اطلاق كتاب "المعركة من أجل العدالة في فلسطين" في واشنطن
سعيد عريقات- نظم "مركز فلسطين"، المعهد الفكري والبحثي الوحيد في العاصمة الأميركية واشنطن التي تضم العديد من مراكز الأبحاث المنحازة لإسرائيل، ندوة للمفكر الفلسطيني الأميركي علي أبو نعمة لإطلاق كتابه الجديد "المعركة من أجل العدالة في فلسطين".
وقال أبو نعمة الذي يستهدفه اللوبي الإسرائيلي وأجنحته العربية، في مركز فلسطين امس الأربعاء 9 نيسان 2014، الذي صادف الذكرى السادسة والستين لمجزرة دير ياسين التي ارتكبتها "المنظمات الإرهابية الصهيونية الأرغون وشتيرن وانضمت إليها الهجناة فيما بعد بقيادة مناحيم بيغن" بحسب تقارير الاستخبارات البريطانية: "إن المعركة من أجل العدالة في فلسطين تستعر بازدياد وتحظى بتأييد تصاعدي في العالم الذي يرى العنصرية الإسرائيلية العارية والممنهجة ضد الفلسطينيين، عبر انتشار المقاطعة في الجامعات الأميركية والأوروبية وفي كل مكان في العالم وازدياد المقاطعة لبضائع ومنتجات الاحتلال الإسرائيلي العنصري" ضد الفلسطينيين.
وقال علي أبو نعمة :"إن المطالبة الإسرائيلية باعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل مطالبة عنصرية سافرة تعطي مجموعة عرقية محددة حق الأفضلية الإنسانية على حساب مجموعات بشرية أخرى، تحلل التطهير العرقي وتبرر الإبادة الجماعية للمواطنين الفلسطينيين، وتريد اتخاذ ضمانات عالمية لحققها ممارسة هذه العنصرية المقززة إلى الابد، بغض النظر عن عامل التزايد الطبيعي للسكان، ولسلب حقوقهم الطبيعية والإنسانية ليس فقط في الوقت الراهن بل على المدى البعيد".
ووجه أبو نعمة، وهو محرر ومؤسس النشرة الفلسطينية "الانتفاضة الالكترونية"، انتقادات لاذعة للمفكرين والأكاديميين الليبراليين الأميركيين "الذين يغضون الطرف عن رواج هذا النوع من الشعارات العنصرية ويريدون للفلسطينيين القبول بأنظمة وقوانين للفصل العنصري، وتسمح لإسرائيل بانتهاج وممارسة الترحيل القسري الجماعي والتطهير العرقي والفصل العنصري، وهو ما لا يمكن أن يقبلوا به بأي درجة من الدرجات في الولايات المتحدة، أو أي مكان آخر".
وأشار إلى "خطاب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الأمم المتحدة في (11 تشرين الثاني) 1974 الذي قال نريد أن نعيش مع اليهود في بلد واحد بمساواة وعدل ولا نريد أن يرحل يهودي واحد من فلسطين".
وكان ابو نعمة اصدر عام 2007 كتابه "بلد واحد" الذي دعا فيه لقيام دولة واحدة تضم اليهود والفلسطينيين العرب بمساواة كاملة في فلسطين التاريخية، ما اثار جدلاً لا يزال يحتدما رغم مرور سبعة أعوام على نشره.
وفي معرض رده على سؤال وجهته القدس دوت كوم بخصوص "المبادرة التي يجب أن تلتف حولها الأجيال الفلسطينية في ضوء الجمود القائم، وتكهن الخبراء بعدم قيام انتفاضات مستقبلية، وعجز السلطة الفلسطينية عن تحقيق هدف إنهاء الاحتلال عبر المفاوضات اللانهائية قال أبو نعمة: "إنها قائمة وتقوم اليوم بنشاط متصاعد وذلك من خلال تصعيد المقاطعة وتضييق الخناق على نظام الاحتلال الإسرائيلي العنصري، نراها في الجامعات والمؤسسات الدولية وفي أرض الوطن ووعي الفلسطينيين الذي يكبر وتكبر معه قدراتهم على التحدي وفهم قضيتهم ليس فقط من خلال المعاناة اليومية التي يواجهونها، بل من المنظور الإنساني الأوسع الذي يعزز أواصر التضامن بين الفلسطينيين والمطالبين بالعدل والمساواة في كل مكان".
وطالب أبو نعمة بإنهاء "مهزلة المفاوضات" التي تبرر إسرائيل وداعمتها الأولى الولايات المتحدة، من خلالها استمرار الاحتلال وسرقة الأراضي الفلسطينية وأسر المئات من الفلسطينيين وقتل أطفالهم "تحت ستار أن هناك عملية سلام، وهو ما أصبح تجارة كبيرة يستفيد منها الانتهازيون في واشنطن وإسرائيل والأراضي المحتلة".
وأظهر أبو نعمة بالأدلة كيف "يستخدم الاحتلال الإسرائيلي العنصري الفلسطينيين كحقل تجارب تستخدمه الولايات المتحدة فيما بعد في انتهاج الأساليب المجربة من قبل الاحتلال العنصري الإسرائيلي، سواء في بناء الأسوار على الحدود الأميركية المكسيكية، ووسائل الاستجواب نفسها التي استخدمها الاحتلال الأميركي في العراق (سجن أبو غريب)".
يشار إلى أن 9 نيسان صادف أيضاً سقوط بغداد وبسط الاحتلال الأميركي في العراق.
وأشار أبو نعمة إلى "ارتفاع التضامن بين الفلسطينيين الذي يناضلون من أجل انهاء الظلم والعنصرية التي يواجهونها يومياً من قبل احتلال عسكري لا يتورع عن ارتكاب الجرائم المتعاقبة ضد العزل والأبرياء والأطفال، وبين هؤلاء العمال في العالم، في المكسيك، وفي أميركا اللاتينية. العمال المكسيكيين هنا في الولايات المتحدة الذي يستخدمون بالسخرة تقريباً تحت ابتزاز الترحيل، وهو ما يعطينا في مواجهة دعاة العنصرية الإسرائيلية القوة والثبات والتأييد الذي تبدو فوائده الملموسة منذ اللحظة الأولى".
وأطلع أبو نعمة مستمعيه على "أن الولايات المتحدة تتعاقد مع شركات أمنية صناعية إسرائيلية، توفر للولايات المتحدة زبدة تجاربها في قمع الفلسطينيين ونكران العدالة لهم، والتي بدورها تمارسها الولايات المتحدة في طرد ملايين العمال المكسيكيين على سبيل المثال".
وختم أبو نعمة محاضرته مشيرا الى أنه "لا يمكن إعادة التاريخ إلى الوراء، وان الفلسطينيين سينتصرون حتماً".