مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الرسم بالكلور

رام الله – لورين زيداني
على قماش قطني أسود، تتمايل فرشاة مجاهد خلاف حتى يبرز فوق تلك القطع لون نحاسي. هذه الحالة الفنية الفريدة مصدرها 'الكلور'، ذاك المنتج المتوفر في الأسواق كمادة شاحبة خطرة معقمة للجراثيم، الذي تماهى مجاهد معه، ليعبر من خلاله عن عديد من الأفكار السياسية والوطنية والاجتماعية.
'عام 2010، تلطخ أحد قمصاني بالكلور وأفسد شكله، وعندما حاولت إصلاحه بالرسم بالكلور أصبح أجمل'، هكذا كانت بداية خلاف مع الفن الجديد.
سهولة الحصول على الكلور علاوة على رغبة مجاهد في التجديد والإبداع لإيصال رسائله إلى العالم، جعلته يستخدم تقنية الرسم بالكلور على مساحات صغيرة، مستعينا بأدوات بسيطة، بدءا بالمسمار إلى القطن، حتى أعواد الأسنان والأذنين، قبل التمكن التام من التحكم بالكلور من خلال فرشاة الرسم.
يرى خلاف أنه أعطى الكلور معنا جديدا، يتمثل باللمسة الفنية بدلا من الأذى، ويضيف: 'الكلور مادة تعقيم وتنظيف، والأفكار التي أعبر عنها قد تكون مدخلا للتغيير في العقول إلى الأفضل، كما أن الرسم على الملابس يعني أن أتواصل مع الناس. جيد أن ترى أحدهم يرتدي قميصا يحمل أفكارك ممثلة برمز فني'.
الشهداء، و الأسرى، وفلسطين التاريخية، وغيرها من الرموز الوطنية والقضايا المجتمعية، تمثل محاور الفن الذي يقدمه مجاهد، إلا أنه يصب تركيزه على موضوع جدار الضم والتوسع الإسرائيلي أكثر، إذ يرى أن الرسم على الجدار يعتبر تزيينا وقبولا وتأقلما مع فكرة دخيلة، الهدف منها فصل أبناء الوطن الواحد عن بعض.
يختار الحجر المناسب فينظفه ويقصه لقطع صغيرة، يرصها واحدة تلو الأخرى جنبا إلى جنب، لتشكل سوية لوحة متميزة من 'الفيسفساء'، فن وسعه وطوره بمجهوده الشخصي، لينشره لشباب وشابات 19 مخيما، إلا أن التكاليف المادية وضيق ذات اليد جعلت مشروعه يقتصر على ثلاثة مخيمات فقط.
تقول أماني فوزي إحدى المشاركات من مخيم الجلزون: 'إنها تجربة مميزة. العمل بالفسيفساء جميل ويحتاج إلى الدقة، حتى أنني استغرق في اللوحات أياماً طويلة إلى أن أنجزها. أفكر بتطوير ما تعلمته مستقبلا في حال سنحت الفرصة'.
فراس حسين شارك هو الآخر في ورشة مخيم الجلزون، تنبع أهمية هذا الفن لديه من أن الحجارة المستخدمة في لوحات الفسيفساء فلسطينية، ويمثل استخدامها شكلا من أشكال النضال والدفاع عن الأرض، من خلال الحفاظ على الهوية الوطنية من الطمس والضياع والسرقة'.
يدمج مجاهد خلاف رسائله الفنية الوطنية مع تخصصه الأكاديمي في مجال الصحافة، خاصة بالتعامل مع مؤسسات إعلامية أجنبية، وعلى رأسها 'المركز الثقافي الاسباني'، إذ ينبري ليسهل عمل طواقمها ووفودها ويرفدهم بمعلومات عن فلسطين.
الكلور، أو ما يعرف بـ'خلوروس' بالإغريقية، موجود في الطبيعة منذ اكتشافه عام 1774 على شكل غاز؛ استخدم سلاحا قاتلا في الحرب العالمية الأولى، وتحديدا في 22 نيسان (أبريل) 1915، عندما قام الجيش الألماني بإطلاق كميات كبيرة من هذا الغاز من اسطوانات مخزنة في الخنادق، على مدينة ايبري البلجيكية، إلا أن 'المخضرّ الشاحب' كما يسمى، تحول بيد مجاهد إلى مادة فنية غير مألوفة، تفتح أمامه أفاقا واسعة، تتمثل في عرض أعماله التي تحاكي الوطن بمختلف جوانبه، قريبا في متاحف ست دول مختلفة.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024