[منزل الاشباح] !!!
"القدس"دوت كوم تدخل [منزل الاشباح] وتحاور ساكنيه !!
مهند العدم - كما الجماعات البشرية عموما، يحدث أن يخترع شخص ما، أسرة ما، أسطورته/ أسطورتها، لتصبح الاخيرة أحد مكونات الهوية الثقافية، الفردية أو الجمعية...
عائلة زيدان في بلدة مزارع النوباني ( 25 كم شمال غربي رام الله ) القريبة من رام الله تصر من جانبها، رغم كل شيء، أن "روحا شرّيرة" تقيم معها في المنزل ذاته استطاعت أن تحل في جسد أحد أفرادها؛ حتى أنها ( الروح الشرّيرة..! ) تمكنت من السيطرة عليه و "إغوائه"، أخيراً، بتنفيذ جريمة قتل ثانية راح ضحيتها طفل رضيع من العائلة كانت أسمته "عمران" قبل 3 أشهر فقط .
سامح زيدان من مزارع النوباني الذي اعترف السبت الماضي لدى الشرطة بقتله ابن شقيقه الرّضيع ( بعد أسبوعين من قتل جدّته فاطمة التي بلغت من العمر عتيّا - 90 عاما )؛ على خلفية مشاكل عائلية (...) كما تقول الشرطة، لا يزال بنظر العائلة "بريء، و أدلى بالاعتراف بالجريمتين تحت الضغط"؛ حتى أن والد الطفل، شقيقه أحمد زيدان، قال لـ القدس دوت كوم أن شقيقه لا يمكن ان يقدم على خنق طفله الوحيد الذي انتظره لمدة عامين، لكنها "الرّوح الشّريرة" التي تسكنه هي من تكون فعلت ذلك؛ ما يستدعي، من وجهة نظره، الافراج عن شقيقه و معالجته بدلا من الاستمرار في اعتقاله .
قالت جدّة الرضيع عمران أحمد زيدان أن حقيقة الفاجعة التي حدثت ظهر السبت الماضي بينما كانت والدته تنظف المنزل، أكتشفت عند محاولة سامح ذاته إنقاذ الطفل بعد أن خنقه بنقله إلى المركز الطبي القريب في قرية عارورة، ، ليكتشف الطبيب أن الرضيع مات خنقاً، ثم يستدعي الشرطة، لتقوم الاخيرة بدورها و تحاصر منزل العائلة وتنقل الطفل الضحية الى معهد الطب الشرعي؛ حيث أكد تشريح الجثة ما كان اكتشفه الطبيب قبل ذلك .
في سياق الأسطورة التي تؤمن بها عائلة منفذ الجريمتين سامح زيدان، أن الأخير "رهينة بيد الروح الشرّيرة"؛ حيث استنادا إلى ذلك كانت العائلة دفنت جثة جدته فاطمة بزعم انها قضت كـ "موت طبيعي"، فيما كشفت تحقيقات الشرطة، بعد استخراج جثتها وتشريحها، أن "سامح" كان قتلها هي الأخرى خنقاً بيديه - كما قال رئيس نيابة رام الله أحمد حنون لـ القدس دوت كوم .
