الهلال الأحمر: عام 2013 مليء بالتحديات
أظهر تقرير للمكتب التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن العام 2013 كان عاما مليئا بالتحديات، حيث شهد عدوانا إسرائيليا على قطاع غزة مع مطلعه، وارتفاعا في وتيرة الأحداث في سوريا، وارتفاعا في عدد النازحين إلى لبنان، كما شهد في أواخره منخفضا جويا ثلجيا أثر على الأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك خلال أعمال اليوم الثاني للمؤتمر ال(11) للجمعية، المنعقد في مقرها في مدينة البيرة، اليوم الجمعة، والذي تناول أبرز المحطات التي شهدتها الجمعية خلال الفترة 2009 – 2013، ومساهمتها في أداء واجبها الإنساني في العديد من مناطق النزاع والتوتر، خاصة على صعيد التعامل مع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ودورها في التعامل مع الأحداث الناجمة عن الأزمة السورية وانعكاساتها على وضع اللاجئين والنازحين إلى لبنان.
وأشار التقرير، إلى أن الجمعية عملت خلال الأعوام 2009 - 2013 في ظل ظروف غاية في التعقيد، والتباينات السياسية والأمنية، وحتى الاقتصادية والاجتماعية، التي حدثت في الأقاليم التي تعمل فيها.
وأوضح أن الأزمة السورية، وتداعياتها على الوضع الإنساني للاجئين، وانعكاس ذلك على لبنان، عبر نزوح عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، ما أضاف عبئاً كبيراً على عمل الجمعية، سواء في سوريا أو لبنان.
وأشار التقرير فيما يتعلق بالشأن السوري، أن المستشفيات الثلاثة التابعة للجمعية والمراكز الصحية السبع، والعيادات ومصنع الأطراف الصناعية، ركزت خدماتها لأكثر من 317 ألف شخص من اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك السوريين المحتاجين لهذه الخدمات.
وبين 'أن عدد الولادات التي تمت في المستشفيات المذكورة، بلغ أكثر من 24 ألف ولادة، وأن أقسام الإسعاف في مشافي الجمعية قامت بإسعاف 77875 حالة'.
أما بالنسبة للبنان، فقال: إن عدد المرضى الذين تلقوا خدمات في مستشفيات الجمعية الخمسة في لبنان بلغ (14059) مريضاً، منهم 12% سوريين و14% من فلسطينيي سوريا، وقدمت عيادات الجمعية خلال الفترة نفسها خدماتها لنحو (24314) مريضاً.
واعتبر التقرير أن العام 2013 كان مليئاً بالتحديات التي واجهت الجمعية، من حيث معالجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على المواطنين في قطاع غزة، التي وقعت أواخر العام 2012، ومنذ اللحظة الأولى للحرب تم إعلان حالة التأهب القصوى، وانتظمت غرفة العمليات في غزة وساندتها غرفة العمليات المركزية في المقر العام للجمعية في البيرة، وتعامل جهاز الإسعاف مع 577 جريحاً من أصل 1224 جريحاً، ونقل 88 شهيداً من أصل 162 شهيد.
كما تطرق التقرير إلى قيام فريق الكوارث التابع للجمعية في القطاع بتوزيع المواد الإغاثية على المتضررين من الحرب، وقدم برنامج الصحة النفسية في الجمعية، خدمة الدعم النفسي الاجتماعي ل5000 شخص من الأطفال والنساء والأسر المتضررة، عبر أكثر من 100 موظف ومتطوع.
وأضاف أن الجمعية عملت في الضفة الغربية في ظل ظروف صعبة، حيث واجهت منخفضين جويين بكل تداعياتهما، وتدخلت لإغاثة مئات العائلات الفلسطينية التي تضررت بفعل الفيضانات، يضاف إلى ذلك الحواجز والإغلاقات والعقبات التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام الخدمات الإنسانية التي تقدمها الجمعية.
وتابع التقرير أن الجمعية استطاعت رغم هذه الظروف مجتمعة، التي عملت وتعمل في ظلها الجمعية، إلا أنها استطاعت التعامل مع تداعياتها، وإعادة صياغة برامجها، وتعزيز خدماتها لتطال كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، وواصلت بفروعها وشعبها المختلفة، وبدوائرها المركزية المتخصصة خلال الأعوام 2009 -2013، تقديم خدماتها الإنسانية وتنفيذ أنشطتها المتضمنة في خطة الجمعية التشغيلية في مختلف محافظات الوطن والشتات.
كما جرى، خلال اليوم الثاني للمؤتمر عرض استراتيجية الجمعية للأعوام (2013-2018)، التي أفردت حيزا كبيرا لمبادرات ومساهمات الجمعية في مجال تمكين المجتمعات المحلية ومواجهة الكوارث والأزمات، عبر تنفيذ رزمة واسعة من البرامج المجتمعية.
وأوضحت الاستراتيجية أنه رغم إنجازات الجمعية في شتى المجالات، إلا أن التغيرات البيئية العالمية والاقليمية، وخاصة الاقتصادية، كان لها دور في تدهور الوضع الإنساني للفلسطينيين في الوطن والشتات، ما سينعكس على القدرة الاقتصادية للفرد، وسيرفع من نسبة الفقر والجهل والبطالة.
