اسرائيلية من عائلة يهودية متطرفة تناضل ضد الاحتلال
نجيب فراج - رغم ان نيتا حزان تنحدر من عائلة يهودية متطرفة، الا انها ناشطة ضد الاحتلال، فيما تعيش في اسرائيل وتعمل مع مجموعة "مقاتلون من اجل السلام".
وحرصت الناشطة الاسرائيلية، في حديث مع مراسل القدس دوت كوم ان تشرح نشاطاتها السلمية التي تقوم بها ضمن مجموعات اسرائيلية فلسطينية مشتركة.
وقدمت الناشطة حزان الى بيت لحم برفقة زميل لها من سكان مخيم الدهيشة، وهو جميل القصاص (ناشط في المجموعة ذاتها).
وتضم المجموعة جنودا وضباطا في جهاز المخابرات الاسرائيلي انهوا خدماتهم العسكرية ويناهضون الاحتلال، بحسب ما تقول نيتا التي اضافت ان فلسطينيين بينهم اسرى سابقون وناشطون يشتركون في المجموعة التي اطلقوا عليها اسم "مقاتلون من اجل السلام".
وتردّ الناشطة حزان على الذين يتهمون المجموعة بانها تطبيعية ومستفيدة ماليا، نافية نفيا ذلك، حيث قالت انها تقدم هي وزملاؤها تضحيات، على حد تعبيرها.
وعائلة حزان مكونة من ست بنات وولدين وابوين جميعهم يمنيون يصوتون لحزب الليكود و"اسرائيل بيتنا" اليمينيين بالانتخابات، في حين لها اختان متطرفتان.
وتقول الناشطة الاسرائيلية انها حينما اعتنقت افكارا "منفتحة مؤيدة للسلام ولاقامة الدولة الفلسطينية وافكارا اخرى علمانية" تمت مهاجمتها من قبل افراد العائلة لدرجة ان شقيقها امرها بالتنازل عن الهوية الاسرائيلية لتحصل "على هوية غزة".
واضطرت حزان الى ترك منزل العائلة لتعيش وحدها في شقة مستأجرة بحي القطمون بالقدس المحتلة.
ونيتا حزان البالغة من العمر 28 عاما ولدت لاب يهودي من المغرب. قدمت عائلته عام 1952 الى فلسطين بينما والدتها من عائلة مصرية قدمت عام 1951.
تجندت نيتا في الجيش الاسرائيلي مدة عامين في الخدمة الاجبارية، حيث عملت في المجال الاداري, وتركزت خدمتها في منطقة النبي يعقوب في العام 2005 وكانت صدمتها، كما تصف، حينما ذهبت للعمل في احد فنادق القدس في منطقة جبل صهيون، وشاهدت هناك عمالا مقدسيين وخاصة من صورباهر وسلوان وجبل الزيتون.
وخلال عملها مع هؤلاء المقدسيين، بدأت تسمع منهم عن الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها ومن بينها انهم محرومون من الطرقات والخدمات الجيدة ويعانون من النقص الحاد في المياه، ومن الخدمات السيئة في التعليم والكهرباء.
وتضيف انها "بالفعل ذهلت من هول ما سمعت وانا غير مصدقة فذهبت الى الدكتور هليل كوهين وهو احد النشطاء الاسرائيليين وكنت قد تعرفت عليه كمحاضر جامعي وسألته ان كانت هذه الحقائق صحيحة عن وضع الفلسطينيين السيء فاقترح ان اذهب الى مناطق القدس الشرقية".
واستوضحت حزان الامر بنفسها، بحسب ما تقول، واكتشفت اشياء لم تكن تتوقعها مثل "وجود اناس خلف الجدار مضطهدين وممنوعين من الدخول الى القدس، كنت اسمع عنهم بشكل سريع من قبل الشارع اليهودي بان هؤلاء سكان الضفة الغربية يجب ان يبقوا خلف الجدار لدرء مخاطرهم عنا وكانهم مجموعات من المجرمين لا بد ان يبقوا معزولين".
بعد كل هذا البحث قررت حزان بتشجيع من الدكتور هليل كوهين ان تنضم الى "مجموعة مقاتلين من اجل السلام" لتتعرف على زملاء لها من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني وهم مؤيدون لفكرة اقامة دولتين ومتحمسون لاقامة السلام وتعزيز الاستقرار وبعدها انضمت الى جمعية اللقاء بين الديانات ومؤسسة اخرى تعمل على تمكين نساء فلسطينيات واسرائيليات.
واثر ذلك، تعرضت الناشطة لمقاطعة شبه شاملة من عائلتها التي تحاول الضغط عليها للعودة عن افكارها.
وتنفي حزان ايضا ان تكون مجموعتها تشارك في ذكرى "قتلى الجيش الاسرائيلي" ولكنها تنظم فعالية في تل ابيب قبل موعد هذه الذكرى من اجل "ذكرى قتلى الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني".
وتتحدث الناشطة الاسرائيلية العربية بطلاقة حيث تعلمتها قبل ثلاث سنوات.
وتقر حزان ان "الانجازات على ارض الواقع قليلة، فالاحتلال اقوى"، موضحة ان التمويل للمجموعة يتم من اطراف امريكية غير حكومية حيث ان هناك نشطاء يجمعون اموالا من جهات اخرى في لندن.
من جانبه، يقول جميل القصاص البالغ من العمر 41 عاما، ان المقارنة مستحيلة بين محتل وبين شعب واقع تحت الاحتلال وذلك في اطار توضيحه لشعار المجموعة "مقاتلون من اجل السلام"، حيث يظهر الاسرائيلي يلقي سلاحه وكذلك الفلسطيني، في اشارة الى ان الفلسطيني ليس اعزل.
ويوضح القصاص انه ذهب في احدى المرات لفعالية نظمها "منتدى العائلات الثكلى" في تل ابيب بحضور نحو 2500 اسرائيلي "فنقلت معاناة عائلتي حينما هاجرت من قرية القبيبة واستشهد جدي اثناء ذلك كما استشهد عمي خلال الحرب على لبنان في العام 1982 في مجزرة صبرا وشاتيلا، اضافة الى استشهاد شقيقي ناصر في الانتفاضة الاولى".
كما تناول قصاص، خلال الفعالية، قضيته الشخصية حينما كان مطاردا واعتقل لدى قوات الاحتلال، قائلا انه ادخل التغيير في بعض الحضور من الاسرائيليين، "انني مقتنع بالاحتكاك مع الاسرائيليين لكي نكشف ما يحصل لنا عن احتلالهم وممارسات جنودهم ونحن ندعو الى رفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال وانا على قناعة بان ذلك في ازدياد".