دلياني: منع المسيحيين والمسلمين من الوصول الى مقدساتهم تمييز عنصري
قال أمين عام التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني اليوم الجمعة: إن دولة الاحتلال تُسخّر جُل قدراتها لتسهيل وصول اليهود الى حائط البراق الذي هو جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي الشريف في عيد القيامة العبري، وفي المقابل تمنع المسيحيين والمسلمين من حقهم الطبيعي والمكفول في المواثيق والقوانين الدولية بالوصول الى أماكنهم المقدسة لممارسة شعائرهم الدينة في أيام الأعياد وغيرها.
وأضاف دلياني في تصريح لـ'وفا': إن إجراءات الاحتلال تنم عن عنصرية وتوضح أسس الكراهية والضغينة التي تتعامل بها إسرائيل مع أصحاب مدينة القدس وأهلها المسلمين والمسيحيين.
وتحدث عن أهمية ما تعيشه المدينة المقدسة من احتضان للشعائر الدينية الخاصة بعيد الفصح المجيد في هذه الأيام بحضور الحجاج من العالم، مستذكراً يوم سبت النور الذي يصادف غدا.
وأضاف دلياني أن إحياء يوم سبت النور بكل ما يحويه من طقوس ومظاهر احتفالية وسيلة للحفاظ على هوية المدينة المقدسة التي تجابه التهويد، ففي مدينة النور تمتزج شعائر سبت النور بما هو ديني وما هو إرث مقدسي شعبي ورثناه عن أجدادنا يبرز بشكل واضح في محيط كنيسة القيامة قبل وبعد ظهور النور.
وذكر أن جولات الكشافة وشعائر سبت النور باتت تُشكل تحد واضح لممارسات الاحتلال الهادفة إلى طمس الهوية الاسلامية والمسيحية الحقيقية لمدينة القدس، واستبدالها بهوية زائفة تحمل طابع يهودي غريب عنها.
وشدد دلياني على أن تاريخ شعائر سبت النور مرتبط بشكل وثيق بتاريخ القدس وحضارتها، فبالإضافة الى اهميتها الدينية فإن شعائر سبت النور، التي يحاول الاحتلال التشويش عليها وتحجيمها وفق رؤيته التهويدية لمدينة القدس مرتبطة بتاريخ المدينة وحضارتها.
وقال: هذا الارتباط موّثق من خلال كتابات عدد من المؤرخين العرب والاجانب مثل : شهادة الجاحظ في عام 834 م، وبعده بأكثر من قرن ونصف أحمد بن علي المقريزي في كتابه 'اتعاظ الحنفا باخبار الائمة الفاطمين الخلفا'، والمؤرّخ نيقيطا الإكليريكي عام 947، والبيرونى حوالى العام 1000 م، والرّاهب دانيال الرّوسيّ عام 1007، و الرّحالة تريفن كوروبينيكوف عام 1582، وايضاً ما كتبه جاوتير فينيسوف عام 1187 عن مشاركة صلاح الدين الايوبي المسيحيين في الشعائر المقدسية التقليدية المرافقة لاحتفالات سبت النور؛ ولهذا فإن يوم سبت النور هو عيد ديني مسيحي يحمل أهمية خاصة وفي الوقت ذاته هو عيد وطني فلسطيني، وأيضاً عيد انساني يبرز جزءا هاما من تاريخ وحضارة مدينة القدس وتقاليد أهلها.