في اليوم الثاني لمعرض فلسطين الدولي التاسع للكتاب " فلسطين في عيون المغاربة" نضال مشترك وعلاقة وجدانية خالصة سميرة القادري تغني لفلسطين والموريسكيين معا وعرض الحكواتي للاطفال
افتتح معرض فلسطين الدولي للكتاب بنسخته التاسعة اولى فعالياته الثقافية بامسية في قاعة ضيف الشرف، للروائي والناقد المغربي د.محمد برادة، والروائي والاديب يحيى يخلف للحديث عن " فلسطين في عيون المغاربة والمغرب في عيون الفلسطينيين" وادار الامسية وقدم لها د. محمد نعيم فرحات.
وقدم المتحدثون عرضا تاريخيا للعلاقات الفلسطينية المغربية وتطور القضية الفلسطينية وانعكاساتها على المملكة المغربية في مرحلتي النضال ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني ومرحلة التحرر من الاستعمار ومساهمة المغاربة في رفد القضية الفلسطينية سياسيا وثقافيا.
ورأى برادة في كلمته أن علاقته بفلسطين نتيجة انتمائه الى المغرب، والى حقل الثقافة العربية الواسع، لأن جزءا من الذاكرة المشتركة ودور الابداع الفلسطيني البارز في المقاومة يطرحان أسئلة لها جذور متواشجة تمتد من مطلع القرن العشرين إلى اليوم. وأضاف: " إن النظر لفلسطين واستجلاء صورتها وبصماتها في نفسي وذاكرتي هو في الآن نفسه تلمس لأهم اللحظات التي تتصل وتنفصل من أجل اعادة صوغ سؤال الهوية في صيرورتها".
واعتبر أن فلسطين بعيدة وقريبة تجللها بطولات صلاح الدين الايوبي وعز الدين القسام ويحف هالتها السواد والنكبة والتهجير والاحتلال لذلك فهي علاقة وجدانية خالصة تجعل من فلسطين امتدادا لفضاء حميمي يخبأ بين القميص والمسام ويرعى كما الجرح السري الثاوي في الاعماق.( تنشر الحياة الثقافية،نص كلمة الروائي والناقد محمد برادة في وقت لاحق )
وفي كلمته اعتبر يحيى يخلف أن الحديث عن فلسطين في عيون المغاربة لا يوحي بقراءة أو استقراء العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمغربي من خلال التعبير الادبي والفني فحسب وانما يتعدى ذلك الى ثقافة شعبية تمثل سلوك كل شعب على حدة انطلاقا من وحدة المصير القومي وروابط اللغة والتاريخ والمعتقد، ورأى أن هذه المعطيات تجسدت في تحالف الشعوب العربية منذ العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 وحرب اكتوبر والحرب الاميركية على العراق، وفي دعم الشعوب للقضية والثورة الفلسطينية.
ورأى أن التلاحم بين الشعبين الفلسطيني والمغربي لم يأتي من فراغ ولكن رافق نضال الشعبين في مرحلة مبكرة من القرن العشرين حين وقع كلا منهما تحت براثن الاستعمار، بعد الحرب العالمية الأولى.
وأضاف أن من بين القادة الكبار الذين صنعوا مع الشعب المغربي حركة وطنية جديدة ظهر عدد منهم مهتم بالمعرفة والثقافة في الدول العربية وكان لهم اهتمامات فكرية ومنهم ابو بكر القادري وفي الفترة التي كانت هذه الحركة تناضل من أجل استقلال المغرب توجه أنظارها نحو فلسطين، والهجرة اليهودية والخوف على ضياعها، لذلك فتعامل الشعب المغربي مع القضية الفلسطينية كتعامل الاب مع أبنائه، فبعد الاستقلال تعمقت القضية الفلسطينية في وجدان الشعب المغربي أكثر.
أما د. محمد نعيم فرحات وفي تقديمه للامسية رأى أن المغرب عندما يتطلع الى فلسطين لا ينظر الى خارجه لان فلسطين توجد أعماقه ووجدانه، وهي تقع في صميم ممتلكاته الرمزية والروحية للوعي والمخيال الفردي والجمعي للمغاربة لذلك تصبح زيارة فلسطين بالنسبة لهم ولمسها باليد والعين والروح هو نوع من المصادقة على ما يوجد في الوجدان.
وقدم عدد من الحضور مداخلات حول العلاقات الفلسطينية المغربية في حين استذكر الضيوف المغاربة الكاتب والمناضل الفلسطيني الراحل واصف منصور ودوره بالتعريف بالقضية الفلسطينية في المغرب التي عرفها الكثيرون من خلاله واعتباره نموذجا للتضامن المغربي الفلسطيني، كما وقف الحضور دقيقة صمت على روحه.
وفي وقت آخر وضمن فعاليات المعرض قدمت الحكواتية دينيس أسعد فقرة حكايا للأطفال بمشاركة الحكواتية المصرية عارفة عبدالرسول، تخللها وبمشاركة الاطفال فقرات غنائية للفلوكلور والتراث الفلسطيني، في جناح مؤسسة تامر، كما قدمت الحكواتية عبدالرسول حكاية استوحتها من طفولتها وعملها مع والدها في محل البقالة بمدينة الاسكندرية.
في مسرح القصبة قدمت فرقة ارابيسك بقيادة الفنانة المغربية سميرة القادري عرضا فنيا جمع التراث الاندلسي والمغربي والصوفي باللغة العربية والقشتالية القديمة، وقدمت القادري عددا من أغنياتها التي تحاكي مأساة الشعب الموريسكي وتهجيره وقتله الأمر الذي رأت فيه قاسما مشتركا مع القضية الفلسطينية باعتبارها احدى المدافعات عن القضية الموريسكية كما تقول. وبمشاركة الاخوين شروق وماهر الشافعي من فلسطين، اللذان رافقا القادري بعد تعذر وصول فرقتها بسبب الاجراءات الاحتلالية الاسرائيلية، وقدم الحفل الشاعر عرفات الديك.
وضمن فعاليات اليوم الاحد، ندوة بعنوان " النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد في الثقافة الاسلامية والعربية" يتحدث فيها رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة، وتقديم محمود اللبدي الساعة الواحدة ظهرا، وتهدف الندوة الى الحديث وتوضيح موقف الثقافة العربية و الاسلامية الرافضة للفساد، وتبيان أهم الاسس الثقافية والقانونية والاستراتيجية التي قامت عليها عملية مكافحة الفساد في فلسطين.
كما يستضيف المعرض أمسية شعرية لعدد من الشعراء في متحف درويش، للشعراء وفاء العمراني، ادريس الملياني " المغرب" مي صايغ، يوسف المحمود، هلا الشروف، رشدي الماضي من فلسطين. في الساعة الخامسة مساء، ويدير الامسية الشاعر ايهاب بسيسو
ويستضيف المعرض على مسرح القصبة عرض فني ترحيبا بضيوف المعرض، لـ فرقة اصايل والفنان باسل زايد عند الساعة الثامنة مساء.