مع الحياة الثقافة حياة معرض الكتاب واحد من مباهجها - فتحي البس
غمرتني السعادة في حفل افتتاح معرض فلسطين الدولي التاسع للكتاب مساء الخميس في احد مرافق بلدية البيرة.مئات من الفلسطينيين كي لا ابالغ وأقول آلاف، كانوا هناك، يتدافعون بين رفوف الكتب للاطلاع على معروضاتها.
فرح غامر ساد الافتتاح رغم التعب ومظاهر الارهاق الذي بدى واضحا على وجه وزير الثقافة وفريق عمله من مدير المعرض وزملائه وزميلاته المسؤولين عن انشطة المعرض وترتيباته، الذين عاشوا على اعصابهم لفترة طويلة وهم يواجهون صعوبات وعقبات ،ما ان يتجاوزوا احداها،حتى تبرز أخرى،لكن الاصرار على النجاح ولو بدرجة ادنى من الكمال وضمن الممكن،مكنهم من العبور من خوف الفشل الى سعادة النجاح لحظة الافتتاح.
ظهر في الاحتفال بعض الارتباك والقليل من الفوضى ودرجة مقبولة من توتر اعصاب المشرفين واسئلة عن بعض النواقص في الترتيبات ،لكن ذلك كله تلاشى عندما تفهم الجميع ان سيطرة اسرائيل على قرار دخول الكتب وتوقيته واصدار تصاريح الدخول في اخر لحظة،وانشغال عدد كبير من المسؤولين عن المعرض في متابعة قضايا كانت ستكون محلولة بدون وجود الاحتلال، رغم نقد موضوعي وقد يكون مصيبا ان درجة التنسيق يمكن ان تكون افضل والتغلب على الصعوبات يمكن ان يكون اسهل لو وضع من زمن اطول برنامج عمل يأخذ بعين الاعتبار اننا لا نتمتع بحرية الحركة والقرار وان اختيار المكان في ظل عدم وجود ارض معارض يجب ان يتم مبكرا جدا، لان اختيار المكان اساس بقية الاجراءات ويمكن طاقم الاشراف على المعرض من العمل براحة تؤدي الى الابداع شكلا ومضمونا وبكلف أقل.
شكرا لكل من اسهم في جعل اقامة المعرض ممكنا رغم كل المعوقات. كل التعب والتوتر والنقد مصيبا كان او خاطئا ذهب ادراج الرياح في ظل بهجة الثقافة –الحياة، التي ظهرت على وجوه المستهدفين من اقامة هذا المعرض، ابناء وبنات الشعب الذين انشغلوا بفرح غامر بتصفح الكتب او اقتنائها او قراءة عناوينها وأسماء مؤلفيها، وتبادلوا مع الضيوف التحايا وناقشوا بعضهم بعضا فيما يقتنون بشكل مبكر قبل نفاذ عناوين مهمة، والاروع بالنسبة لي،حلقات صغيرة هنا وهناك، تناقش محتوى كتاب، وتثني على المعرض وتتواعد على اللقاء في زيارات اخرى وسمعت بعضا من الاتصالات الهاتفية تحث من لم يحضر من الاصدقاء والمعارف على اغتنام الفرصة.
الثقافة حياة، وجنبات معرض الكتاب وأروقته فرصة رائعة للبهجة والمعرفة والفرح الذي يصر الفلسطينيون على اقتناصها ،فهم يعرفون ان عدوهم الاحتلال والجهل.كلاهما يفسد الحياة.
معرض الكتاب - مظهر مبهج للحياة - زيارته تقاوم الاحتلال والجهل.
واكرر الفلسطينيون يقاومون صعوبات الحياة ويبحثون دائما عن مباهجها لانهم ضد الاحتلال والجهل.