في يوم الأسير... تنظيم أمسية شعرية "أحرار برغم السجن والسجان"
شارك العشرات من المثقفين و بعض قيادات العمل الوطني في الأمسية الشعرية التي نظمتها اللجنة الشعبية للاجئين في محافظة خان يونس بعنوان أحرار برغم السجن و السجان إحياء ليوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 من شهر نيسان كل عام .
وتعتبر قضية الأٍسرى من القضايا الأكثر أهمية عند أبناء شعبنا الفلسطيني، وحسب الإحصائيات التي تؤكد قرابة خمس الشعب الفلسطيني قد دخل السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي ، حيث يقدر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 (800.000) أي أكثر من 20% من أبناء الشعب الفلسطيني قد دخلوا سجون الاحتلال لفترات وطرق مختلفة.
وأحييت اللجنة الشعبية للاجئين هذا اليوم تأكيدا على أهمية قضية الأسرى التي تعتبر من الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها أو تجاهلها مطالبين بضرورة تبيض كافة السجون و المعتقلات الإسرائيلية .
افتتحت الأمسية بآيات من الذكر الحكيم تلاها السلام الوطني الفلسطيني و قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء ، و من ثم البدء بفقرات الشعر التي نالت إعجاب الحضور .
فقد أهدى الشاعر توفيق الحاج ثلاثة وردات إلى الأسرى الذين لا يزالون خلف قضبان السجون و المعتقلات مؤكدا من خلال قصائده انه يجب الالتفاف حول قضية الأسرى و الدفاع عنها من اجل توفير الحماية الكاملة إلى أسرانا الأبطال الذين يمضون زهرات شبابهم في عتمة الزنازين و بطش السجان .
وقال الشاعر ياسر حرب في قصيدته ممر السماء :" نسكُبُ الماءَ على مَمَرِّ السَّماء لعلَّ البُراقَ عَطِشٌ......والزّيتونُ يَحتاجُ لِبَعْضِ المَعْرِفة أَلسنا بوطنِ الأنبياء...؟! نَحمِلُ على ظُهورِنا أّحْصِنَةَ الهواء نُسابِقُ الحُبَّ في الرِّوايةِ ونُسابِقُ الموتَ في البَسْمَلَة" .
و أضاف في قصيدته توابيت المنسيين :" يا ذاك السجنُ المسجونُ في ليلِ سجوني لن تَدنو من زهراتي المصلوبة لن تمنعَني أن أبحّرَ في لحظةِ إحياءٍ للذكرى لن تمنعَني أن أكشفَ زيفَ السنواتِ الممزوجةِ قهراً يا قيدي لن تمنعني أن أسألَ أمواجَ البحرِ سؤالاً يُفصِح عن غضبِ المنسيين ".
و في قصيدة للشاعر محمد السالمي تحت عنوان سادن الليل أثنى على صمود الأسرى و ابرق لهم التحية و هم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية لينتصروا على ظلم سجانيهم ، منوها انه بوحدتنا نستطيع أن نواجه أي خطر يواجه أبناء شعبنا و نستطيع أن ندافع عن حقوقنا بكل قوة و الإطاحة بأي مخططات تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية .
من جانبه وجه الشاعر يوسف العباسي خلال قصائده رسالة عهد ووفاء إلى الأسرى مشددا على ضرورة توحيد الجهد الفلسطيني من اجل الإفراج عن جميع المعتقلين و الأسرى ، مثمنا في الوقت ذاته الجهود التي تبذلها كل الجهات المعنية للدفاع عن قضية الأسرى .
وتألقت الطفلة شيماء وادي في قصيدتها التي عززت صمود الأسرى و مدى تحملهم و صبرهم في وجه جلاديهم فقد نالت قصيدتها إعجاب الحضور و اثنوا على أداءها المميز متمنين لها مزيدا من التقدم و النجاح .
أما الطفل المبدع يوسف عواد الذي غنى بصوته الدافئ موال للأسرى و من ثم أغنية ألهبت الحضور لتزيد المكان رونقا مميزا ممزوج بحنين الشوق إلى الأسرى الذين نتمنى لهم الإفراج العاجل ليكونوا بين ذويهم و أبنائهم الذين لا زال الاحتلال يحرمهم من رؤيتهم .
ووجه الدكتور مازن أبو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس رسالة إلى المجتمع الدولي من اجل الضغط على المحتل الإسرائيلي للإفراج الفوري عن كافة أسرانا ، مؤكدا على مواصلة العمل حتى ينال أسرانا الأبطال حريتهم .
كما و أثنى على مواقف السيد الرئيس محمود عباس لاهتمامه بقضية الأسرى و جهوده البناءة في الإفراج عن العديد من المعتقلين الفلسطينيين الذين امضوا أكثر من عشرون عاما خلف قضبان السجون .
ودعا الدكتور أبو زيد كافة القوى و المؤسسات الفاعلة لتكثيف جهودها من اجل الدفاع عن قضية الأسرى التي تعتبر من القضايا الأكثر حساسية بالنسبة لأبناء شعبنا الفلسطيني .
وكرمت اللجنة الشعبية للاجئين الروائي هاني السالمي الفائز بجائزة القطان عن روايته هذا الرصاص أحبه و الشاعر يوسف العباسي لفوزه بأفضل أغنية للأسرى و المخرج ميسرة دوحان لحصوله على المركز الأول عن فبلم لون و مشهد.
كما و قدمت اللجنة درع شكر و تقدير إلى الشاعر ياسر حرب و الشاعر محمد السالمي و الشاعر توفيق الحاج لمشاركتهم البناءة و جهودهم المميزة في إنجاح فعالية يوم الأسير الفلسطيني .
و يوم الأسير الفلسطيني هو اليوم الذي يحييه الشعب الفلسطيني في 17 نيسان من كل عام تكريماً للأسرى الفلسطينيين. بدأ الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى منذ 17 أبريل 1974 وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني محمود بكر حجازي في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب خلال التحقيق على يد الجنود المحققين الإسرائيليين ، وهناك أشكال عدة للتعذيب الذي يمارسه السجانون الإسرائيليون بحق المعتقلين الفلسطينيين، مثل الشبح، ومنع النوم، ونزع الملابس خلال الليل، والضرب، والهز، وحتى محاولات الاغتصاب، ذلك عدا عن التعذيب النفسي .