الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

"غيتوهات" شمال غرب القدس تثير تساؤلات حول مستقبل الدولة

سلطات الاحتلال تحول قرى جنوب شرق القدس الى غيتو كبير معزول
 وفا- بلال غيث
 
على مدخل النفق الوحيد المؤدي إلى قرى شمال غرب القدس المحتلة، تجمع العشرات من المواطنين للتعبير عن تضامنهم مع توجه قيادتهم إلى نيويورك، وللتأكيد على أن قراهم الإحدى عشرة أصبحت "غيتوهات" معزولة في الضفة الغربية.
 
المتظاهرون في بداية النفق الذي يقولون إنه الأطول في الضفة الغربية المبني تحت الأرض ويمتد لمسافة 5 كيلو مترات، أكدوا أنهم اختاروا الإعلان عن بدء فعاليات تضامنهم مع توجه قيادتهم إلى الأمم المتحدة من خلال التظاهر هنا، وسؤال العالم كيف يمكن لدولة فلسطينية قادرة على الحياة أن تعيش بينما قرابة 60 ألف مواطن يقطنون شمال غرب القدس يتعرضون للتنكيل من جندي واحد عادة ما يغلق مدخل هذا النفق للتسلية أو التنكيل بهم.
 
وأحكمت سلطات الاحتلال إغلاق محيط القرى المطلة على القدس من الجهة الغربية بجدار الفصل العنصري من جميع الاتجاهات، وحظرت عليهم استخدام الشوارع الرئيسة، ونقلت طرق القرى إلى نفق أقامته تحت الأرض لا تتوفر فيه حتى الإضاءة، تقوم بين الحين والآخر بإغلاقه بحاجز عسكري.
 
سعيد يقين أحد النشطاء في تلك المنطقة يقول إنه من قرية بيت دقو وهي واحدة من القرى المعزولة، مضطر للمرور عبر النفق لأنه لا يوجد بديل له، رغم غمره بالمياه خصوصا في الشتاء وعدم وجود إضاءة فيه ما تسبب بالفعل في وفاة العديد من مواطني المنطقة بحوادث سير مميتة.
 
وبدأت سلطات الاحتلال مطلع العام 2006 ببناء جدار الفصل العنصري في محيط هذه القرى بهدف قضم أرضيها الخالية التي صودرت أغلبيتها لصالح المستوطنات الإسرائيلية، وانتهت بإحكام هذا الجدار قبل عدة أشهر، بعد نجاحها في قمع التظاهرات المنددة به وقيامها بقتل 5 مواطنين قبل تغير مسار الجدار وإزاحته قليلا باتجاه مدينة القدس.
 
وحال قرى شمال غرب القدس لا يختلف كثيرا عن حال القرى المجاورة، إنها 4 قرى تقع شمال القدس (بيرنبالا والجيب والجدير وبيت حنينا القديمة)، وهي الأخرى أغلقت بجدار الفصل العنصري ولم يعد لها منفذ إلى المدينة المقدسة إلا عبر التوجه إلى رام الله ومنها إلى القدس، في حين أنها لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات عن البلدة القديمة من القدس المحتلة.
 
وفي هذا "الغيتو" الجديد يقطن قرابة 60 ألف مواطن أيضا يفتقرون إلى أبسط وسائل المعيشة الكريمة، ويحرمون من التوجه إلى أعمالهم داخل إسرائيل بالمطلق ما أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر في هذه المناطق بشكل كبير.
 
في هذا "الغيتو" يبدو مواطنو شمال القدس محظوظين مقارنة بنظرائهم في القرى الإحدى عشرة شمال القدس إذا يبدو الجدار جميلا وملونا مقارنة بجدار شائك في قرى شمال غرب القدس المحتلة، ليس لراحتهم ولكن لراحة المستوطنين في مستوطنتي عطاروت وجفعات زئيف.
 
وتعمل السلطة الوطنية لتكون هذه المنطقة عاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة لتصبح جزءا من القدس المحررة من الاحتلال الإسرائيلي في المستقبل الموعود، لكن المواطنين في المقابل يتخوفون من مستقبل مجهول في القريب العاجل خصوصا بعد حصارهم بالجدار في غيتوهات متلاصقة، ولا ينظرون كثيرا إلى مستقبل مشرق بعد أن فقدوا آلاف الدونمات الزراعية التي كانوا يعتاشون منها.
 
القيادة الفلسطينية هي الأخرى متفاجئة من عمليات التهويد الصامتة في قرى شمال وشمال غرب القدس المحتلة، فهذا سلطان أبو العنين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يقول لـ"وفا"، هذا أغرب ما شاهدت في حياتي لم أتخيل أنه يوجد سجن كبير بهذا الشكل، كيف يمكن لـ6 آلاف مواطن أن يتنقلوا باستخدام نفق أرضي مظلم، إنه نظام فصل أسوء من نظيره الذي كان قائما في جنوب إفريقيا إبان الفصل العنصري.
 
ويقول حسام الشيخ وهو مواطن من قرية بيت عنان شمال غرب القدس، لن ينجح الاحتلال في اقتلاعنا من أرضنا التي ولدنا فيها مهما بلغت المضايقات، وسيجد منا تضحيات جسامًا حتى لو كلفنا البقاء في بيوتنا الاستغناء عن حياتنا.
 
يشارك الشيخ في رأيه إسحاق ذيب من قرية بيت إكسا، الذي يقول إن قريته محاصرة بجدار إضافي يراقبه جنود الاحتلال على مدار الساعة، يقومون بالتنكيل بكل من يخرج منها أو يدخل إليها، باعتبارها القرية الفلسطينية الأقرب إلى القدس الغربية والتي لا تبعد عنها سوى نصف كيلو متر.
 
وفي بلدة بيت سوريك المجاورة يقول المواطن فيصل الجمل، سنواصل البناء في القرية متحدين مستوطنة "هردار" الإسرائيلية، ولن نسمح لهم بالسيطرة على جبل آخر من جبالنا، ونأمل بأن يشرق فجر الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025