"دير خريطون" إرث تاريخي مجهول جنوب بيت لحم
نجيب فراج - نظم عدد من النشطاء في محافظة بيت لحم "مستكشفو فلسطين" جولة لـ "دير خريطون" الواقع جنوب بيت لحم وتحيط بها أربع مستوطنات هي "تقوع"، و"تقوع ب"، و"نكوديم" و"الداد".
وقبل أن تبلغ الساعة التاسعة صباحا كان أعضاء المجموعة (محمد أبو زر، عائد حوشية، فادي قطان، نزار العيسه، خالد بركات، خضر أبو عبيد، سميح العمور، محمد أبو عجمية، رائد أبو طه، محمود أبو سالم وإياد عايش) على مدخل المغارة.
"لقد كان الوصول إليها مهمة صعبة جداً، للحظة اعتقدت أنني لن أتمكن من الوصول إلى المغارة أو أطلال الدير" قال نزار العيسه وعلامات الارتياح بادية على وجهه ثم أضاف "الدروب المؤدية إلى هناك وعرة جداً ودرجات الحرارة كانت تؤكد بان جحيماً يستعر في تلك الأودية السحيقة".
على طول مئات الأمتار انتشرت عشرات الحجرات معظمها صمد أمام عوامل الهدم والدمار طيلة سبعة عشر قرنا تقريباً وكثيرة اندثرت.
بقايا لأبراج كانت ذات يوم وما زالت واضحة للعيان، نظام مائي متكامل يمتد على مساحات كبيرة كان مصدر حياة لكل أشكال العيش التي كانت هناك.
ويعتبر "دير خريطون" الاكبر من بين الأديرة التي بناها القديس خريطون بعد دير عين فارة ودير أريحا، وقد تجمع الروايات أنه بني بين العام 325 والعام 350.
بلوغ نهاية المشوار ووصول أعضاء الفريق الاستكشافي إلى باب المغارة شابه الكثير من الحوادث التي كادت أن تمنع البعض من اكمال مشواره نحو "الدير المجهول".
تدخل المغارة الموجود داخل الدير من باب صغير وتبدأ التقدم في مسالك متشعبة، حتى تصل إلى إحدى الحجرات الضخمةذات الارتفاع الكبير، لكن يتبع ذلك أنفاقا تدخلها زحفا على البطون، ومنها الى مسالك شديدة التعرجات وأخرى شديدة الانحدار.
ويقول عائد حوشية المرشد التربوي بعد ساعتين من التجوال داخل المغارة "هذه أضخم مغارة في فلسطين، يبلغ مجموع أطوال ممراتها أكثر من أربعة آلاف متر وعدد حجراتها أكثر من خمسين بعضها يتجاوز ارتفاعه 15 مترا. هذه مغارة طبيعية وليست من صنع الإنسان. بعض مقاطع المغارة رطب جداً. نسب الأكسجين فيها ممتازة. ارتبطت هذه المغارة بالقديس خريطون والدير الذي تتوسطه".