وطن دافئ في (حكي صغار) لوضاح زقطان- فراس عبيد
بقلم دافئ، حنون، يفيض حبا للأطفال وللوطن، كتب الكاتب الساخر والشاعر وضاح زقطان قصائد مغناة للأطفال، بلغت 14 قصيدة حملت مضامين تربوية ووطنية بلغة شعرية بسيطة ورشيقة.. ودافئة، ومتناسبة مع عالم الطفولة وعمرها.
بالإضافة إلى رسومات تعليمية جذابة، وألوان ساحرة من تصميم الفنانة نتاشا المعاني، في كتيب جميل من بضع عشرات من الصفحات.
بعنوان (إنسان) كتب الوضاح..
أريد كل شيء
الحب والحياة والحنان
أريد أن أكون
كالجبال والطيور في أمان
أريد أن أظل دائما إنسان
هذا هو الوطن
أن تكون في الوطن
إنسان
وبينما أطالع دفتي إبداع وضاح اللغوي ونتاشا اللوني والتشكيلي، خطر ببالي أني أطالع كتابا للأطفال.. لأكتشف أني أطالع كتابا للطفل الموجود داخل كل كبير، ولأرى نفسي أردد معه ما يقول، وكأني أستعيد طفولتي المجيدة، لقد اكتشفت بحيرة من الإنسانية والروعة في كلمات الوضاح.
وكذلك نقلتني نتاشا إلى فضاءاتها اللونية والتشكيلية فائقة الحساسية والرقي، فمقابل كل صفحة شعر صفحة رسالة بيضاء تركت فارغة لنكتب عليها نحن ما نشاء، أو لنعيد كتابة القصيدة، ولندقق في مغزى الشكل واللون.
والحق أن التمازج بين الكلام واللون والشكل في هذا الكتاب هو أمر لافت ونادر، ويدفعني لمعاودة قراءة الكتاب أكثر من مرة، وللاحتفاء به.
ولأن الصدق والشفافية والطفل الموجود داخل الوضاح هو من يكتب، جاءت قصيدته:
أنا
.........
أنا طاير من الفرحة لأنه أنا أنا
بتطلع في مرايه في واحد بشبهني
بقلد حركاتي وبتباهى بكسمي
أنا طاير من الفرحة لأنه أنا أنا.
وتتوالى القصائد والعوالم عذوبة.. شكرا وضاح ونتاشا.