مرضى الفشل الكلوي بالخليل.. دواء مفقود ومعاناة لا تنتهي
جويد التميمي
غرف ضيقة، وعربات تالفة، وأسرّة غير كافية، وتجهيزات وأجهزة طبية بحاجة إلى صيانة، وكراس متنقلة مهترئة ونظافة غير مرضية للأغطية والمكان.. هذا هو حال قسم غسيل الكلى في مستشفى الخليل الحكومي.
ويطالب مرضى الفشل الكلوي بالعمل على توفير المعدات والتجهيزات المناسبة لهم والأدوية، خاصة حقن 'ايبركس' Eprex الذي يعالج فقر الدم لدى المصابين بالفشل الكلوي المزمن ويخضعون لغسيل الكلى.
وقالت اعتماد سمامرة من بلدة الظاهرية لـ'وفا'، وهي تحمل وحدة دم لزوجها أحمد (60 عاما)، إنه يخضع لغسل الكلى منذ ثلاثة أعوام، بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، ولعدم توفر دواء 'ايبركس' منذ أكثر من شهرين في مستشفى الخليل الحكومي، يضطر الأطباء للاستعاضة عنه بوحدات من الدم ليستطيع الوقوف على قدميه.
وأضافت سمامرة: الحياة صعبة. أعيل أربع طفلات وأعتمد على ما تقدمه لنا وزارة الشؤون الاجتماعية من مخصص مالي قليل. مبلغ 700 كل ثلاثة أشهر لا تفي بحاجة أطفالي وزوجي المريض، كما أن تكاليف المواصلات باهظة، لذلك أطالب بتوفير مركبات لنقل مرضى الكلى، خاصة أننا نعاني من أوضاع اقتصادية صعبة. نريد العيش بكرامة...
وبخجل وحزن عميق ظهر على محياها، قالت سمامرة 'ليتهم يوفرون الدواء، والأجهزة والمعدات الطبية المناسبة لمرضى غسيل الكلى.. ليت وزارة الصحة وأهل الخير ينشئون مراكز أخرى لهؤلاء المرضى في محافظة الخليل'.
وقال عادل أبو عيشة (50 عاما)، الذي يعاني من فشل كلوي لـ'وفا'، إن الخدمة في قسم الكلى بمستشفى الخليل الحكومي سيئة جدا بسبب عدم توفر الأدوية والتجهيزات المناسبة. 'يكفينا المرض وما نعانيه'.
وأشار محمد جهاد التميمي (46 عاما) الذي يعاني من الفشل الكلوي منذ سبع سنوات، إلى نقص الأدوية وخاصة 'ايبركس' وعدم توفره منذ شهور عدة، وقال 'جهاز فحص الكلى والحديد والفسفور يحتاج إلى برمجه، والمختص حسب أطباء المستشفى وإدارته سوف يأتي من تركيا لتشغيل الجهاز، لذلك يطلبون منا إجراء الفحوص والتحاليل في المختبرات الخارجية شهريا، وهذا الحال منذ 7 أشهر.
وأوضح المريض محمود قباجة (52 عاما) من بلدة ترقوميا ويعيل 11 نفرا ويغسل كلى منذ 7 سنوات، أنه يضطر منذ عدة شهور لإرسال ابنه لشراء دواء 'ايبركس' من الأردن بسبب ارتفاع ثمنه.
وطالب قباجة بالوقوف إلى جانب مرضى الكلى وغيرهم كواجب ديني وإنساني ووطني وأخلاقي يحتم على الجميع مساعدتهم. وقال 'معاناتنا في قسم الكلى تتمثل بالاكتظاظ، حيث يزيد عدد المرضى عن 175، منهم 26 مريضا في قسم العزل، وعدم وجود أدوية وغرف صحية معقمة وعازلة للمرضى، حيث إن بعض الأمراض تنتقل عن طريق العدوى، إضافة إلى عدم توفر الكراسي الطبية الحديثة الخاصة بالمرضى، وعدم توفر النظافة المطلوبة للأغطية والأطعمة والمكان.
من جانبه، ردّ مدير مستشفى الخليل الحكومي وليد زلوم، على أسئلة مراسل 'وفــا' الخاصة بقسم الكلى وما يعانيه جراء نقص الأدوية والتجهيزات الطبية قائلا: دواء 'ايبركس' غير متوفر في فلسطين كما الكثير من المتطلبات الحياتية غير المتوفرة.
وتابع: المعدات الخاصة بقسم الكلى غير مرضية وغير كافية، يوجد في المشفى 175 مريض كلى، ونحن نزود وزارة الصحة يوميا باحتياجاتنا 'المشكلة في توفير أموال للشركات التي تورد أدوية لوزارة الصحة، نحن لدينا أولويات بخصوص المرضى .. وإذا لم يتوفر هذا الدواء نستعيض عنه بوحدات دم تعطى للمرضى.
بدوره، أكد مدير مستودعات الأدوية بوزارة الصحة نضال الجعبري لـ'وفا' أن الحقن الخاصة بمرضى الكلى أي دواء 'ايبركس'، وردت الوزارة عددا بسيطا منها للمستشفيات خلال الأسبوع المنصرم، وسيتم توفيرها في المستشفيات خلال عشرة أيام على أبعد تقدير، حسب وعود شركات الأدوية للوزارة.
وأضاف أن السبب في عدم توريد الأدوية هو الوضع المالي، وأن اتحاد موردي الأدوية يرفض منذ شهر توريد الأدوية للوزارة.