بعد سبع سنوات عجاف... جريدة القدس تدخل أروقة غزة
قال نبيل بكير رجل أربعيني العمر ذات الوجه الحنطي التي كست ملامحه الفرحة بعد سبعة سنوات عجاف لعدم مقدرته على توزيع صحفية القدس مع كل إشراقة شمس الصباح بين اروقة غزة، بفعل الانقسام بين الأشقاء فتح وحماس قائلاً " أعمل بتوزيع الصحف منذ 33 عاماً والان بعد انقطاعها عدت لتوزيعها ولعملي من جديد."
يضيف بكير " ملئت أجواء البيت بالفرحة العارمة حين سمعوا بخبر عودتي بتوزيع الصحيفة تواجدت عند معبر ايرز عند الساعة خامسة فجراً وأخدت نصيبي 150 نسخة ولم يبقي منها إلا أعداد بسيطة."
ويذكر أن سلطات الاحتلال سمحت صباح اليوم بدخول نحو 30 ألف نسخة من صحيفة القدس إلى قطاع غزة عبر معبر ايرز بعد انقطاعها سبع سنوات منذ عام الانقسام الفلسطيني وشملت أيضاً الصحف التي منعتها حكومة غزة توزيعها كلاً من الأيام، والحياة، والتي هن لم يسمح لهن بعد بدخولهن وكانت مقابلهما توزع داخل القطاع صحيفة الرسالة ، وفلسطين ويأتي ذلك ضمن تقدم بملف الحريات العامة في دفع عجلة المصالحة بين الفصليين المتناحرين فتح وحماس وخطوة جيدة لتعزيز التفاهم بينهما .
هذا وقد حظيت الصحفية إقبالاً بين الباعة المتجولين والمواطنين والقراء عبر صفحات التواصل الاجتماعي إلى جانب اشراقة قلوب الصحفيين من هم انتظروها عند معبر ايرز منذ تلك اللحظات الباكرة لهذا اليوم.
شبكة PNN صالت بين دهاليز الصحفيين لترصد آرائهم وتطالعهم واستقبالهم لصحفية القدس
قال الناشط الإعلامي رشاد رجب " ينظرُ الشارع الغزي لقرار إدخال صحيفة القدس إلي قطاع غزة ببارقِ أمل ليس الصحفيين فحسب، عقب اعلان قرار الرئيس محمود عباس السماح بإدخال الصحف التي تم منعها منذ سبع سنوات ، ويعتبرُ هذا القرار بمثابة اعلان للمصالحة الإعلامية " ، وتهيئة الأجواء لمصالحة حقيقية ، لما تحويه الصحف من أهمية ، فهي تُعتبرُ تُراثٌ يومي ، والأهم من ذلك أنها مُتاحة لكافة الفئات الاجتماعية، وهذا الذي أثرَ بشكل ايجابي على المواطن ، خاصة بعدما شهدت السنين الأخيرة احتكار صحف معينة، مما دفعُ المواطن العادي نبذَ مثلَ تلكَ الصحف ، وأصبحت مجرد أعداد يومية تُكدس في المحلات التجارية ."
ومواصلاً " والأهم من ذلك المادة الصحفية التي تُعرض بالصحف التي تنتشر في قطاع غزة ولا تتفق مع الأيدولوجيات الفكرية مع معاير الصحيفة، أدى إلي عزوف الكثيرين ولا سيما أصحاب الأقلام الحرة عن المشاركة أو القراءة، وبتالي إعادة احياء الصحف اليومية، مليئة بالمخزون الثقافي، والاخبار اليومية، والمقالات، والاقتصاد، والثقافة، سيأثر بالطبع على عقلية المواطن الغزي، وتهيئته نفسياً واجتماعياً، على تقبل الرأي الاخر، والتفاعل معه، بطريقة تُثري قضيتنا، ومجتمعنا."
وعلي صعيد أخر قال أسامة أبو صفر " رغم أنني قارئ لصحيفة الحياة استقبلت صحيفة القدس وهي خطوة مميزة ضرورية لتهيئة الجو أو المناخ العام كون الأجواء تصالحية تسير بــ اتجاه عودة النسيج الاجتماعي الفلسطيني من جانب وأخر نحو حرية الصحافة واستقلالها بعيداً عن الانقسام ويضيف أبو صفر" إن دخول صحفية القدس هذا اليوم شيء مهم لشعبنا فالاحتلال الإسرائيلي يعمل على تقسيم شعبنا من جانب ويعي الاحتلال وبتالي علينا السعي في اتمام المصالحة والحرص من الإخوة والمناضلين في كلا الطرفين أن يتحلوا بالذكاء وان لا يفرزوا سياستهم اتجاه الصحفيين وذلك لدخول صحيفة القدس بدون دخول صحف أخرى ."
وبدورها قالت الصحفية " مني أبو عويمر مراسلة الرياض السعودية بغزة " إن حريات الصحف والإعلام مكفولة في أي مكان وهذا شيء طبيعي في كافة انحاء العالم، وسعيدة جداً بإلغاء القرار المجحف بحجب الصحف والذي بدأ يتلاشى تدريجياً لحظة دخول صحيفة القدس اليوم إلى قطاع غزة."
وتردف قائلة أبو عريمر" آمله بعدم صدور في المستقبل مثل هذه القرارات ولا تقدم عليها اي جهة وكذلك ونحن بانتظار دخول بقية الصحف إلى قطاع فقد حرمنا سنوات عديدة كلها مطبوعات كانت تنقل هموم وحاجات المواطن الفلسطيني في الأساس."
من يكن هذا فحسب بل أيضا من جانبه عبر الصحفي الحر " إبراهيم شقورة " بالتأكيد دخول جريدة القدس كان بالنسبة إلي بداية للتطبيق الفعلي لخطوات الوحدة الوطنية العملية لأن كل الخطوات السابقة كانت خطوات على الورق وبدون ثقة من الشارع الفلسطيني، لكن اليوم وعلى الرغم من أن خطوة ادخال صحيفة القدس ليست بالخطوة الكبيرة مقارنة بتشكيل الحكومة واعادة تشكيل الأجهزة الأمنية، ولكن هي أعادت بصيص الأمل خصوصا بالنسبة لنا كصحفيين في غزة في اعادة حرية الرأي والتعبير إعادة الرأي الآخر في المقابل بالانتظار بتطبيق الأخر بالضفة بمثل ما فعلت غزة وأيضا في انتظار دخول الأيام والحياة لتتنعم بثلاثتهم ."
ترقبت " روند عجور" المترجمة الإعلامية للوفود الأجنبية داخل القطاع دخول صحفية القدس وعندما وجهت لها مراسلة الشبكة لدينا بالقطاع عن استقبالها للصحفية قالت " حقيقة اشعر بالسعادة العارمة لدخول الصحيفة الفلسطينية الأولى الي قطاع غزة بعد غياب سبع سنوات وهذا إن دل على شيء فهو يدل على بشائر الخير التي نتفاءل بها بخطوات المصالحة حيز التطبيق ونأمل من الفصائل الفلسطينية العمل الجاد من أجل تحقيق المصالحة على أرض الواقع."
وقد عبر الفريق الأخر من الصحفيون أيضاً بلحظات الانتظار بسماح لهم بدخول باقي الصحف الأيام والحياة الجديدة دون تميز بين هذا وذلك بالمقابل دخول صحفتي حماس التي هي لم يتم توزيعها بالضفة منذ سبع سنوات.