"يارااااااااااااا"... ماتت!!
من محمود أبو عواد - حتى إعداد هذا التقرير، كما أنه لم ينضب نبع الدموع الذي بدأ يسيل في حياة عائلة الطفلة يارا النجار منذ الإعلان عن موتها في السويد، لم تتوقف العائلة عن جلد ذاتها بسياط الندم حيال "القرار المميت" بقبول فكرة أن الطفلة قد تعيش "هناك" حياة أفضل؛ بدلا من الحياة قيد الرعب بفعل حروب إسرائيل على غزة...
عائلة يارا محمد النجار المقيمة في "تل الهوى" جنوب غربي غزة والتي طالما أرقت بسبب الآثار النفسية القاسية التي عاشتها الطفلة جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ( إثر تعرض مدرستها للقصف )، تمضغ الآن علقم الكثير من التساؤلات، بما في ذلك حول هوية منفذ الجريمة التي أودت بحياتها، ثم الأسباب التي دفعته/ها لإقترافها على هذا النحو المفجع و المروّع؛ رغم "يقين" والدها بأن طفلته التي لم تنه السنة التاسعة من عمرها قضت بفعل "حفلة تنكيل" مرعبة على يد زوجة خالها التي اؤتمنت على رعايتها منذ وصولها السويد قبل عام .
قالت عائلة الطفلة الضحية يارا النجار لـالقدس دوت كوم أن إرسالها إلى السويد لكي تعيش مع أسرة خالها ( برفقة زوجته المشتبه بها، بعد قدومها في زيارة قصيرة خلال شباط / فبراير الماضي ) كان بأمل التخفيف من الآثار النفسية التي عاشتها جراء الحرب؛ و "لأجل تمكينها من مواصلة تفوقها في دراستها"؛ وأيضا، بغية "الحصول على حق اللجوء وصولا إلى حصولها على الجنسية السويدية" .
والد "يارا" الذي يجهد لاستعادة جثمان طفلته قال أنه كان يتحدث معها بصورة متكررة بواسطة "الانترنت"، وأنها كانت تخبره دائما أنها بخير و"مبسوطة"، "رغم ظهور أثار كدمات على وجهها"، مشيرا إلى أنه لم يبلغ رسميا بمقتل طفلته، وأنه علم بمقتلها من خلال وسائل الإعلام السويدية التي يتابعها، مستهجنا ما أوردته بعض الأخيرة و وسائل إعلام فلسطينية عن أن عمّها الذي لايزال مقيما في غزة هو القاتل !
في الإطار، قال المواطن النجار لـالقدس دوت كوم أن طفلته قتلت من قبل زوجة خالها، موضحا أن ما يعزز هذا "اليقين" لديه أن جيران منزل خال الطفلة "اشتكوا مرارا من تعرض "يارا" للتعذيب الجسدي على يديها"، فيما اتهم دائرتي الشؤون الاجتماعية و "المغتربين" السويديتين، وكذلك الشرطة السويدية، بالتقصير في حماية طفلته، مشيرا في الخصوص إلى أن الاخيرة كانت تلقت بلاغا في 18 "نيسان / أبريل الماضي حول تعرض "يارا" لمعاملة سيئة وتعذيب جسدي، حيث قامت ( الشرطة ) – كما قال - بتحويل البلاغ إلى دائرة الشئون الاجتماعية بواسطة الـ "فاكس"؛ "لكنها ( دائرة الشؤون ) لم تنتبه لذلك، كما تم إقالة الضابط الذي لم يقوم بإبلاغ الدائرة بالشكل المطلوب قانونيا .
"لو أن أحدا منهم انتبه لورقة البلاغ لما وصلنا إلى هذا الحال... لكنه أمر الله"، قال المواطن النجار قبل أن يستدرك مؤكدا أنه سيقاضي الحكومة السويدية بسبب "التقصير و الاهمال" الذي أدى لمقتل طفلته، فيما قالت مصادر خاصة لـ القدس دوت كوم أن الشرطة السويدية اعتقلت خال الطفلة وزوجته، لافتة إلى الأخيرة وهي أم لطفلين و "لا تعاني من اضطرابات نفسية"، اعتدت بالضرب على "يارا" بقوة، ما دفعها لمغادرة المنزل وهي مدماة؛ إلى أن نقلها أحد الجيران إلى المستشفى حيث أعلن عن وفاتها .