غزة : تقرير يتحدث عن "عسكرة الخطابة "يتسبب بفصل صحفية
قرر المكتب الاعلامي الحكومي في قطاع غزة فصل الصحفية عروبة عثمان من وكالة "الرأي" التابعة لحكومة حماس بسبب نشرها تقريرا ينتقد حملة أطلقتها وزارة الداخلية في غزة، ما أثار ردود أفعال واسعة بموازاة ردود الأفعال التي صدرت عن قيادات حماس والمقربين من الحركة حول ما نشرته الصحفية عثمان.
وعلقت الصحفية عروبة على القرار بقولها: "إن مسّهم قلمُنا، جرّدونا من أخلاقنا ونزعوا عنا فلسطينيتنا!".
وتعمل عثمان في وكالة "الرأي" الحكومية منذ ما يقارب العام، لكن التقرير الذي كتبته عن حملة "ضباط على منابر رسول الله" والتي أشرفت عليها داخلية غزة بالسماح لبعض الضباط بأداء خطبة صلاة الجمعة بلباسهم العسكري، ونُشر في صحيفة الأخبار اللبنانية الأسبوع الماضي كان السبب وراء فصلها من العمل.
وأكدت عروبة لـ القدس دوت كوم، أن قرار فصلها من وكالة "الرأي" بسبب شكوى قدمتها وزارة الداخلية ضدها بسبب التقرير، حسب ما أُبلغت من دائرة الشؤون القانونية في الوكالة.
وكتب محرر الشؤون الفلسطينية في صحيفة الأخبار اللبنانية، مقدمة للتقرير قال فيها "شيئاً فشيئًا تشق الفاشية طريقها إلى غزّة، فبعد عدد من القوانين الغريبة التي فرضتها حركة «حماس»، والمتعلّقة بالمظهر الخارجي للسكان، حملة جديدة بدأتها الحركة تدعو إلى استبدال خطباء المساجد بالعسكر!".
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس، إياد البزم، ان وزارته تكفل حرية التعبير في قطاع غزة وتقدم التسهيلات المطلوبة للصحافيين.
وقال البزم في تصريح صحفي "ان ما ورد عبر الصحيفة اللبنانية كان منافٍ للحقائق"، معتبرا ما ورد بأنه "جزء من حالة التشويه المتعمدة بقلب الحقائق وتضخيم الأحداث" حسب قوله.
وأثار التقرير ردود فعل كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن ناشطين وناطقين باسم حماس ووزارة الداخلية التابعة لها عبروا عن ردود فعل شديدة تجاه الصحفية عثمان، إذ وصل بهم الإمر إلى اتهامها بـ "تشويه صورة المقاومة" وتعدى ذلك ليصل حد "الخيانة"، كما أن البعض هددها بالملاحقة.
وكثيرا ما كانت آراء الصحفية عروبة عثمان تثير ردود فعل متباينة عندما تدافع عن حكومة حماس والمقاومة في غزة رغم الاختلاف الأيديولوجي لعروبة عن الحركة الإسلامية، وهو ما كان يثير إعجاب المقربين من حماس والناطقين باسمها في ذلك الحين.
وسارعت جريدة الأخبار اللبنانية إلى إصدار توضيح حول التقرير أكدت فيه أن محرر الشئون الفلسطينية هو من كتب مقدمة التقرير التي اشتملت على وصف حماس بـ"الفاشية"، وأكدت الجريدة أنها تقف إلى جانب مراسلتها وتدعمها من أجل حرية الرأي والتعبير.
وبينت الصحفية عثمان أن شكوى قُدمت ضدها لدى النيابة العامة، إلا أنها لم تتلق حتى الآن استدعاء رسميا من النيابة، مرجعة السبب لإمكانية احتواء الموقف مجددا بعد التوضيح الذي أصدرته جريدة الأخبار اللبنانية.
ورفض ناشطون وصحفيون فلسطينيون قرار فصل الصحفية عثمان على خلفية كتابتها تقريرا ينتقد طرفا معينا، معتبرين أن ذلك تقييد لحرية الرأي والتعبير.