ولفتت إلى الدور المتنامي للجمعية في خدمة اللاجئين، حتى باتت ثاني المؤسسات الإنسانية التي تقدم خدماتها الصحية والاجتماعية لهم في المخيمات من خلال مراكزها ومستشفياتها.
وأشارت إلى أن التحديات التي تواجه الجمعية، تتمثل في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للمجموعات المهمشة في فلسطين وخارجها، وتنمية القدرة المالية للجمعية، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة وتطويرها، وتنمية الموارد البشرية، وتطوير الأنظمة والسياسات الداخلية.
وتعرضت الاستراتيجية إلى أهداف الجمعية عبر تدخلاتها المختلفة، والمتمثلة في التطوير المستمر لاستعدادات الجمعية وتدخلاتها الإنسانية في حالات الكوارث والأزمات والطوارئ والأوضاع المعيشية الصعبة، والمساهمة الفاعلة في تعزيز قدرات المجتمعات المحلية وصمودها وقدرتها على التحمل، ومواصلة عملية البناء المؤسسي وتنمية الموارد في الجمعية، ودعم فئة الشباب للمساهمة في التمنية الاجتماعية، وتعزيز شراكات الجمعية على المستوى الوطني والاقليمي والدولي، ومع مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، اضافة إلى المنظمات الدولية والاقليمية غير الحكومية، الداعمة لدور الجمعية، والمساهمة في تقديم خدمات الرعاية الصحية، بما يلبي احتياجات المجتمعات المحلية.
تواصلت ، أعمال المؤتمر العام الـ (11) لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لليوم الثانى على التوالي في مقرها العام بالبيرة، الذي يشارك فيه عدد كبير من أعضاء الجمعية وكوادرها الممثلة للفروع والشعب، التابعة لها داخل الوطن والشتات، اضافة إلى حشد من ممثلي مكونات الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر وعدد من الهيئات الدولية.
وقدم رئيس الجمعية، الدكتور يونس الخطيب، شرحا عن دور الجمعية في التخفيف من المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني في عدد من البلدان وبخاصة في سوريا ولبنان، منوها إلى نجاح كوادرها والتزامهم بأداء واجبهم الإنساني، على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدموها، وسقوط خمسة من الشهداء، وهو يقومون بواجبهم الإنساني.
وأوضح أن الجمعية تعمل في ظل ظروف بالغة الحساسية والتعقيد، ومع ذلك فإنها لن تتردد في أداء رسالتها خدمة للشعب الفلسطيني وكل محتاج للمساعدة في الدول التي تعمل فيها.
وتحدث الخطيب عن الجهود التي بذلت لإعداد استراتيجية الجمعية للأعوام (2014-2018)، مبينا أنها كانت حصيلة نقاشات معمقة استمرت على مدى سنوات لتلبي الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني أينما تواجد.
وقال نائب أمين عام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ماتياس شميل، إن الجمعية تمثل نموذجا رائعا للالتزام بالعمل الإنساني، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
وأشاد باستراتيجية الجمعية، مبينا أنها تتقاطع في العديد من محاورها مع استراتيجية الاتحاد الدولي للعام 2020.
وذكر مدير عام عمليات منطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني، أن اللجنة حرصت دوماً على توطيد عرى الشراكة والتعاون مع الجمعية.
ونوه إلى صعوبة الأوضاع التي تعمل في ظلها الجمعية، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، أو دول الشتات، مثل سوريا ولبنان، مؤكدا التزام اللجنة بزيادة المساعدات المقدمة للجمعية.
من جهتها، أشادت نائب رئيس الصليب الأحمر الاسباني مانويلا كابرو، بالعلاقات التي تربط بين مؤسستها والجمعية، مشيرة إلى الظروف المعقدة التي تعمل في ظلها الجمعية، خاصة في ظل ظروف الاحتلال التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وأشادت بقدرة الجمعية على مواصلة أداء دورها في تخفيف المعاناة الإنسانية، مبينة أن 'الصليب الأحمر الإسباني' سيواصل دعمه وتعاونه مع الجمعية.
كما عبر ممثل الصليب الأحمر النرويجي أودون ترون، عن سعادته بالمشاركة في أعمال المؤتمر، مشيرا إلى متانة العلاقات بين جمعيته و الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأثنى على نشاط الجمعية وبرامجها المختلفة، مبينا أن الصليب الأحمر النرويجي ينظر إلى عمل الجمعية ودورها بكثير من الإعجاب التقدير.
ورأى نائب رئيس مجلس إدارة الصليب الأحمر السويدي بو هيرمانسون، أن المؤتمر هو بمثابة أداة لمتابعة تطور الجمعية ونشاطاتها وبرامجها.
وبين أن الجمعية شريك قوي للصليب الأحمر السويدي و الصليب الأحمر النرويجي، مشيدا باستراتيجية الجمعية، التي أشار إلى غناها بالمحاور، التي تهم الصليب الأحمر في بلاده.