فريق القدسدوت كوم الذي تمكن من دخول "منزل الاشباح"و شاهد جدرانه بلون الفحم، استمع بروية إلى "القصة" من أفراد العائلة، حيث يؤكدون أن سامح "لا يمكن ان يرتكب مثل هذه الجريمة بإرادته"، موضحين أن "القصة" تعود إلى ما قبل عام أو أكثر، حين بدأ بالتقيؤ و الاغماء، مشيرين إلى أن المحاولات لمعالجته من الحالة شملت خلال الفترة عرضه على الأطباء، ثم على "شيخ" قال أنه ( أي سامح ) تعرض لـ"لعنة"، "بعد أن تناول شرابا مسحوراً"؛ وتبعاً لذلك – استنادا إلى الشيخ إياه - "سكنت الروح الشرّيرة جسده ومنزله"؛ لتتطور الاحداث لاحقا – كما قالت العائلة – إلى مهاجمة الجن المنزل وإضرام النار فيه"، فيما كانت لاحظت قبل ذلك أن الابواب والنوافذ "توصد و يعاد فتحها دون ان تشاهد أحد يقوم بذلك"، وأيضا، فوق ذلك، تحدث العائلة التي تضم 6 أشقاء و والديهم عن سماعها "أصوات غريبة"، وهي ظواهر أرغمتها فيما بعد على الهروب من المنزل والنوم خارجه؛ الا أن "اللعنة" ظلت تلاحق العائلة بـ"النيران" حيثما ذهبت ( و بالطبع "سامح" معها )؛ ما استدعى اللجوء مجددا الى المزيد من "الشيوخ" و " الّسحرة" بغرض "طرد الروح الشريرة؛ بما في ذلك عبر دعوتهم إلى زيارة المنزل، حيث أشار بعضهم إلى "ضرورة تغيير مكان الابواب والنوافذ"، بينما قرأ آخرون "تعوذيات" و"طلاسم" أملا في طردها...
وفي سياق القصة كما ترويها العائلة ، أنها توجهت بأمل إشفاء سامح من "الروح الشريرة" إلى شيوخ كثيرين، بحيث وصلت تكاليف "العلاج" اكثر من 15 الف شيكل، موضحة أن شيخا يقيم في مخيم عين شمس يكنى بـ" أبو الأرقم" تقاضى 3500 شيقل مقابل طرد "الجن الشّرير" من المنزل و من جسد حسام؛ عبر رشه داخل المنزل 70 علبة من سائل الخل ( كان زعم أنه ماء "الزعفران" ) و كتابة طلاسم و وضعها في زوايا المنزل، غير أن كل ذلك لم يحل دون اندلاع المزيد من النيران، فيما تقاضى "شيخ" آخر من بلدة سلواد 400 شيكل مقابل كل جلسة علاجية، وهي جلسات شملت ضرب جسد حسام بشده؛ "بامل أن يغادره الجن"، إضافة إلى عرضه على "شيخ" ثالث من بلدة يطا ( جنوب الخليل ) اكتفى بـ" ثمن بعض الادوية".. وأيضا، الإستعانة بإمرأة تدعى سوزان من نابلس، وبـ"أم صقر" من بلدة حوارة ( جنوب نابلس )، وبـ"شيخين" آخرين من بلدتي عارورة ( شمال رام الله ) و "دير الغصون" ( شمال طولكرم ) .
من جهته، قال الطبيب النفسي محمود سحويل الذي حضرت العائلة الى عيادته في رام الله مرّة واحدة، بداية العام الجاري - قال لـالقدس دوت كوم: " ان ما ترويه العائلة وما تعتقده "هو صحيح بالنسبة لها"؛ لاصابتها بمرض وظاهرة نفسيه غريبة"، حيث يصيب هذا المرض أحد افراد العائلة ويبدأ بالسيطرة لا شعوريا على بقية افراد الأسرة، مشيرا إلى أنه عالج العائلة وبينهم "سامح" الذي ظهرت عليه "ملامح انفصام"، لافتا إلى انه اوصف له دواء وطلب من جميع العائلة تناوله؛ ذلك أن العائلة – كما قال - كانت تحتاج العلاج، بعد ان سيطرت عليها مزاعم المشعوذين .
إلى ذلك، قال الطبيب سحويل ان حالة الانفصام في الشخصية التي ظهرت اعراضها على سامح زيدان و بقية أفراد العائلة، "قد تتطور وتصبح مؤذية "لا اراديا" في بعض الحالات، حيث يفقد المصابون بهذا النوع من الانفصام البصيرة ويصبح لديهم هلوسات سمعية وبصرية وخلط في الحديث، مشيرا في هذا المجال إلى زيادة ملحوظة في نشاطات المشعوذين في السنوات الاخيرة، مرجعا ذلك الى حالة الاحباط العامة المنتشرة في الحياة الاجتماعية