صور- "مياسم وطن "... فنانين صغار يبدعون برسم الوطن بألوان الأكريليك
بحس وطني و إنساني عميق تسكنه نزعة فنية، استحضر مجموعة من الفتيان والفتيات بمحافظة خانيونس جنوب القطاع، فصولا من حكايات وطن طالما روادهم في أحلامهم، فرسموا بريشتهم عبر ألوان الأكريليك الزاهية ملامح فلسطين، أهلها وقراها، عناوين ورموز انتفاضاتها .
اللوحات التي شكلت وجه فلسطين التاريخية وأضاءت جزءاً من نضالات أهلها ضد المحتل الاسرائيلى ، تجمعت بالمعرض الفني "مياسم وطن "، الذي نظمه فتيان وفتيات مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، بمقر المركز، بحضور جماهيري واسع من المدرسين والاهالى ومختلف فعاليات المجتمع المحلى .
وشارك بالمعرض 26فنان وفنانة صغيرة بحوالى (30) لوحة فنية كانت نتاج لدورة تدريبية استمرت على مدار شهرين في مجال الرسم بألوان الأكريليك فى قسم الفن التشكيلى لمركز بناة الغد، تحت إشراف الفنان التشكيلي محمد ابو لحية .
وكشفت اللوحات المشاركة في المعرض عن إدراك عميق لمعنى الوطن الذي يسكن في قلوب وعقول الفنانين الصغار الذين عبروا عن ذلك سواء بالرموز من خلال رسم الكوفية وعلامة النصر، والمفاتيح التى تؤكد حق العودة، او برسم قراهم التى هجروا منها أجدادهم قسرا ، دون أن ينسوا تراثهم الحضاري والانسانى والذى يؤكد على عمق تجذرهم بالأرض .
الفنانة الصغيرةمديحة ناصر المجايدة ( 14) عاما قالت :"رسمت مفتاح العودة وكيفية تسليمه من جيل إلى أخر، للتأكيد على أننا عائدون يوما ما الى قرانا التى هجر أجدادنا منها .
وأشارت المجايدة إلى أنها وزميلاتها لم يكن يتوقعن أن ينتجوا أعمالا فنية بهذه الروعة، مؤكدة ان الدورة التدريبية التى تلقوها بقسم الفن التشكيلى بمركز بناة الغد كانت رائعة أشعرتهن بالتميز .
اما الفنانة الصغيرة مرح شراب (14) عاما التى اختارت إعادة رسم صورة الفتاة الموشحة بالكوفية الفلسطينية، قالت : "الكوفية الفلسطينية هي رمز من رموز ثورتنا الفلسطينية وانتفاضة أهلنا ضد المحتل، وهى أيضا جزء من لباسنا الفلكلوري والتي يتميز به أهل فلسطين "،مشيرة الى انها تشعر بالفخر لان احد لوحاتها مشاركة بالمعرض ،وأنها تشعر بالتميز لقدرتها على الرسم بألون الأكريليك ،مثنية على مركز بناة الغد وإدارته التى تعمل بجهد لتمكين الفتيات من الأدوات والقدرات والمهارات ليستطعن التعبير عن أنفسهن .
ومن جهته قال الفنان التشكيلي محمد أبو لحية منشط قسم الفن التشكيلي بمركز بناة الغد : "استهدفنا مجموعة من الموهبين من عدة مدارس بمحافظة خانيونس ،إضافة إلى فتيان وفتيات المركز ،وقمنا بتدريبهم بشكل ممنهج بداية تم تعريفهم على ألوان الأكريليك وكيفية استخدام الألوان والفراشى وميزاتها وعيوبها مع عرض نماذج فيديو ،وثم شرح مبادئ وعناصر العمل الفني ومناقشتها مع المشاركين ومن ثم اختيار الموضوع و الاتفاق على الأشكال والعناصر التى سيتم رسمها ،وقام كل فنان برسم الخطوط الاولى بقلم رصاص على الكانفس وبعدها انتقلوا الى الرسم بألوان الأكريليك".
ومن جهته قال الاستاذ ناصر المجايدة ولى امر احد المشاركات:" الفنانين الصغار استطاعوا ان يجسدوا عبر ألوان الأكريليك حكاية وطن ، معاناته والويلات والحروب التي ألمت به، ونضالاته ضد المحتل، إضافة إلى ذكريات النكبة والمجازر وتمسكهم بحق العودة ،كما أنهم استطاعوا أن يعيدوا إحياء جزءا من تراث أجدادنا .
واثنى المجايدة على مركز بناة الغد لاهتمامه بتطوير قدرات الفتيات وتنمية مواهبهن وتشجيعهن من خلال تنظيم معرض لاعمالهن .
ورأت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت، ان الفنانين الصغار قدموا أعمالا تقترب الى الاحترافية وذات بعد جمالى ووطنى ،تشتم منها رائحة الزعتر والزيتون وخبز الطابون، مؤكدا على أهمية المعرض وقيمته الجمالية والوطنية معتبره الفن عموما احد أشكال النضال الوطني لأنه يوثق ذلك للذاكرة وللأجيال.
واشارت مدير مركز بناة الغد امال خضير إلى أن الفنانين والفنانات الصغار عملوا لمدة شهرين متتالين فى قسم الفن التشكيلي بالمركز ليثبتوا لأنفسهم ولمحيطهم ولذويهم واقرأنهم بأنهم قادرين على الإبداع ،وتمخضت جهودهم عن مجموعة من اللوحات الفنية التي حاكوا من خلالها طفولتهم تراثهم وجوه أجدادهم وطموحاتهم وآمالهم
وأكدت خضير ان قسم الفن التشكيلي بمركز بناة الغد يواصل بجهد تمكين الفتيان والفتيات من المهارات والأدوات للارتقاء بموهبتهم وبذوقهم ،والعمل معهم لاستخدام الفن باعتباره وسيلة عالمية لإيصال رسالتهم الاجتماعية والوطنية .