الصحفي العراقي المخضرم أمير الحلو.. "تلميذ كنفاني" يتحدث عن شهيد الرواية
سعيد عموري - من المثير للاهتمام أن تصغي لحديث يدور عن حياة وبطولات شهيد الرواية الفلسطينية غسان كنفاني، والأكثر اثارة من ذلك، أن تصادف شخوصا عاصروا حياته بين أروقة المكاتب الصحفية وتعلموا من ابدعاته الأدبية، وابهروا بنسجه للخطوط والرسومات الجميلة.
أمير الحلو الصحفي العراقي المخضرم، التقاه مراسل القدس على هامش مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي يحضره العديد من الصحافيين من كافة الأقطار العربية، حيث يتحدث عن تجربته الشخصية خلال فترة عمله بشكل مباشر مع الشهيد كنفاني، وكيف تتلمذ على يديه، ابتداء من خبرته السياسية والأدبية، حتى مساهمته الكبيرة في اخراج صحيفة "الوحدة" التي كان يعمل الصحفي الحلو محرراً فيها.
ويقول الصحفي الحلو: "لقد تعلمت الصحافة على يدي الكنفاني، كنت اتابعه وهو يخلق من الأخبار صفحات كاملة للصحيفة، مادة خام كان يعمل منها مادة صحفية قابلة للقراءة".
وأضاف: "كنفاني كان عبارة عن جريدة بأكلمها، كان يرسم الخطوط ويقسم الأبواب ويخط العناوين، نعم كان خطاطا، كما كان يرسم الكاريكاتير، كنفاني كان صحفيا شاملا".
لم يكن الصحفي الحلو يعرف كنفاني قبل أن يعمل معه في جريدة "الوحدة" التي كانت تصدر عن حركة القوميين العرب، وفي بدايات صدروها لم يكن الفريق القائم عليها (من بينهم الحلو) يتمتع بالخبرة الكافية لاصدار جريدة كاملة، فتمت الاستعانة بالشهيد كنفاني.
ويقول الحلو حول ذلك: "كنت اتابعه وهو يعيد صياغة الأخبار، ويطلب اضافات من الارشيف والمعلومات المتوفرة، ثم يطلع على الصور الاخبارية وينتقي منها ويلصقها بيده في اماكنها في الجريدة، كنت أراقب حبه للعمل، وأحاول أن اتعلم منه سر المهنة".
وأردف قائلا: "من مواهب غسان غير المعروفة انه فنان تشكيلي مبدع، فعلاوة على رسومه وتخطيطاته في الصحف والمجلات، فقد رسم لوحات زيتية رائعة، شاهدت قسماً منها في دار الدكتور بشير الداعوق صاحب دار الطليعة للنشر في بيروت، وقد اعجبت بها كثيراً، وعندما ابديت دهشتي من قابليته الفنية، اجابتني الاديبة غادة السمان (زوجة الدكتور بشير الداعوق)، بأنها تعتز وتفتخر بما تحويه دارهم من لوحات غسان وانه لو اراد وسمح له الوقت لبرز في هذا الفن كما برز في السياسة والادب والصحافة، وقد قامت السيدة أني زوجة غسان بطبع بعض لوحاته الفنية على شكل بوسترات".
ويتطرق الصحفي الحلو الى حادثة طريفة حصلت معه أثناء سفره مع كنفاني وزوجته من بيروت الى القاهرة بقوله: "كان غسان في قمة شهرته السياسية والأدبية، وكان قد أعد برنامجا للقاء صحفيين وأدباء مصريين، وعند وصولنا لمطار القاهرة، جرى انهاء الاجراءات المتعلقة بدخوله (كنفاني) بمنتهى السرعة وباحترام شديد من قبل موظفي المطار، فأخذ يتفاخر أمامنا بذلك، بأنهم سهلوا دخوله لأنه صحفي كبير، الا أنه اكتشف بعد ذلك أن فعلوا ذلك بسبب أخيه مروان كنفاني الذي كان حينها حارسا لفريق الأهلي، فاستشاط غضباً".