غزة: إفتتاح مركز تجميل لعمل فتيات من الصم
محمود أبو عواد- لم تستطع الفتاة نسرين بهلول، التي تعاني منذ صغرها إعاقة سمعية، أن تتخيل بانها ستقف ذات يوم في أحد مراكز الكوافير، كي تظهر إبداعها في فن التجميل.
ونسرين هي واحدة من بين 6 فتيات نجحن رغم ما يعانينه من اعاقات مختلفة في السمع والنُطق والبصر والحركة، في إثبات قدراتهن على التعامل مع مختلف السيدات والفتيات، ما دفع إدارة جمعية المستقبل للصم كي تفتتح أول مركز تجميل خاص لعمل الصم.
وأطلقت المؤسسة اسم "شانيل" (وهو اسم لشركة أزياء ومستحضرات تجميل فرنسية) على المركز الذي افتتح الثلاثاء الماضي شمال مدينة غزة.
وسبق أن افتتحت مؤسسات أخرى خاصة بشريحة الصم، مطاعم ومحال تستطيع من خلالها فتيات وشبان من الصم كسب رزقهم دون الاعتماد على الآخرين، بعد تاهيلهم وتدريبهم على التواصل والتعامل مع المواطنين بلغة الإشارة، فضلا عن وجود بعض المختصين معهم للتدخل فقط في حال تعثر فهم العامة للعاملين من الصم.
واعربت نسرين وهي فتاة في العشرينات من عمرها، خلال لقاء اجرته معها القدس دوت كوم، بلغة الإشارة المبسطة، عن سعادتها بحصولها على فرصة عمل تمكنها من كسب المال والاعتماد على نفسها، مبينةً أن العمل الجديد سيضفي على حياتها شكلا مغاير للأجواء التي اعتادت عليها بالتنقل من المنزل إلى المؤسسة ومن ثم العودة إلى المنزل فقط دون أن تظهر قدرتها على الإبداع في عملها.
وأشارت الفتاة فاطمة أبو عمرة، بلغة الإشارة، إلى أنها وجميع العاملات يستطعن التعامل مع الجميع، وأن المركز لن يختص بفن التجميل للسيدات والفتيات من الصم فقط.
واوضحت أن هدفهن من العمل في المركز هو إظهار مقدرتهن وتحدي المعيقات التي قد تواجههن، مؤكدة أن لديهن إصرارا كبيرا لإثبات ذاتهن وإنجاح عمل المركز.
وقال مدير جمعية المستقبل للصم الكبار، أدهم عيد لـ القدس دوت كوم، بأن المركز "هو الأول من نوعه الخاص بالصم"، موضحا أن معظم العاملين فيه من الفتيات ذوات الإعاقة السمعية، وأن سيدتين لا يعانين من أي إعاقة ستشرفان على إدارة المركز إلى جانب الفتيات الصم.
وأشار عيد الى أن المشروع ممول من السفارة الاسترالية، وأنه تم تدريب 20 فتاة من ذوات الإعاقة السمعية على فن التجميل، وأنه سيتم تشغيل عدد منهن في هذا المركز.
وبين أن المشروع يهدف تمكين الفتيات من الصم اقتصادياً، من خلال التدريب والتشغيل، لتعزيز اعتمادهن على أنفسهن، موضحا أن المركز سيقدم خدمات التجميل للسيدات في المجتمع بأسعار مناسبة وبكفاءة عالية وسيعتمد أسعارا خاصة لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال ان العاملات في المركز يمتلكن مهارات مميزة، وأن جمعيته بصدد تدريب مجموعة أخرى من الفتيات من الصم على فن التجميل، ضمن مشروع التمكين الاقتصادي للشباب بغزة الذي ستنفذه الجمعية الشهر القادم.
وطالب عيد الجهات المعنية بتضافر الجهود للحد من نسبة الفقر والبطالة في مجتمع الصم، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية تحافظ على كرامة الأشخاص ذوى الإعاقة وتتميز باستمرارية تكفل لهم مصدر دخل ثابت.