عمال غزة يأملون بمستقبل أفضل بعد تشكيل الحكومة الجديدة
زكريا المدهون
بعد سبع سنوات من البطالة الإجبارية، يحذو الأمل محمود أبو حصيرة من مدينة غزة، بالحصول على عمل في مجال 'الدهان' في ظل الحديث عن فتح المعابر بعد إتمام المصالحة وتشكيل حكومة جديدة.
'أتمنى أن تتحقق المصالحة لأنها ستعود بالخير على الجميع، وخاصة العمال الذين يعتبرون أكبر المتضررين من الانقسام'، قال أبو حصيرة الذي غزا الشعر الأبيض رأسه'
ويصادف اليوم الخميس الأول من أيار يوم العمل العالمي. وبلغت نسبة البطالة معدلات قياسية في قطاع غزة الساحلي، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أعوام.
ووصف الخبير الاقتصادي محمد شعث أوضاع العمال في قطاع غزة بـ'المأساوية' بسبب الحصار الإسرائيلي التي أدى إلى توقف جميع المشاريع الاقتصادية.
وقال: 'بلغت نسب البطالة في قطاع غزة في بعض الفترات حوالي 55%، في حين بلغت نسبة الفقر حوالي 80%، وبالتالي أصبح معظم السكان (1.8 مليون نسمة) يعتمدون على المساعدات الغذائية المقدمة من وكالة الغوث الدولية (أونروا) والمنظمات والجمعيات الإغاثية المحلية والعربية والدولية.
أبو حصيرة البالغ من العمر 40 عاما، أشار إلى أنه منذ فرض الحصار الإسرائيلي يعاني من الفقر والبطالة، لافتا إلى أنه يعيل أسرة تتكون من ثمانية أفراد وهم بحاجة إلى مصاريف يومية.
وقال 'جميع العمال بلا عمل.. كل شيء متوقف.'
أوضح شعث لـ'وفا'، أن أكثر من 160 ألف عامل عاطلون عن العمل في قطاع غزة، مشيرا إلى ارتفاع نسبة البطالة أيضا بين خريجي الجامعات من مختلف التخصصات لتصل إلى 43.1%.
وأضاف شعث 'منذ بداية انتفاضة الأقصى في العام 2000 منعت إسرائيل 40 ألف عامل من قطاع غزة من العمل داخل أراضي 1948، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع انضم إليهم 4500 عامل كانوا يعملون في المنطقة الصناعية 'ايرز'، إضافة إلى 3500 كانوا يعملون داخل المستوطنات.
وحسب شعث، أدى الحصار الإسرائيلي إلى إغلاق 13 معمل بلاط و30 معمل باطون و145 معمل رخام و250 معمل طوب، وبالتالي توقف 3000 عامل عن العمل.
وشدد الخبير الاقتصادي على تأثر قطاع الخدمات الذي يعمل فيه 54.9% من حجم القوى العاملة حسب الجهاز المركزي للإحصاء، بالحصار، اضافة الى قطاعات التجارة والفنادق والسياحة وغيرها من القطاعات الاقتصادية.
وتتحكم إسرائيل بالمعابر التي تحيط بقطاع غزة والبالغ عددها ثمانية وتغلقها ما عدا معبر كرم أبو سالم التجاري الذي يعتبر المنفذ التجاري الوحيد، وهو الآخر يتعرض للإغلاق لفترات طويلة.
وتمنع إسرائيل دخول مواد البناء من اسمنت وحديد وحصمة إلى قطاع غزة منذ سبع سنوات، ما أدى إلى توقف معظم مشاريع المقاولات والبناء التي كان يعمل بها الآلاف.
وللتغلب على مشكلات البطالة، توقع شعث أن يكون العمل على تخفيض نسب البطالة من أولويات أي حكومة فلسطينية قادمة، ولكن ليس بيدها عصا سحرية لحلها بين ليلة وضحاها، داعيا إلى وضع خطط وطنية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى لخفض معدلات البطالة.
وأكد أن رفع الحصار وفتح المعابر هو السبيل الوحيد لحل جميع مشاكل قطاع غزة الاقتصادية.
والعامل أبو حصيرة هو الآخر يتمنى أن يرفع الحصار وتفتح المعابر، لأن ذلك يؤدي إلى فتح أبواب العمل أمامه.