسياً.
لذلك، أشرف أرئيل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلية، على العملية مباشرة من حرش السعادة، شأنه في ذلك شأن وزير الحرب بنيامين بن إليعيزر الذي تابعها من مروحية في السماء, وكذلك رئيس هيئة الأركان شاؤول موفاز من منطقة الجابريات رفقة موشي يعلون. وقد كان رأي بعض القادة الإسرائيليين ضرب المخيم بقنابل زنة طن اسمها "زرعيت" ومحو المخيم وتدميره، كما حصل في حادثة اغتيال الشهيد صلاح شحادة في حي الدرج في غزة.
أما بعد هذا الكمين المبارك، فقد ازدادت وتيرة هدم بيوت المخيم بشكل كبير، فاستمر هدم حارة الحواشين من أربع جهات. وكما قال أحد الجنود الإسرائيليين المتطرفين: "إنني أمرت بأن أقوم بعمل مكان يشبه ملعب كرة القدم." وهذا ما تم تدميره من حارة الحواشين، وجزء من حارة الدمج، وما تم حرقه من الحارة الغربية.
ذلك لا يدل إلا على إفلاس القيادة الإسرائيلية النازية. وفي المقابل، فقد جاء في تقرير اللجنة الإسرائيلية التي شكلت لمعرفة ماذا حدث في هذا الكمين, بطلب من أهالي القتلى والجرحى الإسرائيليين, تبين أنه لم يقتل أي جندي بأي نوع من أنواع المتفجرات أو نيران صديقة وكل الجنود المقتولين هم نتيجة إصابتهم برصاص المقاومين الفلسطينيين.
وبعد هذا الكمين المبارك، كذلك، كان لازماً على الحكومة الإسرائيلية إنهاء هذه المعركة وبأسرع وقت ممكن لأن المجتمع الإسرائيلي لا يتحمل مثل هذه الخسائر, والجيش الإسرائيلي قد ضُرب معنوياً وأسيء إلى سمعته السيئة كجيش محترف ومدرَّب، أي كجيش محترف في اقتراف المجازر.
أما أثناء الليل، والاشتباكات دائرة في منطقة الكمين, فقد كنتُ مع مجموعة من المقاتلين في بيت أبو عمر الطوب في حارة الحواشين، وكان السهر والمراقبة بالتناوب وحدثت الكثير من المواقف الطريفة، من باب المضحك-المبكي، وكان مع المقاومين في نفس البيت الشبل سعيد الطوباسي (وهو محكوم الآن بـ 31 مؤبد!) يحمل حقيبة متفجرات ويجلس طوال الوقت على الباب الرئيسي للمنزل وكأنه طالب مدرسة ملتصق بحقيبته. وكان كل الكلام يدور حول الشهادة والجنة والحور العين والضحكات كانت تملأ المكان أحياناً والدعاء أحياناً أخرى.
وكان في نفس البيت زكريا زبيدي، قائد كتائب شهداء الأقصى لاحقاً, فجاء إلى البيت إياد السلفيتي, ووائل أبو السباع, وكانا متعبين ومرهقين وأرادا أن يرتاحا فأشار عليهما زكريا زبيدي أن يذهبا إلى المطبخ، إذ هو مكان آمن ويوجد فيه فراش وبعض الطعام, وما أن وصلا إلى الباب وإذا بصاروخ يدخل من الشباك ويخرج من الحائط في الجهة الأخرى، فعاد إلينا إياد ووائل ورأسيهما يكسوهما غبار الانفجار، وكأنما قد صعقا بتار كهربائي، فملأت الضحكات المكان بشكل هستيري!
وأثناء السهر والمناوبات، كان علام القنيري قلقاً جداً, وكان كلما مر من ممر درج البيت وضع يده على راس أخيه علي والذي كان في نوبة سهر، وكان المناوبون يضعون بطانية على أكتافهم من البرد والسلاح أو العبوات أمامهم, وكنت أسأل علام: لم القلق؟ فكان علام القنيري يقول لي: "أنا لست قلقاً على نفسي بل على أخي." وهذا الشعور الأخوي كان شعور كل المقاومين الذين لهم أخوة في المعركة. فأنا كان أخي عبد الله معي في المعركة، وكنت أحاول إخراجه بأي طريقة، ولكنه كان يرفض لأن "الأعمار" كما كان يقول دائما "بيد الله، ولا يستطيع أي أحد تغيير قضاء الله وقدره، ولا يوجد أروع من أن يكون الأخوة شهداء."
ونحن نجلس في هذا البيت, جاءنا المقاوم عبد الله الوحش وهو متعب ومرهق, وكنا نعلم باستشهاد محمود طوالبة, ولكن لم نرد التحدث بالموضوع لأن محمد طوالبة موجود معنا, فما كان من عبد الله إلا أن قال محمود استشهد, فطلبنا منه السكوت فأصر على أنه رآه بنفسه, فحمد أخوه، محمد طوالبة، الله تعالى وصلينا معا صلاة الغائب عليه.
يتبع ..