ندوة في 'مدار': العمل البحثي بإسرائيل متورط بسياسة الدولة الإقصائية والتوسعية
أكدت ندوة حول 'المعرفة، البحث العلمي وصنع السياسات في إسرائيل'، نظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في رام الله، اليوم الأحد، انخراط العمل البحثي بإسرائيل بنيويا بأولويات الدولة وسياستها الإقصائية ومشروعها التوسعي، رغم ما تسجله الأبحاث الإسرائيلية من إنجازات، وما تحققه من مكانة متقدمة على خارطة البحث عالميا، خاصة بالمجالات التطبيقية.
ورصدت الندوة، التي تحدث فيها الباحث في العلوم السياسية مهند مصطفى، والباحث يوسف تيسير جبارين، وأدارها الكاتب مهند عبد الحميد، ملامح عملية إنتاج المعرفة في إسرائيل، وكيفية تأثرها بأولويات الدولة، وتأثيرها فيها، إلى جانب توصيف المعطيات الكمية والكيفية المتعلقة بها، ومستجداتها الأبرز، خاصة استحواذ القطاع الخاص على مساحة واسعة منها، وارتباطها العميق بالمؤسسة الأمنية.
وذكر مصطفى، أن إسرائيل تمثل قوة معرفية، حيث يشكل البحث العلمي 4% من الناتج القومي في إسرائيل، ما يشكل النسبة الأعلى على مستوى العالم، مشيرا إلى ضرورة إدراك دور البحث العلمي في خدمة إسرائيل ومشروعها، محذرا من أن يتسبب 'الانبهار العربي' بهذا الواقع بالتهيب من الدخول في التفاصيل الدقيقة المتعلقة به.
وأوضح أن الجامعات الإسرائيلية نشرت 12 ألف مقال علمي عام 2011، أي ما نسبته 1% من مجمل الإنتاج العلمي العالمي، بينما أنتجت الجامعات ما بين 2002 -2011، 114 ألف مقال علمي، ما جعل إسرائيل في المرتبة الـ 22 من حيث الإنتاج العلمي على مستوى العالم.
كما لفت إلى أن إسرائيل احتلت المرتبة الـ 15 عالميا من حيث جودة المقالات العلمية، منوها بالمقابل إلى أن الإنتاج البحثي له انعكاسات مباشرة على الناتج القومي والتنمية الاقتصادية.
واستدرك: 'كلما أنتجت إسرائيل المزيد من الأبحاث خاصة في المجال التكنولوجي والطب إلى غير ذلك، زاد الناتج القومي'.
ولفت إلى أن الخصخصة التي طالت التعليم العالي والمؤسسة الأكاديمية في إسرائيل خلال العقدين الأخيرين، امتدت لتشمل البحث العلمي أيضا، وبالتالي فإن الإنفاق على هذا الحقل من قبل الحكومة تراجع لصالح القطاع الخاص.
وبين أن الشركات الاقتصادية الربحية تنفق مبالغ طائلة تفوق أضعافا كثيرة، ما تنفقه الحكومة الإسرائيلية لصالح البحث العلمي.
وذكر أن الإنفاق في مجال البحث العلمي ينصب على قطاعات تطبيقية أكثر من العلوم الإنسانية والاجتماعية، التي أشار إلى حدوث تراجع كبير في تمويل الأبحاث المتعلقة بها.
من جانبه، تحدث الباحث جبارين، عن 'الأكاديميا الإسرائيلية' ودورها بتطوير الفكر، والثقافة، والعلم، والبحث.
وقال: 'هناك إجماع على أن الأكاديميا الإسرائيلية تجندت في خدمة المشروع الصهيوني، لكن لا يعني ذلك أنه ليس هناك إبداع في مجال البحث العلمي، أو أنه ليس له دور في عملية التطوير الصناعي وخلافه'.
وأشار إلى ما تمتاز به الدولة العبرية من حيث ترسيخ البحث العلمي داخل المكاتب والوزارات الحكومية، مبينا أن شتى الوزارات الإسرائيلية تضم مراكز بحثية، لافتا إلى أن هذه المراكز لها تأثير جلي في وضع السياسات.
ــــ