الموقف: إنتهاك اسرائيل لقوانين وقيم التحرر الوطني المشروعة في المواثيق الدولية
عكست الصحافة الاسرائيلية فزع ساسة اسرائيل، واخذت تربط بين حرية القائد الوطني الفلسطيني (مروان البرغوثي) وعودة رئيس الحكومة السابق الدكتور سلام فياض لموقعه من ناحية، واطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد المعتقل في الولايات المتحدة بتهمة الخيانة، كمحاولة لإثبات قدرتهم على تقرير (نهاية من نوع ما) للرئيس ابو مازن، الذي تجرأ على مس سيادة اسرائيل وكرامتها القومية بإصراره على التوجه إلى المؤسسات الدولية، كما قال آفي فارتسمان، نائب وزير من حزب "البيت اليهودي !
ما كان الشعب الفلسطيني ممسكا بزمام قراره الوطني المستقل بقوة مثلما هو الآن، ولن يسمح بتكرار مشهد اغتيال الرئيس عرفات، أما الدكتور سلام فياض فانه لن يقبل مهمة جديدة في السلطة الوطنية تبدو كاستجابة لشرط دولة الاحتلال اسرائيل.
مجرد التفكير بمبادلة مناضل وطني من اجل الحرية والاستقلال (البرغوثي) بجاسوس متهم بجريمة خيانة عظمى (بولارد) انتهاك لقوانين وقيم التحرر الوطني المشروعة في المواثيق الدولية، ولقوانين العالم وابتزاز فج للإدارة الأميركية، ورسوب معيب لإدارة اوباما، ان رضخ وقرر تسريح الجاسوس بولارد، وتعبير عن بؤس من يظن أن حرية البرغوثي ستمثل ضغطا على الرئيس أبو مازن، ما سيدفعه للتراجع، فهذا جهل وقراءة خاطئة لطبيعة ونمط وعقلية ومنهج الرئيس السياسي والأخلاقي والوطني، فالرئيس يريد الحياة والسلام والحرية لكل فرد من الشعب الفلسطيني ومن شعوب دول العالم، وكرس حياته من اجل هذا الهدف، مدفوعا بعقيدة الوفاء للأسرى والثوابت والحقوق الفلسطينية، ولن ينهيها بخيانة.
الفروق واضحة بين رئيس يناضل من أجل دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، تؤسس لسلام في المنطقة والعالم، وبين رئيس حكومة (دولة اسرائيل) المساهم فعليا بعزلها ونبذها عالميا، وتحويلها الى دولة ابارتهايد، تمييزية، المندفع برغبة تأجيج الصراع، المتعارضة مع رغبة معظم الاسرائيليين في السلام.