"مصيف قارئ" لجعل الكتاب خير جليس على شاطئ بحر غزة
محمود أبو عواد- "وخير جليس في الزمان كتاب" مقولة تحاول مجموعة من الأطفال ترجمتها على ارض الواقع من خلال انشاء "مصيف قارئ" في احدى الاستراحات المقامة على ساحل مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
ويسعى الأطفال من خلال الفكرة التي -اصبحت قائمة- تشجيع المواطنين الذين يرتادون البحر على القراءة وجعل الكتب رفيقا لهم في حلهم وترحالهم.
وتحولت استراحة "الأهرام" نموذجا لمحطة ثقافية، يعمل الأطفال المنضمين إلى نادي الشروق والأمل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، على توزيع الكتب المختلفة للمواطنين، في محاولة لاعادة الاعتبار للكتاب.
ويعول الاطفال المنظمون على فصل الصيف كفترة من أجل تعزيز ثقافة القراءة بتوفير كتب متنوعة للمتنزهين وحثهم على قراءتها خلال الاستجمام على الساحل، كما يقول أحد الأطفال المشرفين على المصيف القارئ، لـ القدس دوت كوم.
وتوضح الطفلة نور عرندس أن المشروع الحالي ربما يمتد ليشمل عددا أكبر من الاستراحات والكافتيريات على مختلف سواحل القطاع، وتحويلها لمحطات ثقافية لكسر عصر المراهنة على الانترنت في جمع المعلومة، واستغلال الكتب للاستفادة منها كمرجع أساسي.
ويعتبر "المصيف القارئ" كما اطلق عليه منظموه الفكرة الأولى من نوعها في قطاع غزة، إذ يسعوْن لاستغلال الساحل البحري الذي بات متنفسا وحيدا للغزيين في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وعدم وجود منافذ أخرى للسكان، وتحقيق الانتشار للكتاب على اكبر عدد ممكن من المواطنين.
وشاركت وزارة التربية والتعليم في غرب خانيونس الأطفال افتتاح المصيف، وقال الطفل يزن عبيد أنه سيأتي إلى جانب أسرته خلال الصيف للمكان ذاته والاستمتاع بوقتهم على البحر واستغلال وجودهم للقراءة.
بدوره، يقول مدير نادي الشروق والأمل خليل فارس، إن المشروع يستهدف في الأصل شريحة الأطفال، لتنميتهم وتشجيعهم على القراءة وإفراد جيل جديد يحافظ على قيمة الكتاب، مشيرا إلى وجود معرض صور خاص يهدف لتعليم الأطفال كيفية المحافظة على البيئة.
وبين أن الفكرة جاءت في إطار البحث عن أدوات ثقافية جديدة تشجع المواطن على القراءة، مشيرا إلى حملة "مسافر زاده كتاب" التي قام النادي بالإشراف عليها واستهدفت ركاب السيارات العمومية المتنقلة من مدينة غزة إلى جنوب القطاع وبالعكس بهدف استغلال مسافة الطريق في القراءة.
إلى ذلك، نوه المدير الإعلامي للمؤسسة، عطية شعث، لـ القدس دوت كوم، إلى أن المؤسسة تسعى من خلال المشاريع التي نفذتها مؤخرا للحد من استغناء المواطنين عن الكتب واستبدالها بالإطلاع من خلال الانترنت فقط، مشيرا إلى أنهم سيواصلون ابتكار الكثير من الأفكار التي تهدف لتشجيع القراءة في أوساط المجتمع الفلسطيني.